ثقافة وفن

«هجرة الشباب السوري»

| اللاذقية – صبا العلي

تركزت طروحات الندوة الحوارية التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بجبلة تحت عنوان «الشباب قناديل الوطن…. والهجرة وجع وألم» على آثار هجرة الشباب السوري السلبية خارج وطنهم الأم سورية وما يشكله فراغ الوطن من السواعد والعقول الشابة من نتائج كارثية في حال أهمل علاجها. وأكد المشاركون في الندوة التي أقامتها الجمعية العلمية التاريخية في اللاذقية على آثار الأزمة ودور الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب معولين على دور الشباب في بناء مستقبل سورية لمرحلة ما بعد الأزمة حيث شكل صمودهم أسطورة النصر وهي مرحلة صعبة وحساسة لتحصين الوطن من أي عدوان يمكن أن يعد مسبقاً من قبل المستعمر القديم الجديد بأقنعته المختلفة وأساليبه المتنوعة بينما تشكل هجرتهم فراغاً كبيراً يمكن أن ينفذ من خلاله الغرب لتحقيق غاياته عدا الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة.
وتحدث الدكتور يوسف المحمود عن آثار ظاهرة هجرة الشباب المتفشية اليوم وضرورة وضع آليات للحد منها موضحاً أنه خلال الأزمة يجب أن تأخذ هذه الآليات شكل إجراءات إسعافية لتفادي الظروف التي دفعتهم خارج وطنهم فيما تتخذ الحلول الجذرية بعد الأزمة من أجل تحصينهم والتي ترتبط بالواقع الاقتصادي وتطبيق القوانين المرعية التي تؤمن فرص عمل ملائمة تحفظ حياتهم وكرامتهم في أوطانهم مشيراً إلى أهمية المشاريع الصغيرة أو المتوسطة كإجراء مبدئي خلال الأزمة لتأمين عيشهم لأن البطالة من أهم الأسباب التي تدفع بهم خارج الحدود.
كما ركزت المداخلات على الجانب النفسي والأخلاقي الذي دفع بالشباب السوري للهجرة واضعة اليد على مواطن الجرح والألم للبدء بعلاجها من خلال العمل الحكومي وإطلاق المبادرات الأهلية لاستقطاب الشباب.
وطرحت عهدات موسى رئيسة لجنة الثقافة ومنسقة الندوة مجموعة من التساؤلات تتعلق بالظروف النفسية والاقتصادية التي تحيط بالمجتمع السوري والتي ولدتها الأزمة وذلك من خلال استضافتها اختصاصيين في علم النفس والتربية لوضع الآليات والحلول الناجعة لتفشي هذه الظاهرة، فيما دعت الدكتورة أنساب شروف إلى إعادة بناء الإنسان من خلال تقديم الدعم النفسي للأشخاص المتضررين بسبب الأزمة وللأطفال تحديداً الأكثر حساسية بعد خمس سنوات من الألم حيث لم يتلمس الطفل أمنه وأمانه ما خلق في داخله خللاً يحتاج إلى علاج، كما ركزت الدكتورة أميرة زمرد على أهمية إيلاء المناهج التربوية الاهتمام الكافي من خلال تكريس الأخلاق وحب الوطن في نفوس الجيل والانتماء وتعريفهم بتاريخهم وتراثهم الإنساني لدفعهم إلى التمسك بأرضهم والدفاع عنها مهما كانت الظروف. مؤكدة ضرورة تطوير المناهج التربوية بحيث تتلاءم مع المستجدات وأن تحل التربية الأخلاقية كمادة مهمة كغيرها من المواد التربوية والتعليمة.
ودعا الأستاذ عز الدين علي رئيس الجمعية إلى تكريس القوانين التي تخدم توجه الشباب وحياتهم، وتطوير المناهج التربوية والتعليمية بحيث تغدو ثقافة المواطنة هي السائدة فالعدو ينفذ من العيوب أكثر من الحدود، مؤكداً ضرورة إعداد الكوادر التعليمية فدور المعلم في بناء الجيل المحصن علمياً وأخلاقياً يعول عليه كثيراً لبناء الجيل.
وركزت مداخلة الدكتور حسن حيدر على ضرورة خلق فضاءات بيئية وحضن دافئ لجيل الشباب من خلال خلق فرص عمل عبر المشاريع الصغيرة التنموية واحتضان الكفاءات حيث تقدم لهم كل التسهيلات والإغراءات لاستقطابهم خارج أوطانهم لإفراغها من العقول كجزء من الحرب الفكرية التي تشن على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن