ثقافة وفن

الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربيّة…. أنموذج للفنّ السوري الراقي في العالم … عدنان فتح اللـه: تسعى الفرقة لتأسيس مكتبة موسيقيّة سوريّة بامتياز

| عامر فؤاد عامر

كانت بداية تأسيس الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربيّة مع نشوء المعهد العالي للموسيقا في دمشق عام 1990 م، وأخذت شكلها الاحترافي الذي تطل فيه على جمهورها منذ العام 2003م، حيث كان لها الشرف في افتتاح دار الأسد للثقافة والفنون ( دار الأوبرا)، وفي عام 2013 م صدر قرار من وزارة الثقافة بتسمية الفنان «عدنان فتح اللـه» قائداً رسمياً للفرقة الوطنيّة للموسيقا العربيّة، وأخذت حفلات الفرقة صفة الدوريّة – حيث كانت هذه هي المرّة الأولى التي يصدر فيها قرار بخصوص قائد الفرقة وتنظيم حفلاتها – حيث أصبحت الفرقة تقدّم للجمهور حفلاً كلّ شهرين، وعلى مدار العام.

في التعريف
اليوم وبعد تقديم الفرقة لجهود لاحظناها من خلال الاجتهاد في الحفلات الموسيقيّة التي تابعناها على مسرح دار الأوبرا السوريّة ومؤخراً كانت الحفلة الأخيرة مع المغنيّة ليندا بيطار فقد كان لنا المزيد من التعريف عن جهودها أكثر من خلال قائد الفرقة «عدنان فتح اللـه» والذي أضاف لنا: «تضم الفرقة 70 عازفاً ومغنياً عالي الاحتراف، وجميعهم من خريجي المعهد العالي للموسيقا في دمشق. وتهدف الفرقة إلى صون التراث الموسيقي السوري خصوصاً» والعربي عموماً» حيث تعمل على توثيقه، وتقديمه بطريقةٍ أكاديميّة تعتني بالتفاصيل الدّقيقة، كما تقوم الفرقة من خلال مجمل الأعمال الموسيقيّة أن ترفع ذائقة الجمهور في تذوق الموسيقا العربيّة بالشكل المعاصر الذي تقدّمه الفرقة من حيث التعدّديّة اللحنيّة، والتوزيع الأوركسترالي الذي يلعب دوراً مهمّاً في أغلب ما تقدّمه الفرقة، كما تطرح الفرقة تجارب إبداعيّة جديدة في مجال التأليف الشرقي الأوركسترالي لموسيقيين شباب سوريين من خريجي المعهد العالي للموسيقا، والذين كانوا قد درسوا علوم الموسيقا النظريّة ويحاولون إسقاطها على موسيقانا السوريّة والشرقيّة بهدف تطويرها، وبالتالي فإن الفرقة ومن خلال هذه التجاب تسعى إلى تأسيس مكتبة موسيقيّة سوريّة بامتياز تستطيع الأجيال الموسيقيّة القادمة أن تستفيد منها، وتتابع هذه المسيرة في تطوير موسيقانا والحفاظ على هويّتها كما تحتضن الفرقة عازفين ومغنين ممن يمتلكون موهبة مميّزة على مستوى سورية والعالم ليكونوا عازفين منفردين في حفلات الفرقة وتقديم ما لديهم للجمهور مظهرين بذلك ما نمتلكه من كوادر وطنيّة مهمّة، ونستعرض المستوى الأكاديمي العالي الذي تمتاز فيه مؤسساتنا الموسيقيّة، كالمعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي للموسيقا».

من قلب دمشق
عن عطائها في هذه الظروف ورغبة أعضائها في تقديم هواجسهم الراقية في خدمة الحالة الفنيّة عموماً التي تتسم بخصوصيّة سورية يقول الفنان «عدنان فتح اللـه» أيضاً: «الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية كانت وما زالت وستبقى ومكانها قلب دمشق وذلك رداً على من يقول من الخارج: إن الفرقة قد توقفت ويحاول تهميش نشاطاتها ونجاحاتها… لم تتوقف يوماً من عام 2013 وحتى اليوم وقدمت العديد من المشاريع الموسيقية والحفلات التي ساهمت في تطوير موسيقانا السورية وحافظت على مستوانا الأكاديمي وفي هذه الظروف».

نشر المحبّة والسلام
وإلى ما تهدف الفرقة له أيضاً وما تؤمن به يقول أيضاً: «إن إيمان أعضاء الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية- من عازفين ومغنين ومؤلفين وموزعين وتقنيين وفنيين ومدربين – بأهمية هذا المشروع وبأهمية الموسيقا كحالة إنسانية جامعة لكل الناس وبأنها تنشر المحبة والسلام وثقافة الحياة وهذا ما جعل الفرقة تستمر وتحقق نجاحا» بعد نجاح يليق باسم وطننا وحضارته وثقافة شعبنا الذي ارتبطت فيها الموسيقا منذ آلاف السنين».

في إغناء المكتبة الموسيقيّة
ومن نشاطات الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربية يذكر لنا الفنان «فتح اللـه» بعد أن طلبنا منه تسليط الضوء عليها: «احتضنت الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربيّة في إحدى حفلاتها رباعي العود السوري حيث كان أول ظهور له مع الفرقة، ويعتبر من المشاريع الموسيقية المميزة، كما قدّمت الفرقة من خلال حفلاتها العديد من الأعمال الموسيقية الجديدة لمؤلفين موسيقيين سوريين وتوثيق أعمال كهذه أغنى المكتبة الموسيقيّة السوريّة، وساهمت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بجانب الأستاذ «حسام تحسين بيك» ومن خلال العمل الغنائي «فن سوري» في توثيق أحد عشر عملاً غنائياً سورياً قدم لأول مرّة على المسرح كمساهمة بسيطة من الفرقة ومن الأستاذ حسام تحسين بيك في إعادة الهوية للأغنية السورية».

الأطرش وبسيليس
ويتابع الأستاذ «عدنان فتح اللـه» في تبيان أهم حفلات الفرقة مضيفاً: «حفل افتتاح مهرجان الموسيقا العربيّة في 16 آب 2015 مع المدام ميادة بسيليس حيث قدمت الفنانة ميادة أغانيها بقالب أوركسترالي شارك في توزيعه الأستاذ إياد عثمان والأستاذ سمير كويفاتي، وأيضاً حفل تكريم الفنان «فريد الأطرش» وهذا الحفل كانت الفرقة قد أظهرت مدى تأثر الموسيقيين الغربيين بموسيقا فريد الأطرش حيث قدمت العديد من الأعمال الموسيقية الآلية لفريد الأطرش وتوزيع الموسيقي الفرنسي الشهير فرانك بورسيل».

مع ليندا ونامق
النشاط الأخير الذي قدّمته الفرقة الوطنيّة للموسيقا العربيّة كان في 29 شباط التي كانت برفقة الصوت السوري المميز «ليندا بيطار» ومع الفنان «محمد نامق» عازف التشيللو، وكانت أيضاً على مسرح دار الأوبرا السوريّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن