قضايا وآراء

الرئيس الأسد يعرض.. يحسم… ويطمئن

| ميسون يوسف 

بصراحته وشجاعته وصلابته ظهر الرئيس الأسد أمام الرأي العام السوري والعربي والدولي واثقاً بنفسه وبدولته وجيشه وشعبه محيطاً بكل ما يجري فغاص إلى العمق كاشفاً أمام الرأي العام المتعدد هذا كل ما يتصل بما يجري في سورية منذ 5 سنوات مؤكداً أن ما يشهده الميدان السوري لم يكن يوماً حرباً أهلية أو حرباً سورية سورية وإلا لما كانت سورية قد صمدت بوحدتها بل كانت قسمت بين المتصارعين، ومن ثم فإن ما يجري هو عدوان خارجي مستند على بعض الأدوات المحلية والإقليمية المنقادة للمايسترو الذي خطط العدوان وأمرهم بتنفيذه وبقي ممسكاً بزمامه.
وانطلاقاً من طبيعة ما يجري وتحديد التوصيف الدقيق للأمر حدد الرئيس الأسد الموقف من كل جزئية من جزئيات المواجهة القائمة أو مما طرح أو سيطرح في المستقبل وكان في هذا التحديد كعادته موضوعياً وشفافاً إلى أقصى الحدود ما أنتج لدى المواطن السوري طمأنينة عارمة لجهتين الأولى أن قيادته واعية مطلعة تعرف أدق التفاصيل والأمور وتمتلك القدرة والعزيمة على المواجهة، والثانية أن أي مخرج للأزمة لن يكون على حساب وحدة سورية وسيادة شعبها وقراره المستقل.
ومن ثم يكون الرئيس الأسد بهذا قد قطع الطريق على كل من يحاول أن يستثمر بالحرب النفسية أو يثبط العزائم وما شابه. وعلى هذا الأساس نرى أن هناك أجوبة قاطعة قدمها الرئيس على تساؤلات أساسية تؤرق البعض ويتراءى أحياناً أن الخصم أو العدو يحاول الاستثمار فيها خاصة لجهة:
1. الفصل التام بين مكافحة الإرهاب والإصلاح السياسي، وأن أي اتفاق أو أي تفاهم مع أي جهة كانت لن تثني سورية عن حقها وواجبها في ملاحقة الإرهابيين على أرض سورية ومن ثم يكون الرئيس هنا قد رد بشكل قاطع على أولئك الذين يتوسلون وقف إطلاق النار لإنقاذ الإرهابيين.
2. أن سورية تدرك أن هيئة الحكم الانتقالي وما يتصل بها من نماذج وعناوين يطرحها الخصم إنما هي مدخل لتفتيت سورية والقضاء على وحدة الأرض والشعب بشكل عملي حتى ولو بقيت الدولة واحدة نظرياً ولذلك فإن سورية لن تقبل بهذه الخدع والمناورات ومن حقها أن تدافع عن وحدتها مهما كانت التضحيات. ولن يكون في سورية إلا حكومة وطنية يختارها الشعب السوري من أجل المحافظة عليه وعلى الدولة في الوحدة العملية والنظرية.
3. أن الدستور الحالي الذي اعتمد باستفتاء شعبي هو المدخل الإلزامي لأي عملية إصلاح أو تطوير ولا يمكن القفز فوق الدستور لإنتاج هيئات حكم ونظم تفرض على الشعب السوري، ويكون الرئيس بذلك قد قطع الطريق على الذين يمنون النفس بالإسقاط المظلي لتولي السلطة خارج الإرادة الشعبية ومن غير انتخابات أو استفتاء شعبي.
4. أن سورية تعلم أنها تفاوض في الخارج من خان وطنه وتعامل مع خصومه أو ارتضى أن يكون سلعة بيد النخاسين، ومن ثم فإن هؤلاء لا علاقة لهم بالقرار السوري ومع هذا تفاوضهم لتكشفهم أكثر وتفضح مشغليهم ولا ينتظر أحد أن تتنازل سورية لهم أو لمشغليهم أو تفرط أمامهم بأي حق من الحقوق الوطنية السورية التي ستستعاد كلها مهما كانت التضحيات.
5. وأخيراً كانت التحية الخاصة للجيش والقوات المسلحة التي على الجميع احتضانها لأنها هي ومن معها من الحلفاء يصنعون النصر الأكيد لسورية. وفي هذا رد قاطع على البعض ممن يحاولون القفز فوق دور الجيش في المواجهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن