شؤون محلية

جنون العقارات في السويداء!!

السويداء-عبير صيموعة: 

واصلت أسعار العقارات في السويداء ارتفاعها من دون رادع أو رقيب ولعب ارتفاع الأخضر لعبته حتى أصبحت شقة لا تتجاوز مساحتها 100م2 حلماً يدغدغ خيال المواطن معدوم الدخل أو صاحب الدخل المحدود ليبقى اقتناء شقة صغيرة حكراً على مغتربي المحافظة أو على أثريائها فقط فمثلاً شقة مساحتها 120م2 كاملة الكساء الخارجي لم يتجاوز سعرها منذ أربع سنين مليوناً و300 ألف أما حالياً فيتراوح سعرها بين 6-7 ملايين وطبعاً بحسب الموقع أما الشقة المكسية ولذات المساحة فلم يتجاوز سعرها 2 مليون ونصف المليون في حين يمكن أن يتجاوز سعرها حالياً الـ10 ملايين ولعل المترقب لأسعار العقارات وخاصة ممن كان يحلم باقتناء شقة صغيرة بات مذهولاً أمام مفارقات أسعار العقارات وخاصة خلال العام السابق والعام الحالي فلم يعد مواطن السويداء يستغرب مثلاً من أن شقة كانت معروضة للبيع في العام الماضي بسعر 8 ملايين على طريق قنوات قد وصلت هذا العام إلى 15 مليوناً أو شقة في منطقة الملعب البلدي جرى عرضها سابقاً ومن دون إكساء بسعر لم يتجاوز 5 ملايين لتقفز حالياً إلى 9 ملايين وتبقى الأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى في المدينة وصولاً إلى الأطراف وحتى مناطق الريف التي وصلتها حمى الأسعار هي الأخرى.
ولو انتقلنا إلى أسعار المتر الواحد في العقارات الجديدة والأبراج التي انتصبت في المدينة فارضة نفسها بتوزيع بشع وبكثير من الجشع بات سعر المتر المربع الواحد على الشارع المحوري 200 ألف ل. س في حين على طريق قنوات فيتراوح بين 140-190 ألف ل. س والحجة بارتفاع التكلفة في حين إشادتها وبأنها ذات صفة تجارية.
أما المعضلة الأكبر والقضية المثيرة للاستهجان والتي فاقت قضية أسعار العقار فهي قضية الإيجار التي باتت بمنزلة الأحجية التي تحتاج إلى حل وتفسير بعد أن ضاق المواطن المقيم من أبناء المحافظة والوافد إليها من ارتفاعها غير المنطقي لتبدأ الأسعار من 15 ألفاً للشقة بمساحة 75 وصولاً إلى 50 ألفاً وطبعاً للشقة غير المفروشة ويزداد الإيجار طرداً مع مساحة الشقة والأهم موقعها الاستراتيجي؟؟؟
أما إيجار الشقة المفروشة فحدث ولا حرج فتبدأ من 45 ألفاً متجاوزة 80 ألفاً بغض النظر عن مساحتها أو نوع الأثاث الموجود ضمنها.
نقابة المقاولين في السويداء تؤكد أن ارتفاع أسعار بعض العقارات إنما عائد إلى ارتفاع تكاليف الإنشاء والكساء أما أصحاب تلك العقارات فيعزون الارتفاع إلى أسعار المواد وارتفاعها الجنوني المصاحب لجنون الأخضر، أما المواطن صاحب الدخل المحدود فقد صرف تفكيره عن اقتناء شقة بغض النظر عن مساحتها ولم يعد يفكر سوى بكيفية تأمين إيجار مسكنه والذي لا يتماشى مع مستوى دخله و(ارتفع الأخضر أو انخفض قضية لم تعد تهمه ) لأن الأسعار في جنون وبات قاب قوسين من أحد الأمرين (إما الجنون أو ارتفاع الضغط والجلطة القلبية).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن