قضايا وآراء

سورية تدشن مرحلة جديدة من الانتصارات في الأشهر المقبلة

| تحسين الحلبي

حين تجري الانتخابات البرلمانية في نيسان المقبل تكون سورية قد واجهت خلال السنوات الخمس الماضية أكبر الحروب الداخلية والخارجية (عبر الحدود) التي تتعرض لها دولة وبشكل غير مسبوق في تاريخ أي دولة في العالم وتجاوزت أكبر أخطارها، والأرقام وحدها لعدد الدول ولعدد الإرهابيين الذين استهدفوا سورية شعباً وأرضاً وجيشاً وقيادة تؤكد هذه الحقيقة لأن أكثر من 50 إلى مئة قناة فضائية للأخبار والبرامج السياسية كانت تغطي كل أشكال التحريض والمبالغة في حربها الإعلامية على سورية.. وخلال هذه السنوات حققت سورية عدداً من الانتصارات رغم فداحة الثمن وعدداً من المكاسب رغم كل أشكال الحصار والتنكر للحقائق على الأرض.. فما زالت القيادة السورية ومؤسساتها شرعية رغم كل أشكال الحصار والعقوبات والمقاطعة وحافظت على هذه الشرعية بانتخابات رئاسية وبرلمانية فرضت نتائجها على المنطقة والعالم.. وحافظت على جيشها وقدراته في السلاح وفي المعنويات في مجابهة أشد المعارك والمواجهات المسلحة والمعقدة من أجل حماية الشعب وسيادة أراضي الوطن.. ولا أحد ينكر أن الثمن الذي أراد أعداء سورية فرضه على سورية لو تحققت أهدافهم لكان أضعافاً مضاعفة وها هو (بول كريغ روبرتس) البروفيسور في العلوم السياسية يعترف أن المحافظين الجدد والديمقراطيين هزمتهم سورية وحافظت على وجودها دولة شرعية بقيادة شرعية وليست دولة فاشلة كما أراد الغرب وصفها، وأثبتت سورية أيضاً أن كل من حمل السلاح ضدها كان إرهابياً ولا يحمل سوى أهداف إرهابية تدميرية.. وهذا ما يدل عليه اتفاق موسكو وواشنطن والمجتمع الدولي من ورائهما بأن وقف إطلاق النار لن يمنع استمرار العمل العسكري ضد مجموعات داعش وجبهة النصرة التي تسيطر على أراض في الرقة وإدلب وتدمر وبعض المناطق قرب حلب.
أما بقية المجموعات المسلحة الأخرى التي كانت تتحالف مع مجموعات داعش والنصرة فسوف ينطبق عليها ما ينطبق عليهما إذا ما تعاونت معهما وهذا يعني تفتيت قدرات المجموعات المسلحة بجميع أشكالها واتجاهاتها أمام استمرار الجيش السوري وحلفائه في مجابهته العسكرية لإعادة النظام والأمن لجميع مناطق سورية.
ولذلك ربما من الصواب بعد سريان وقف النار والتزام المجموعات المسلحة بشروطه الاستنتاج بأن مرحلة جديدة بدأت تطل بملامحها وظروفها على الوضع السوري وتفتح بالتالي نوافذ لتطورات تتحقق من خلالها مكاسب جديدة تنقل سورية إلى مرحلة استعادة المزيد من الأمن والتفاعل نحو المستقبل الأكثر استقراراً وصموداً وثباتاً على القيم التي لم تتخل عنها سورية شعباً وقيادة وجيشاً.
ولهذه الأسباب تكشف الصحف الإسرائيلية بعناوين عريضة أن «إسرائيل لم يرق لها أن يتحقق للجيش السوري إنجازات جوهرية على المجموعات المسلحة» واستشهدت صحيفة هآريتس بتصريح أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون يعترف فيه بأن وضع سورية سيتغير باتجاه مخالف لما كانت تتطلع إليه إسرائيل، وأضاف بنوع من التحذير إن «إسرائيل تراقب الوضع بدقة من أجل حماية نفسها من هذه التطورات ومضاعفاتها» وقد جاء هذا التصريح تعبيراً علنياً عن المخاوف التي تزداد في إسرائيل من عودة الاستقرار إلى سورية وتوقف نزيف الدماء الذي يتطلع إليه الشعب السوري وحلفاء سورية كما جاء تأكيداً لحقيقة أن هذه الحرب التي فتحتها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة والعالم على سورية كان من بين أهدافها خدمة المصالح الإسرائيلية التوسعية في المنطقة وكان بالتالي كل من يدعمها من الأطراف العربية لا يخدم إلا مصالح إسرائيل ومطامحها التوسعية.. ولذلك يرى (روبرتس) البروفيسور الأميركي أن العالم الأميركي سيطرأ عليه تغيير ليس من مصلحته انتصار سورية على الإدارة الأميركية لأنه واجه سياسة المحافظين الجدد وكذلك الديمقراطيون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن