سورية

داود أغلو يطرق باب طهران للمساعدة بمنع دخول الأجانب … أردوغان يستبدل مصطلح «الآمنة» بـ«مدينة» ونائب رئيس وزرائه يرى أن الحرب السورية «يجب أن تنتهي بحل سياسي»

| وكالات

لعله يجد آذاناً مصغية في الغرب لمساعدته في تحقيق حلمه، استبدل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما سماها «منطقة آمنة» في شمال سورية، بإنشاء «مدينة في الشمال السوري» على مساحة 4 آلاف و500 كيلو متر لتكون ملاذاً آمناً للاجئين، على حين يطرق رئيس وزرائه أحمد داود أغلو باب طهران في زيارة ادعى خلالها أن «وجهات النظر يمكن أن تختلف بين أنقرة وطهران، لكن تعاون الجانبين يمنع دخول الأجانب إلى المنطقة»، وسط استبعاد مسؤول تركي أن تؤدي زيارته إلى تضييق هوة الخلافات بين البلدين بشأن الحرب السورية.
وقال أردوغان لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، خلال استقباله في أنقرة، حسب موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي: «دعونا نسعى لإنشاء مدينة في الشمال السوري، لتكون ملاذاً آمناً للاجئين، وتحدثنا عن الممرات الآمنة أيضاً، ولكن عندما وصل الأمر إلى حيز التطبيق لم يقم أحد من الغرب بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتحرك، الجميع التزم الصمت».
وأضاف أردوغان في حديثه لتوسك: إن تركيا لم ولا تنتظر شيئاً من الغرب، فيما يخص أزمة اللاجئين، «سواء أعطى الاتحاد الأوروبي 3 مليارات دولار أم لم يعطِ نحن استمررنا في استقبال اللاجئين، وتركنا أبوابنا مفتوحة، وسنتركها مفتوحة في المستقبل، ولكن المطلوب من الغرب قليل «من الوجدان»، تمنينا أن نتعاون في هذا المجال، ولكنكم ادعيتم أن تركيا تقوم بتوجيه اللاجئين نحو أوروبا، بدلاً من هذه الادّعاءات، ضعوا أيديكم بأيدينا لإيجاد حل فعلي لهذه الأزمة».
وفي السياق وفي خطاب له في حفل لتوزيع جوائز في إسطنبول الجمعة، طرح أردوغان فكرة بناء مدينة على مساحة 4 آلاف و500 كيلو متر مربع في شمالي سورية، بالتعاون مع المجتمع الدولي، لإيواء السوريين الفارين من بيوتهم من جراء الحرب. وادعى أردوغان أن «بلاده ودولاً أخرى مستعدة لبناء مثل هذا المشروع».
وأضاف في خطابه: إنه «ناقش خططاً لبناء المدينة قرب الحدود التركية مع أوباما وبحث معه التنسيق بشأنها، حتى أنهما حددا إحداثيات وموقع إنشاء المدينة، لكن عندما وصل الأمر إلى مرحلة التنفيذ، قال أردوغان: «لم نجد خطوات إيجابية منهم» بحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء.
في الأثناء، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال زيارته إلى طهران: إن «الخلاف بين البلدين حول الحرب في سورية يكمن في أن إيران تمثل الداعم الرئيسي للحكومة السورية»، وفقاً لما ذكرت قناة «العربية» المملوكة لآل سعود.
وزعم داود أوغلو أن هناك ضرورة لتطوير الرؤية المشتركة بين تركيا وإيران من أجل إنهاء الحرب الدائرة في المنطقة. وأشار إلى أن تخفيف العقوبات الغربية على طهران سيساهم في استئناف الجارتين لبرنامجهما التجاري السابق الذي يصل إلى 30 مليار دولار.
وزعم داود أوغلو أن «وجهات النظر يمكن أن تختلف بين أنقرة وطهران، لكن تعاون الجانبين يمنع دخول الأجانب إلى المنطقة».
وخلال مؤتمر صحفي بطهران مع النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، أفاد داود أوغلو، أن «العراقيل والعقبات السياسية بين البلدين ستزول باستغلال فرص التعاون بينهما، وأن أمن واستقرار المنطقة يستديم عبر التعاون التركي الإيراني، وأن على البلدين تطوير «منظور مشترك» لإنهاء الصراع الطائفي في المنطقة»، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
من جانبه أعلن جهانغيري عن «وجود مصالح مشتركة بين إيران وتركيا تساهم في إحلال السلام في المنطقة التي تعيش مشاكل معقدة».
وأكد جهانغيري وجود الخلافات حول بعض القضايا الإقليمية، على الرغم من القواسم المشتركة بين البلدين.
بموازاة ذلك استبعد مسؤول كبير في الحكومة التركية، طلب عدم نشر اسمه، أن تؤدي الزيارة إلى تضييق هوة الخلافات بشأن الحرب السورية، لكنها قد تعزز العلاقات التجارية بين البلدين، وخاصة بعد رفع العقوبات عن طهران.
بدوره نفى نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، وجود أجندة تركية سعودية مشتركة للتدخل العسكري في سورية»، وفق ما ذكرت الوكالة «الألمانية» للأنباء.
وأضاف: إن بلاده «ترفض كل مشاريع تقسيم سورية، وأن أولوية بلاده هي في بقاء سورية موحدة، في إطار نظام ديمقراطي، مكرراً مقولة الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية التي أُتخمت بها وسائل إعلامها بشكل يومي منذ نحو 5 سنوات إلى الآن، بأنه «لا مكان للنظام السوري الحالي في مستقبل سورية»!!.
واستبعد قورتولموش حصول حرب مع روسيا، معتبراً أن التدخل الروسي لا يستهدف تركيا، بل حلف شمال الأطلسي (ناتو) والقوى الغربية.
وتابع: «إن لكل حرب حدودها، والحرب السورية وصلت إلى حدودها ويجب أن تنتهي بحل سياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن