قضايا وآراء

هل بدأ فصل آخر من الحرب الأميركية- الإسرائيلية يطل على سورية؟..

| تحسين الحلبي 

لا أحد يجب أن يشك أن المؤامرة الغربية- الصهيونية وحربها الوحشية على سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام ما تزال فصولها تتتابع منذ عام (2011) وكلما أحبطت سورية وحلفاؤها فصلاً من فصولها سارعت الدول المنخرطة في هذه المؤامرة إلى تدبير فصل آخر…
ففي أعقاب الإنجازات التي حققها التحالف الروسي- السوري من الحرب على داعش وأنصارها وهزيمة عدد كبير من مجموعاته في شمال سورية وجنوبها ووسطها بدأ المنخرطون في استهداف سورية بالانتقال إلى خطط أخرى يراد منها عرقلة تسارع الانتصار على مجموعات داعش رغم أن الحرب على داعش والقاعدة وأنصارهما أصبحت أكثر الحروب التي تتمتع بشرعية دولية وتزعم واشنطن وحلفاؤها أنهم من الأطراف التي تشارك في هذه الحرب… فالملاحظ الآن وجود حرب إعلامية مكثفة تستهدف (شيطنة) الرئيس الروسي بوتين ووجود خطاب إعلامي في جميع القنوات الفرنسية والإنكليزية والعربية لدول التحالف الأميركي يتجنب القول بأن سلاح الجو الروسي والسوري يشن غارات على مجموعات داعش.
ويعلن أن هذه الغارات يجري شنها على مجموعات المعارضة وكأن داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات التي يعتبرها المجتمع الدولي إرهابية تحولت من خلال هذا الخطاب إلى مجموعات معارضة… فالقصف السوري والروسي الجوي الموجه ضد هذه المجموعات في ريف حلب واللاذقية لم يعد بنظر هذه الوسائل الإعلامية ضد مجموعات إرهابية بل ضد المعارضة والمدنيين علماً أن الغارات الأميركية الجوية التي شنت باسم الحرب على القاعدة هي التي كانت تقتل المدنيين من كل الجنسيات العربية في اليمن وفي سورية وفي العراق، وفي ليبيا وباكستان وفي 24/11/2014 نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن الطائرات الأميركية قتلت في عمليتين ضد القاعدة في باكستان أكثر من (76) طفلاً و(29) آخرين من المدنيين وأضافت الصحيفة البريطانية إن سلاح الجو قتل (1447) مدنياً أثناء عمليات قام بها ضد (41) شخصية قيادية في منظمة القاعدة في مناطق باكستان واليمن فقط، وإن (500) طلعة للطائرات الأميركية بلا طيار قتلت (3674) مدنياً أثناء غاراتها في أفغانستان والعراق… وكانت غارات جوية أميركية قد قتلت في عام (2015) عدداً من الجنود العراقيين إضافة إلى مدنيين وأجبرت وزير الدفاع الأميركي (آشتون كارتر) على الاعتراف بعد أن قدمت القيادة العراقية إثباتات عن هذه العملية، وكشف تقرير نشرته مجلة (هافينغتون بوست) الإلكترونية الأميركية أن غارات سلاح الجو الأميركي على داعش والقاعدة كانت تقتل (90) مدنياً مقابل قتل (10) من المجموعات المسلحة في اليمن وباكستان وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن (مارجوري كون) رئيس نقابة المحامين (NLG) الأميركية أعلن أن «أوباما قتل من المدنيين بغارات الطائرات الأميركية ضد الإرهاب أكثر مما مات في تفجيرات نيويورك في 11/9/2001» وبالمقابل يفند أحد الخبراء العسكريين الاتهامات الموجهة لسلاح الجو الروسي أو السوري بإصابة المدنيين ويؤكد أن التنسيق بين القوات السورية البرية وسلاح الجو الروسي يمنع أي إصابة للمدنيين وأن وجود هذه الوحدات البرية العسكرية في الجبهة المقابلة لمواقع المجموعات وقربها يوفر معلومات دقيقة للهدف المراد قصفه على الأرض في حين أن سلاح الجو الأميركي يقصف من دون وجود قوات برية تساعده في باكستان أو اليمن أو سورية رغم أن سورية دعت إلى وجود تنسيق إذا كانت واشنطن تريد قصف داعش والقاعدة كما تقول…
والملاحظ أيضاً أن تغييب الشعار الدولي للحرب على داعش والقاعدة في وسائل الإعلام الأجنبية والعربية المتحالفة معها يراد منه إيجاد مزاعم تبرر للمنخرطين باستهداف سورية بالدعوة إلى تحقيق واحد من هذه الأهداف:
1- إما إيجاد منطقة داخل الحدود السورية يتجمع فيها لاجئون ويراد لها أن تخضع لحظر جوي.
2- وإما الدعوة لنشر وحدات برية من دول أطراف التحالف الأميركي بحجة حماية المدنيين.
3- وإما أن تتاح الفرصة لمجموعات داعش بالتوسع مادام قصف الجيش السوري والروسي لها يعتبر قصفاً لمجموعات المعارضة وليس للإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن