سورية

قاديروف يحذر من احتمال مواجهات مسلحة.. ويؤكد أن الغرب لم يعد يحدد شروط اللعبة … موسكو: الرئيس الأسد هو الآن الرئيس الشرعي لسورية

| الوطن – وكالات

أكدت روسيا حرصها على بقاء سورية موحدة تحت قيادة الرئيس بشار الأسد، لأن رحيله سيؤدي إلى «تفكك» البلاد «بالكامل»، كاشفةً أن واشنطن تشاطرها هذا التقويم. ودعت موسكو حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى فرض الانضباط على تركيا، التي نصبت «فخاً» بين الجانبين بإسقاطها المقاتلة الروسية، وحرصت على توضيح أهدافها من العملية الجوية التي أطلقتها في سورية، مؤكدةً أنها تحرص على «حماية المصالح القومية الروسية» ولن تتحول إلى وجود عسكري «لا نهاية له».
وإذ أكدت الدبلوماسية الروسية حرصها على تنفيذ وقف إطلاق النار بحسب ما نص عليه اتفاق ميونيخ، أوضحت أن الحرب ضد الإرهابيين لن تتوقف، مشيرةً إلى أن العملية الروسية جاءت رداً على تقاعس التحالف الدولي عن ضرب مواقع تنظيم داعش الإرهابي. وما تحفظت الدبلوماسية الروسية اللبقة عن قوله، لم يجد رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قاديروف حرجاً في التعبير عنه، إذ اتهم التحالف الدولي بعرقلة «القضاء الكامل» على داعش، لكنه نبه إلى أن «شروط اللعبة» في المنطقة تغيرت، ولم تعد واشنطن هي من يحددها.
وأكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف أن بلاده تريد أن تبقى سورية دولة موحدة في حدودها الحالية، مضيفاً: إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تدرك أيضاً ضرورة الحفاظ على وحدة سورية. وأردف قائلاً: «لا أحد منا يريد ظهور «ليبيا جديدة» متفككة إلى دويلات عدة أو تعمها الفوضى».
واعتبر ميدفيدف في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية نشرت أمس، ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» مقتطفات منها، أنه في حال جلس الرئيس الأسد وأولئك الذين يعارضونه لأسباب أيديولوجية إلى طاولة الحوار بوساطة دولية، ومن دون مشاركة متطرفين، ستظهر هناك فرصة التوصل إلى اتفاق حول المستقبل السياسي لسورية وحول دور الرئيس الأسد نفسه في هذه العملية، وفرصة إنهاء الأزمة في نهاية المطاف. وأكد أن الوجود العسكري الروسي في سورية يستهدف تحقيق مهمة معينة تتعلق بحماية المصالح القومية الروسية، ولن يتحول إلى عملية عسكرية «لا نهاية لها». وشدد قائلاً: «ليست لدينا خطط لتمديد وجودنا في سورية إلى ما لانهاية»، وذلك في معرض رده على سؤال حول إذا ما كانت روسيا ستساعد الرئيس الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سورية بالكامل. وأوضح أن المصلحة الروسية، التي يدافع عنها الجيش الروسي في سورية، تتمثل في منع تسلل آلاف المتطرفين والإرهابيين من سورية إلى الأراضي الروسية.
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الروسي السابق، أن تركيا ومن خلال إسقاطها القاذفة الروسية «سو 24» فوق الأراضي السورية، أوقعت حلف «ناتو» بأكمله وليس نفسها فقط في الفخ، واصفاً تصرفها ذلك بـ«غير مسؤول إلى أبعد الحدود». ووجه دعوة خفية لـ«ناتو» لضبط تركيا، وأتبع كلامه محذراً: «إننا جميعنا ندرك جيداً إلى أين يؤدي مثل هذا التصرف».
في سياق متصل أعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن اعتقاده في أن الرئيس الأسد كان بإمكانه تجنب التصعيد لو أجرى الإصلاحات الديمقراطية في الوقت المناسب، لكنه أشار إلى أن «سورية ستتفكك بالكامل لو ترك (الرئيس) الأسد السلطة الآن»، كاشفاً أن الولايات المتحدة باتت تدرك هذا الأمر.
وشدد غاتيلوف الذي قاد الجانب الروسي في المفاوضات الثلاثية مع الأميركيين والأمم المتحدة للتحضير لمحادثات جنيف، على أن «الرئيس الأسد هو الآن الرئيس الشرعي لسورية»، كاشفاً أن الأميركيين «طلبوا من الروس أكثر من مرة، الاتفاق فيما بينهم (نيابة عن السوريين على من سيحكم سورية)»، لكنه أضاف «نحن مثل هذه الأشياء لم نقم بها أبداً، هذا (شأن) يقرره السوريون وحدهم».
وأكد أن روسيا ستواصل حربها ضد الإرهابيين حتى لو تم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال «نحن نحارب المجموعات الإرهابية، داعش وجبهة النصرة والمجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة»، مضيفاً: إن «الغارات على المجموعات الإرهابية ستستمر في كل الحالات.. ووقف إطلاق النار يجب أن يشمل فقط المهتمين ببدء المفاوضات، وليس الإرهابيين».
وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن روسيا تفعل ما بوسعها من أجل تنفيذ اتفاق ميونيخ. وأعربت عن أملها في أن تبدأ المحادثات التي تضم «الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المختلفة فور توقف العمليات القتالية».
وأشارت ماتفيينكو إلى أن روسيا هي من دعت إلى وضع حد للأعمال القتالية لإطلاق «عملية التسوية في سورية» لافتة إلى أن مقترحاتها نوقشت في الاجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. ودعت ماتفيينكو وفق ما نقلت عنها وكالة تاس الروسية، الدول التي لها تأثير على «جماعات المعارضة المختلفة» في سورية إلى إظهار الإرادة من أجل تطبيق كل ما تم التوصل إليه.
في الغضون أوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده اضطرت لبدء عمليتها العسكرية بسورية بسبب تقاعس التحالف بقيادة واشنطن في ضرب مواقع «داعش». وأكد أن التنظيم يشكل خطراً مباشراً على الأمن الروسي، مضيفاً: إن شركاء روسيا في مجموعة «بريكس» تلقوا قرار موسكو إطلاق العملية العسكرية بسورية بتفهم مطلق.
وبدوره اعتبر رئيس جمهورية الشيشان الروسية أن «أهداف ومهمات» التحالف الدولي «تتلخص في محاولة إعاقة ومنع القضاء على «دولة إبليس» وباستعادة السلام»، في إشارة إلى داعش.
وتطرق قاديروف إلى إعلان بعض الدول أنها سترسل قواتها إلى سورية، لكنه حذر من أن احتمال وقوع الحوادث العشوائية، التي يمكن أن تشعل النزاعات الكبيرة قد تصل إلى حد المواجهات المسلحة، «يكبر» في حال استخدام الطيران الحربي والوحدات البرية من عدة دول في ساحة عسكرية واحدة. وأعرب عن خشيته من أن تتحول الحملة الدولية المذكورة إلى ساحة لتبادل التهم وتصفية الحسابات بين المشاركين في التحالف الدولي، بدلاً من القتال الحقيقي ضد داعش. وختم قائلاً في تدوينة على موقع إنستغرام بحسب موقع روسيا اليوم: «حتماً، لا تتضمن خطط منظمي الحروب والانقلابات في الشرق الأوسط، أي عملية قضاء كامل على داعش أو تعزيز سلطة (الرئيس) بشار الأسد، ولكنهم سيضطرون إلى القبول بأن شروط اللعبة باتت تحدد ليس من جانب الغرب والولايات المتحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن