شؤون محلية

طبيب عينية وحيد لأكثر من 70 ألف مواطن بالقنيطرة

|القنيطرة- الوطن

من يراجع العيادات الخارجية بمشفى أباظة بالقنيطرة يوم الأربعاء من كل أسبوع يتذكر أزمات الغاز والخبز والسكر التمويني وغيرها من الاختناقات التي ما زال يعيشها المواطن على امتداد مساحة الوطن، ولكن هذه المرة الازدحام لمراجعة طبيب العينية الوحيد على أرض المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها المقيمين على أرضها في الظروف الراهنة أكثر من 70 ألف نسمة.
والمضحك المبكي أن طبيب العينية الوحيد بمشفى أباظة كان قد أخذ إجازة صحية بداية تعاقده العام الفائت بسب تركيب (مفصل) وصباح كل أربعاء يأتي على عكازة واحدة ليخرج من العيادة في نهاية الدوام على عكازتين وبمساعدة زملائه مع الاستعانة في أوقات كثيرة بالأطباء المقيميين لكتابة الوصفات العلاجية والفحص على الجهاز، إضافة إلى وجود ممرضة تعاني من كثرة الازدحام والفوضى في أحيان كثيرة، ولأن المواطن أو المريض من حقه العلاج فإن الغاية تبرر الوسيلة.
ورغم كتاباتنا ومناشداتنا للمسؤولين بالصحة والجهات المعنية إلا أننا كمن «ينفخ بقربة مقطوعة»، وحتى تاريخه الأزمة الراهنة هي الشماعة التي يعلق عليها المعنيون إخفاقهم في تأمين أطباء لمشفى وحيد على أرض محافظة عانت وتعاني لوقوعها على خط المواجهة الأول مع العدو الصهيوني وربائبه بالمنطقة.
ولكي لا نجافي الحقيقة إذ نؤكد جهود المعنيين بالقنيطرة والقيام باتصالات شبه يومية مع وزير الصحة لتأمين الكادر اللازم لمشفى أباظة وخاصة أنه الوحيد على أرض القنيطرة ويقدم خدمات جليلة لأبناء المحافظة وللمحافظات المجاورة وكذلك للمراكز الصحية التي تعاني من نقص بعض الاختصاصات المطلوبة، ورغم تقديم الحوافز والمزايا الإضافية للأطباء الراغبين في التعاقد والعمل بالمشفى، إلا أن ذلك يبدو غير كافٍ بنظر أبناء المحافظة حيث تفتقد القنيطرة طبيب عينية ولو مقيماً والمؤسف أن الاختصاصات التي يحتاجها أبناء القنيطرة غير موجودة ولذلك نرى أن هناك حالات تقوم المشفى بتحويلها إلى دمشق، وعلى المريض الراغب في فحص عينيه عليه أن يراجع مدينة دمشق أو الانتظار ليوم الأربعاء وفيما إذا حالفه الحظ وتمكن من الدخول لعيادة العينية وإجراء الفحص والعلاج.
والحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن الوزارة أو أي جهة كانت لا تستطيع إلزام أي طبيب بالعمل في مشفى أباظة، فعلى سبيل المثال بعض المراكز الصحية بالقنيطرة لديها أكثر من طبيب عينية ولكن فيما لو فكرت الوزارة أو المديرية بفرز أي منهم فالاستقالة أو ترك العمل جاهزان، وبعيداً عن أن مهنة الطب إنسانية بالدرجة الأولى والتي تبقى مجرد شعارات لا تتعدى مصالحهم الخاصة والمؤكد أن الطبيب وكباقي فئات المجتمع يبحث عن تأمين حاجاته فالمعيشة والظروف الراهنة جعلت من أغلبية الأطباء مهجرين عن بيوتهم.
رئيس مكتب المتابعة بمشفى أباظة المهندس مصعب النهار أكد الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات المعنية والتواصل الدائم من خلال محافظ القنيطرة مع وزارة الصحة لتأمين الكادر الأخصائي اللازم، لافتاً إلى أن المشفى يقوم ومن خلال العلاقات الشخصية بإقناع الأطباء من أبناء القنيطرة والمحافظات المجاورة بالتعاقد مع المشفى.
وأشار النهار إلى قيام المشفى بالتعاقد مع طبيب عينية ثانٍ والمتوقع أن يباشر عمله فور الانتهاء من إجراءات التعاقد على أمل أن يداوم الأسبوع المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن