شؤون محلية

البندورة «عم تتمختر» والكوسا «شايفة حالا».. والأسواق «تيتي تيتي..» … أسعار الخضر تحلق.. والدواجن والإلكترونيات تقفز20%

| فادي بك الشريف

رغم الوعود والتصريحات بأن أسعار كثير من الخضر والفواكه وعدد من المواد والسلع ستنخفض إلا أنها كانت عبارة عن «وعود خلبية» وحبوب مهدئة للضجيج على جنون الأسواق، لا بل ارتفعت الأسعار عن الفترة السابقة بشكل لا يمكن وصفه في أسواق دمشق وأصبح دخل المواطن لا يمكنه من تأمين ولو جزءاً من احتياجاته على مدار الشهر، بحيث يأتي ذلك تزامنا مع ارتفاع الدولار الذي تجاوز 400 ليرة وأصبح مختلف المحال والباعة يسعّر مواده ومنتجاته على الدولار.
وفي جولة لـ«الوطن» على عدد من الأسواق (سوق باب سريجة) فقد لوحظ ارتفاع كبير في أسعار الخضر وندرة النوعية الجيدة منها، بحيث وصل سعر كيلو البندورة لـ350 ليرة وهناك من يبيع الكيلو بـ400 ليرة، مع اختلاف السعر بين المحال في السوق الواحد، وبلغ سعر كيلو الخيار 400 ليرة، وكذلك الباذنجان الذي يباع بـ400 ليرة، وسعر كيلو البطاطا بـ200 ليرة، والزهرة بـ150 ليرة ومعظمها مواد ذات نوعية ليست بالجيدة، وسعر كيلو الفليفلة وصل إلى 400.. إلخ.
ومازالت الكوسا هذه الأيام تعيش أجمل أيامها في السوق، وغدت الأميرة المدللة غالية القدر والثمن تتفاخر بسعرها وتتباهى كالسلطانة في أسواق دمشق بسعرها الذي وصل إلى 750 ليرة للكيلو الواحد، وشكلّ ارتفاع سعرها علامات استفهام كثيرة برسم الجهات المعنية التي وقفت متفرجة حيال هذا الارتفاع الجنوني الكبير دونما أن تحرك ساكنا حتى اللحظة أو تضع الحلول اللازمة.
أما الفواكه فحافظت نوعا ما على أسعارها وانخفض بعضها عن الفترة الماضية، حيث يباع كيلو الموز بـ350 ليرة، والتفاح بـ250 ليرة، وكيلو البرتقال بـ125 ليرة.
ارتفاعات جنونية لم تطل مادة الكوسا وحدها بل طرأت على مختلف الأسعار بما فيها الدواجن والالكترونيات التي زاد سعرها بمعدل 20% في السوق، حيث ارتفعت أسعار الدواجن ووصل سعر كيلو الفروج لـ750 ليرة، والشرحات لـ1250 ليرة، والدبابيس بـ800 ليرة، وسعر كيلو سودة الفروج بـ1200 ليرة، وسودة الغنم وصل سعر الكيلو لـ2500 ليرة، أما سعر صحن البيض فتجاوز 900 ليرة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أن أسعار السلع والمواد ارتفعت بين 15-20% خلال الفترة الماضية تزامناً مع ارتفاع الدولار مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك سعر ثابت على القطع الأجنبي يتم فيه إلزام المستورد والمصنع التقيد فيه.
وأضاف دخاخني: إن التصريحات لا تتوافق على الإطلاق مع واقع السوق الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وخاصة أن المواطن لم يعد يحتمل التكاليف الكبيرة وأصبح هناك ركود في الأسواق وحركة الشراء، مشيراً إلى الجولات والرقابة القائمة وضبط المخالفات والإغلاقات ولكن هل ستؤدي إلى خفض الأسعار؟
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف لـ«الوطن» إن الأسعار ارتفعت لحدود 30% خلال الفترة الحالية لكثير من السلع والمواد، مشيراً إلى أن تجار الجملة المستوردين والمصنعين أصبحوا لا يبيعون بالطريقة التي كانوا يطرحون فيها منتجاتهم سابقا، ولم يعد هناك تسهيلات كبيرة على صعيد عملية الدفع نظرا لتذبذب سعر الدولار حالياً.
وأكد يوسف أن بعض التجار رفع الأسعار بشكل استباقي، مبيناً أن أسعار الدواجن ارتفعت أيضاً منذ الأسبوع الماضي وحتى تاريخه بنسبة 20%، كما ارتفع سعر الإلكترونيات لارتباطها المباشر بالدولار، كما يلاحظ أن البيع والشراء فيما يخص الأجهزة الإلكترونية يتم بالدولار.
وكانت ذكرت مصادر وزارة الزراعة منذ أشهر أن أسعار كثير من الخضر ستنخفض خلال الفترة القادمة عبر طرح كميات إضافية من المواد وغيرها من المواد (البلاستيكية) التي يبدأ إنتاجها إلا أن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن