رياضة

الدوري التصنيفي

| محمود قرقورا

يتداول الكثيرون في الشأن الكروي مقترح الدوري التصنيفي الذي كانت «الوطن» من أوائل المطالبين به كي نتخلص من معضلة زيادة الأندية وإيجاد المسوغات لعدم الهبوط.
وموضوع عدم الهبوط آفة تعاني منها الكرة السورية ولم تجلب إلا زيادة عدد الفرق وانحدار المستوى للحضيض لدرجة أن المتابع يمكنه قضاء مباراة كاملة نادرة الفرص وكنت شاهد عيان على الشوط الثاني من مباراة جبلة والكرامة أمس الأول الذي شهد فرصة وحيدة لمصلحة جبلة.
الدوري التصنيفي يعني تشبيهنا بإنكلترا بوجود درجة ممتازة وأولى وثانية وثالثة ورابعة، وهذا يذكرني بخطوة عمرها ثلاثة عقود ونيف وتحديداً موسم 1984- 1985 عندما عمل اتحاد اللعبة زمن فاروق بوظو على إعطاء الفائز ثلاث نقاط تحفيزاً للفوز والحد من التعادلات، فجاء الدوري حينها عامراً بالتعادلات بشكل لا يصدق وأذكر أن أندية المجد والاتحاد والحرية تعادلت بعشر من 22 مباراة والوحدة بـ12 مباراة وجبلة والجهاد بـ9 مباريات والوثبة بثمان والجيش والشرطة بسبع وتشرين بست والكرامة واليقظة بخمس مباريات.
لا خلاف أن الدوري التصنيفي قد يكون دواء لعلل ابتكرها أصحاب الشأن الكروي بسبب حرصهم على المنصب واستغلال ذلك لدواع انتخابية معللين ذلك بالأزمة وظروف الفرق على حد تبريراتهم.
لكن ابتكار الدوري التصنيفي يجب أن يكون بشكل معلن قبل انطلاق الموسم الكروي لا أن يصدر بقرار ارتجالي ملزم التطبيق فجأة من دون سابق إنذار.
يهمس البعض بأن الأندية القادرة على مواكبة الاحتراف ومتطلبات الصرف المالي تلعب بدوري المحترفين والأندية الفقيرة تلعب بالدرجة الأولى فكيف سيكون ميزان الغنى والفقر؟
ويهمس البعض الآخر بأن الأندية الستة الأولى من كل مجموعة تلعب بدوري المحترفين والأندية الأربعة الأخيرة مع الصاعدين تلعب بدوري الدرجة الأولى وهذا طرح معقول.
لكن تطبيقه فجأة سيحدث بلبلة لا مناص منها ومبررات الأندية ستكون مقنعة وخصوصاً الأندية غير المهددة بالهبوط وحظوظها معدومة للتأهل للدور النهائي لأنها تلعب من دون حافز.
لذلك الحل الأمثل سيكون بالإعلان عن ذلك قبل انطلاق الموسم وإقراره في مؤتمر اللعبة وعندها أعذر من أنذر وتخوض كل الأندية منافسات الموسم بروح تنافسية عالية ونشاهد كل مباراة على أنها نهائي كؤوس لأن النقطة الواحدة قد يكون لها مفعول السحر في النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن