رياضة

الدولي حسام تللو: أجورنا لا تتناسب مع جهودنا وأحذية بعض الحكام مثقوبة

| مهند الحسني

ما زالت القاعدة التحكيمية السلوية لدينا تعاني الأمرين، فالهجرة التي طرأت على أغلبية حكامها وعدم رفدها ودعمها بحكام شباب جعل ناقوس الخطر يقرع في جنباتها ويبشر بواقع أكثر إيلاماً في قادمات الأيام فيما لو استمرت الحال على ما هي عليه، ورغم محاولات اتحاد السلة رفع معنويات حكامه ودعمهم غير أن محاولاته لم تأت بشيء جديد، فبقيت أجور الحكام عند حدودها الدنيا، من دون أن تكون هناك دراسة مستفيضة لرفعها ما يتناسب مع موجة الغلاء التي تجتاح البلاد، إضافة إلى عدم وجود خطوط دفاعية تحمي كرامة الحكام الذين باتوا الحلقة الأضعف والشماعة التي يعلق الجميع عليها فشلهم.
واقع مرير يعيشه حكام السلة لكن محبتهم للعبة تعد السبب الأساسي لبقائهم في الصالات والملاعب.
«الوطن» حيال هذا الواقع التقت الحكم الدولي حسام تللو وأجرت معه الحوار التالي:

كيف ترى مستوى التحكيم هذا الموسم؟
مستوى التحكيم جيد، وهناك بعض الصافرات المميزة لكن ما زالت مباريات الدوري دون الطموح.

هذا يعني أن مستوى التحكيم أقوى من مستوى الدوري؟
طبعاً أقوى، والسبب يعود لوجود مباريات طابقية تصل فيها النقاط لفوارق رقمية عالية، وهذا يؤثر سلباً في مستوى الحكام الذين يتمنون أن تكون المباريات مملوءة بالإثارة والندية.

كيف ترى القاعدة التحكيمية لدينا هل هي بخير؟
لا أبداً ليست بخير، ولا توجد قاعدة تحكيمية بالأصل، وذلك لعدم رفدها بحكام شباب، رغم محاولات اللجنة إقامة دورات ترقية وانتساب غير أن هذه الدورات لم يحضرها سوى طلاب المعاهد الذين لا يرغبون في الانتساب بالأصل.

هذا يعني أن ناقوس الخطر بدأ يقرع بالقاعدة التحكيمية؟
هذا الكلام صحيح، فأغلبية الحكام الكبار هجروا اللعبة، وبعضهم الآخر وصل إلى أبواب الاعتزال، أمثال الحكام ياسر حنونة، مزاحم حويج، أيمن صلاح، ولا يوجد بديل لهم حتى الآن.

ما سبب هذا التراجع بعدد الحكام؟
هناك أسباب كثيرة لكن يأتي في مقدمتها الأمور المالية الني باتت تشكل عائقاً أمام كل الحكام الشباب، فهي لا تتماشى مع الجهود التي يبذلها الحكام في قيادة المباريات، فتصور أنا كحكم دولي كنت الموسم الفائت من أكثر الحكام قيادة للمباريات الدوري بجميع فئاته، ومع ذلك لم يصلني سوى مئة ألف ليرة عن كامل الموسم، وهذا المبلغ يتقاضاه لاعب عادي في أي ناد في شهر واحد، ولم تكن هناك دراسة جريئة لزيادة أجور الحكام ما يتناسب مع موجة الغلاء التي نشهدها حالياً، رغم جهود اتحاد السلة في هذا الاتجاه.

سمعنا منذ فترة عن معسكر داخلي كان سيقام للحكام ما مصيره؟
نحن سمعنا بهذا المعسكر، لكن لم يقم بسبب التكلفة المالية الكبيرة التي وجدها المكتب التنفيذي حجة لإلغاء المعسكر.
هناك دعم وصل للحكام من اتحاد غرب آسيا فماذا عنه؟
الدعم الذي وصل شمل ثمانية حكام دوليين على اللائحة فقط، وغير ذلك لم يحصل أي حكم على أي شيء، فهناك حكام يعانون الأمرّين في الحصول على الألبسة الخاصة بهم، وهناك حكام أحذيتهم مثقوبة من دون أن يكون هناك بديل لها، وقد قام نادي أشرفية صحنايا مؤخراً بتقديم فانيلات سوداء اللون للحكام كهدية لهم، والتي نرتديها هذا الموسم، فعن أي دعم تتحدثون؟

هل تفكر باعتزال التحكيم على ضوء هذا الواقع الصعب؟
لا أبداً لا أفكر، لا لشيء سوى لأنني لا أستطيع الابتعاد عن أجواء كرة السلة رغم كل الظروف الصعبة.

ألا توافقني الرأي بأن كرامة الحكام باتت مستباحة من جميع كوادر اللعبة؟
بصراحة اتحاد السلة لا يقصر في هذا الاتجاه، ويقوم بفرض عقوبات رادعة بحق كل من يسيء للحكام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن