سورية

واشنطن تشكك في استعداد موسكو تنفيذ اتفاق ميونيخ.. وداعمو الإرهاب ينددون بقصف روسي مزعوم … روسيا تنفي اتهامات بقصف طائراتها منشآت مدنية شمال سورية وتعتبرها مواد مزورة أعدت في تركيا

| وكالات

في الوقت الذي نفت فيه موسكو نفياً قاطعاً الاتهامات الموجهة لقواتها بقصف منشات مدنية بينها مشاف شمال سورية، واعتبرتها مزاعم عديمة الأساس ومواد مزورة أعدت في تركيا، شككت واشنطن في استعداد روسيا لتنفيذ ما تضمنه اتفاق ميونيخ من «وقف للعمليات القتالية العدائية»، على حين تهافت داعمو التنظيمات الإرهابية في سورية بإدانات مزعومة لهذا القصف، إذ اعتبرته فرنسا «جريمة حرب»، على حين رأى رئيس المجلس الأوروبي أنه يترك «أملا ضئيلاً» في إحلال السلام في سورية.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في تصريح للصحفيين أمس، نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن الاتهامات الموجهة للقوات الروسية بقصف مستشفى في شمال سورية عبارة عن مزاعم عديمة الأساس.
وقال: «إننا نرفض رفضاً قاطعاً تلك الادعاءات وخاصة أنه في كل مرة يكون أولئك الذين أطلقوها غير قادرين على إثباتها بطريقة أو بأخرى».
وأضاف: «يجب العودة للمصدر الأساسي وفي هذه الحالة بالنسبة إلينا المصدر الأولي للمعلومات هو الممثلون الرسميون السوريون».
وأعلنت الأمم المتحدة الإثنين سقوط نحو خمسين مدنياً وعدد من الجرحى في خمس مؤسسات طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب في قصف جوي، ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، أنه روسي، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وحمل سفير سورية في موسكو رياض حداد أول من أمس، طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مسؤولية قصف مشفى تدعمه منظمة «أطباء بلا حدود» في معرة النعمان بريف إدلب، مؤكداً أن المعلومات التي جمعت تثبت أن «الطيران الروسي ليس له أي علاقة بهذا الأمر».
وأوضح بيسكوف، أن العلاقات الروسية التركية تشهد أزمة عميقة، لكنه رفض التعليق على احتمال مواصلة تدهور هذه العلاقات في المستقبل أيضاً.
من جانبه وصف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، الأنباء عن استهداف منشآت مدنية في إعزاز بريف حلب ومعرة النعمان في ريف إدلب بأنها «مواد مزورة تم إعدادها في تركيا».
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قال كوناشينكوف: «أطلقت أنقرة حملة إعلامية عدوانية ضد روسيا على صفحات وسائل الإعلام الرائدة في العالم، في محاولة لتفادي فقدان سيطرتها على المناطق في شمال وشمال غرب سورية، حيث كانت حكومة أنقرة تتمتع بالسلطة المطلقة خلال السنوات الماضية».
وأضاف كوناشينكوف، أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي زار كييف، الإثنين وصل في خطابه العدواني إلى حد اتهام روسيا باستهداف مستشفى في ريف إدلب بواسطة صاروخ باليستي أطلق من مياه بحر قزوين»، مشدداً على أن أسطول بحر قزوين الروسي لا يملك سفناً قادرة على إطلاق صواريخ باليستية.
وكرر كوناشينكوف مجدداً أن سلاح الجو الروسي يتحقق من إحداثيات الأهداف وطابعها عدة مرات وينسق عملياته مع الجهات الأخرى العاملة على الأرض السورية ضد الإرهابيين قبل توجيه أي من غاراته الجوية، وذلك من أجل الحيلولة دون سقوط ضحايا بشرية.
من جهتها وكما كان متوقعاً من دون تقديم أية أدلة، ادعت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس، «أن الغارات والهجوم من الجيش العربي السوري ومن يدعمه، تقتل المدنيين الأبرياء، وتثير قلقاً شديداً»، في إشارة إلى روسيا.
وفي حديث لها للصحفيين على هامش قمة اتحاد دول جنوب شرق آسيا، حسب «روسيا اليوم»، قالت رايس: «إن هذه الأحداث «تثير شكوكاً حول إذا ما كانت روسيا تريد، أو قادرة، على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر ميونيخ للأمن» المتعلق بوقف «الأعمال القتالية العدائية» في سورية.
لكن المستشارة الأميركية استدركت بقولها: إنها «لا تستطيع التأكد من إذا ما كان الجيش العربي السوري أو سلاح الجو الروسي قصف مستشفى شمال سورية»، مضيفة «لا أستطيع الآن القول، من يتحمل مسؤولية ذلك».
ونددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها بالغارات التي استهدفت مستشفيين شمال سورية، مدعية أن الجيش العربي السوري و«داعميه» يواصلون الأعمال العسكرية دون سبب، ودون احترام الالتزامات الدولية الخاصة بحماية أرواح الأبرياء، وخلافاً لدعوات المجموعة الدولية لدعم سورية».
بدوره استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجمات الصاروخية المتعددة على المرافق الطبية والمدارس في سورية، حسب شبكة «CNN» الأميركية الإخبارية.
وأعرب مون عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ«الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية»، ما دفعه للشك في التزام بعض الدول بما نوقش في مؤتمر ميونخ للأمن في ميونيخ 11 شباط.
ووصفت الأمم المتحدة الإثنين، ما سمته قصف الأهداف المدنية في شمال سورية بأنه كان «عملاً متعمداً» وقد يرقى إلى «جريمة حرب»، وفق ما أفادت به قناة «سكاي نيوز» أمس، حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري.
ودعت الأمم المتحدة دمشق وموسكو إلى معرفة المسؤول عن الحادث (قصف المشفى).
بالمقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي الجديد، جان مارك إيرولت، في بيان: «أدين القصف المتعمد الجديد للمستشفى المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود في شمال سورية بأشد العبارات»، معتبراً أن هذا القصف يجب أن يتوقف لأنه «جريمة حرب».
وكرر إيرولت تصريحات داعمي التنظيمات الإرهابية في سورية، «ودعا إلى ضرورة سعي جميع الأطراف لتنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبالأخص، ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق الواقعة تحت الحصار».
واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس، أن ما وصفه بالقصف الروسي يترك «أملاً ضئيلاً» في إحلال السلام في سورية.
وخلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في أثينا، حسب «أ ف ب» قال توسك: إن «القصف الروسي قد عزز النظام السوري، والمعارضة المعتدلة أضعفت والاتحاد الأوروبي غارق بموجات جديدة من اللاجئين».
وأضاف: إن «العالم بأسره يأمل بالسلام ومستعد للمحادثات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن