عربي ودولي

مفوضية اللاجئين تحذر من «فوضى» في أوروبا بسبب «الإغلاق المتزايد للحدود» … اليونان: يجب أن ينشر حلف الأطلسي قوة تدخل وتركيا تقوض هذه الخطوة

دعت اليونان حلف شمال الأطلسي أمس إلى تطبيق خطة لنشر قوة تدخل في بحر إيجه لاتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات الإجرامية التي تهرب اللاجئين إلى أوروبا واتهم وزير دفاعها تركيا بمحاولة تقويض الاتفاق.
وقال وزير الدفاع بانوس كامينوس للصحفيين «أرسلت خطابا إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم (أمس) أطلب منه تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بالإجماع»، وأضاف «في هذا الخطاب أطلب أن تتحرك قوة حلف شمال الأطلسي إلى الشرق من الجزر اليونانية».
ومضى يقول إن تركيا طرحت طلبات جديدة حتى يتم نشر قوة التدخل وأضاف «تركيا تحاول نسف الاتفاق».
وفي سياق متصل أعلن مفوض الأمم المتحدة الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس الثلاثاء أن «الإغلاق المتزايد» لمعابر مرور اللاجئين والمهاجرين على طريق البلقان يمكن أن يؤدي إلى «فوضى» في أوروبا، وذلك خلال زيارة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، نقطة العبور الرئيسية.
وأضاف غراندي «أنا قلق جداً إزاء المعلومات حول إغلاق متزايد للحدود الأوروبية على طول طريق البلقان لأن ذلك من شأنه إحداث مزيد من الفوضى والبلبلة» و«على الأرجح زيادة تدفق اللاجئين بوتيرة غير منتظمة».
وكان غراندي يعلق على رفض مقدونيا منذ الأحد السماح بمرور مهاجرين أفغان عبر أراضيها وصلوا إلى اليونان ليتابعوا طريقهم إلى شمال أوروبا. ومن شأن هذا القرار إضافة إلى تعزيز الرقابة على اللاجئين السوريين والعراقيين الذين لا يزال يسمح لهم بالمرور، أن يؤدي إلى بقاء آلاف الأشخاص القادمين من تركيا عالقين في اليونان.
وأشار غراندي الذي يقوم بزيارته الأولى إلى مناطق مرور المهاجرين منذ تعيينه في منصبه إلى أن «هذا من شأنه زيادة العبء على اليونان التي تتحمل مسؤولية كبيرة جداً»، و«إحداث بلبلة في الدول التي تستقبل مهاجرين ولاجئين» في الوقت الذي «ليس فيه بديل آخر لإدارة تدفق اللاجئين».
إلى ذلك وصل أكثر من مئة ألف مهاجر منذ كانون الثاني إلى أوروبا عبر المتوسط كما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس.
وتوجه أكثر من 102 ألف شخص إلى اليونان وقرابة 7500 إلى إيطاليا بحسب آخر أرقام المنظمة.
وقال الناطق باسم المنظمة ايتاي فيريري «لقد بلغنا هذا الرقم خلال شهرين» في حين أنه في العام 2015 تم تجاوز عتبة المئة ألف مهاجر في مطلع الصيف. وبالإجمال عبر أكثر من مليون مهاجر المتوسط السنة الماضية. وأضافت المنظمة إن رحلة المهاجرين لا تخلو من المخاطر حيث قتل 410 أشخاص أو فقدوا منذ كانون الثاني (حوالي 3700) في 2015.
والأغلبية الساحقة من الوافدين هم لاجئون بحسب مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، و44% من الذين دخلوا اليونان هذه السنة هم سوريون و29% أفغان و17% عراقيون و4% إيرانيون و3% باكستانيون. أما البقية فيتحدرون من دول أخرى بينها المغرب والصومال.
لكن المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الايطالية فمعظمهم من إفريقية (نيجيريا وغامبيا وغينيا والسنغال والمغرب) بحسب المفوضية العليا للاجئين.
من جانب آخر نشرت المفوضية استطلاعا للرأي أجري على 400 سوري وأفغاني وصلوا إلى الجزر اليونانية في الأسبوعين الأخيرين من كانون الثاني وأظهر أن 94% من السوريين نزحوا بسبب النزاع وأعمال العنف في بلادهم بينما أعطى 71% من الأفغان الجواب نفسه. ويأتي هذا الاستطلاع فيما بدأت الشرطة اليونانية صباح أمس نقل مئات المهاجرين الأفغان إلى أثينا بعدما كانوا عالقين منذ الأحد على الحدود اليونانية-المقدونية إثر رفض سكوبيي السماح لهم بالمرور إلى أراضيها ليتابعوا رحلتهم إلى أوروبا الشمالية.
(رويترز – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن