عربي ودولي

بعد يوم من الاشتباكات.. الهدوء يعود تدريجياً إلى كييف والمخاوف من التصعيد تبقى قائمة

بدأ الهدوء يعود تدريجيا إلى وسط كييف بعد يوم من الاشتباكات التي استمرت إلى وقت متأخر من ليل الأحد، على حين طالت أعمال الشغب مدناً أخرى في البلاد أيضاً.
وعلى الرغم من تراجع حدة التوتر، لا تزال المخاوف من خطر انهيار الوضع الأمني واندلاع ثورة «ميدان» جديدة قائمة، بعد أن أكدت القوى الراديكالية مجدداً أنها لن تقبل محاولات الحكومة لتهميشها، ولن تتخلى عن الانتصار الميداني والسياسي والإيديولوجي الذي أحرزته في أثناء أحداث ما تطلق عليه كييف اليوم «ثورة الكرامة» في العام 2014.
وجاءت الاشتباكات وأعمال الشغب التي تقف وراءها قوى قومية راديكالية، على خلفية تظاهرات حاشدة لإحياء الذكرى الثانية لأحداث «الميدان»، التي أدت في شباط من العام 2014 إلى الإطاحة بسلطة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، إضافة إلى سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.
وفي صباح أمس الإثنين وافق المتظاهرون في وسط كييف على إخلاء شارع «كريشاتنيك» المؤدي إلى ميدان الاستقلال، وأزالوا الحواجز التي نشروها فيه سابقا وهي كانت تحمل صوراً لضحايا أحداث شباط في العام 2014.
لكن أعمال الشغب استمرت خلال ليل الأحد في كييف، حيث تعرض عدد من فروع مصارف «سبيربنك» و«في تي بي» (وهما مصرفان روسيان) لاعتداءات، بينما أضرم مجهولون النيران في فرع مصرف «سبيربنك» بمدينة لفوف في غرب البلاد وكسروا نوافذ فرع المصرف في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا.
كما شن المتطرفون هجوماً على مكتب رجل الأعمال الأوكراني الثري رينات أحمدوف، واحتلوا فندقاً في وسط كييف واشتبكوا مع عناصر «الحرس القومي» الذين حاولوا منع إقامة خيم في ميدان الاستقلال، لكن مع حلول الليل هجر معظم الراديكاليون مخيمهم، تاركين وراءهم قرابة 50 من أنصارهم فقط.
وكان المتظاهرون في ميدان الاستقلال قد رفعوا شعارات تطالب باستقالة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، باعتبار أنه أخفق في الاستجابة لتطلعات الشعب خلال العامين اللذين مرا على «ثورة الكرامة».
كما طلب المحتجون الذين يعارضون بشدة جهود التسوية السياسية للنزاع المسلح في منطقة «دونباس»، بفرض الأحكام العرفية بشرق البلاد واستخدام القوة العسكرية لإعادة سيطرة كييف على تلك المناطق.
ومن اللافت أن هذا العرض للعضلات يأتي في الوقت الذي تمر فيه أوكرانيا بمرحلة حرجة في الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر، وتحديداً بعد أن رفض رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك الاستقالة، رغم مطالب الرئيس بوروشينكو، وانهيار التحالف الحاكم إثر إخفاق مجلس النواب في سحب الثقة عن حكومة ياتسينيوك.
وكانت العلاقات بين بوروشينكو وياتسينيوك متأزمة دائماً، ولاسيما منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في خريف العام 2014، التي تقدم فيه حزب ياتسينيوك على «كتلة بوروشينكو». وعلى الرغم من أن الرجلين تمكنا في البداية من تسوية أو إخفاء خلافاتهما، يبدو أن نزاعهما العلني الأخير أطلق دوامة الأزمة السياسية من جديد.
وبعد الأحداث الأخيرة، من غير المستبعد أن يكون المستقبل السياسي لـياتسينيوك وبوروشينكو بات متعلقا بمهارتهما على «مغازلة القوى الراديكالية». وقد سارع ياتسينيوك إلى أخذ زمام المبادرة في هذا المجال، إذ أقر بذنبه أمام المحتجين فيما يخص «تطلعات متظاهري الميدان التي لم تتحقق».
وفي الوقت نفسه أصر ياتسينيوك على تحقيق عدد من النجاحات في أثناء رئاسته للحكومة، مشيراً إلى التوقيع على اتفاقية انتساب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما ادعى ياتسينيوك أثناء مشاركته في برنامج تلفزيوني مساء الأحد، أن أوكرانيا «أصبحت دولة مستقلة فعلا»، بعد أن كانت «تخضع لإدارة خارجية من روسيا في السابق». وأردف قائلا: «اليوم تعد أوكرانيا دولة للأحرار الذين انتصروا خلال ثورة الكرامة».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن