سورية

بعد تمهيد من طائرات التحالف الدولي … مسلحون يطردون داعش من رأس المثلث السوري الأردني العراقي

في حدث لافت، تمكن مسلحون من دحر تنظيم داعش المدرج على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية من معبر التنف في الأراضي السورية المقابل لمعبر الوليد في الأراضي العراقية، والواقع في محافظة حمص، ويشكل المعبر رأس المثلث السوري العراقي الأردني.
وبعد تمهيد عنيف من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن استمر لأيام، شن مسلحون هجوماً من محورين على مواقع داعش في معبر التنف. نفذت الهجوم على المحور الأول من ناحية البادية، مليشيا «أسود الشرقية» المنتشرة في القلمون، وتولت مليشيا «جيش سورية الجديدة»، الهجوم من المحور الثاني عبر الأردن. ولم يقر داعش بفقدان سيطرته على المعبر، التي استمرت لتسعة أشهر.
ونشر المكتب العسكري لـ«سورية الجديدة»، بياناً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، شرح فيه تفاصيل عملية السيطرة على معبر التنف. وأكد البيان أن المليشيا «استطلعت» المعبر، و«بدأت بتنفيذ العملية في الخامسة من صباح (أمس الأول) الجمعة، بتمهيد بقذائف الهاون والمدفعية، وبغطاء من طيران التحالف الدولي».
وتأسست مليشيا «سورية الجديدة»، في شهر تشرين الثاني الماضي ويتلقى مسلحوها، الدعم الأميركي وتلقوا تدريباتهم في معسكرات داخل الأراضي الأردنية. ويشكل مقاتلو «جبهة الأصالة والتنمية» نواة لهذه المليشيا.
وأوضح المكتب العسكري لـ«سورية الجديدة»، أن ضربات طيران التحالف الدولي «فتحت ثغرة في حقول الألغام حول المعبر، ما مكن عناصر جيش (سورية الجديدة) من التقدم بسرعة، مع فرار عناصر التنظيم، بعد اشتباكات بسيطة».
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إلى أن الغارات الجوية للتحالف الدولي هي من أجبرت عناصر داعش على الانسحاب من المعبر، ما سهل تقدم المجموعات المسلحة.
وعلى باقي الحدود السورية العراقية، لا يزال تنظيم داعش يسيطر على معبر البوكمال الإستراتيجي بريف دير الزور الذي يربط مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية. كما تسيطر «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية على معبر اليعربية إلى الشمال من البوكمال.
وبدوره، أوضح متزعم مليشيا «قوات الشهيد أحمد العبدو»، بكور السليم أن مسلحين من المليشيا التي يقودها وإلى جانب «سورية الجديدة» و«أسود الشرقية»، سيطروا بشكل تام على معبر التنف في الساعة السادسة والنصف من صباح الجمعة، وأضاف مستدركاً: «لكن وجود كثير من العائلات النازحة في المنطقة أعاق التقدم باتجاه معبر الوليد» المقابل لمعبر التنف على الجانب العراقي.
وأوضح مكتب «تنسيقية تدمر الإعلامي»، أن «كتائب أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية، دخلوا إلى التنف من القلمون الشرقي، بالتزامن مع قيام جيش سورية الجديدة بدخول المنطقة من الأردن، وسيطروا معاً على المعبر».
ولفت المكتب إلى أن التحالف الدولي سبق له خلال الأيام القليلة الماضية، أن قصف منطقة المعبر بشكل عنيف جداً، ما أدى إلى هروب عناصر داعش منها، وإخلائها بشكل كامل، وهو ما أتاح للمسلحين السيطرة عليها.
وتتبع «كتائب أحمد العبدو» لمليشيا «الجيش الحر» وتنشط خاصة في القلمون، وتشارك مليشيا «جيش الإسلام» في معظم عملياتها بالمنطقة. أما مليشيا «أسود الشرقية» فهي قوة عسكرية شكلها المسلحون، الذين انسحبوا من دير الزور بعد سيطرة داعش عليها. وتنشط في منطقة القلمون، وتركز عملياتها لضرب التنظيم.
إلا أن وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش، نفت سيطرة المجموعات المسلحة على معبر التنف من دون أن تورد تفاصيل إضافية.
وفي سياق متصل، نقل موقع «الحل السوري» المعارض عن الناشط أحمد اليبرودي، أن المسلحين الذين سيطروا خلال نهار الجمعة على التنف، شنوا مساءً هجوماً واسعاً على مواقع داعش في قرية بير القصب مفتاح البادية والواقعة في أقصى شرق منطقة القلمون بريف دمشق، وذلك بـ«دعم من طائرات التحالف الدولي». وحتى ساعة إعداد هذه المادة لم تكن قد ظهرت نتائج هذا الهجوم.
وتكثفت مؤخراً الاتصالات الأميركية الأردنية بشأن دور الأردن في التحالف الدولي. وزار الملك الأردني عبد اللـه الثاني الولايات المتحدة حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الأميركيين حول سبل دحر تنظيم داعش. ولاحقاً التقى عبد اللـه الثاني الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي هذا السياق، يصل نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى العاصمة الأردنية عمان ضمن جولة شرق أوسطية تستمر خمسة أيام وتقوده إلى الإمارات وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقبيل أيام على الزيارة تسلم الأردن 8 مروحيات من أميركا من طراز «بلاك هوك». وأوضح مسؤولون أميركيون وأردنيون أن 8 طائرات أخرى من هذا الطراز ستُسلم للأردن، العام المقبل، في إطار الاتفاق على مساعدات عسكرية تقارب قيمتها 200 مليون دولار. والمروحيات سلاح مركزي لقوة التدخل السريع في الأردن التي تمولها الولايات المتحدة وأنشأتها عمان لمحاربة داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في سورية والعراق المجاورتين.
واللافت أن هجوم المسلحين على التنف، انطلق في وقت كان الملك الأردني يحضر بنفسه مناورات نفذتها قوة التدخل السريع في شمال الأردن. واشتملت المناورات حسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا» على تنفيذ عمليات التنقل الإستراتيجي، وتنفيذ الرمايات المختلفة التي تضمنت رماية الطائرات المقاتلة والعامودية، ورماية مدافع الهاون والأسلحة المقاومة للدروع، والأسلحة المستخدمة كافة في الوحدة. كما ترافقت معارك التنف مع تسلل ما لا يقل عن 50 مقاتلاً يتبعون لمليشيا «اللواء 51»، من تركيا إلى ريف حلب الشمالي. وكشف «المرصد»، في تقرير له أمس الأول، أن المتسللين كانوا قد خضعوا لبرنامج التدريب الأميركي وأنهم دخلوا الأراضي السورية «مستقلين عدة آليات وسيارات، ومدججين بالأسلحة الحديثة والذخيرة».
ولفت التقرير إلى أن تسلل عناصر «اللواء 51» من تركيا جاء عقب تسلل نحو 50 مقاتلاً آخرين من «اللواء 31» إلى ريف حلب أيضاً. وتابع: إنه سبق تسلل عناصر هذين اللواءين، دخول لواء آخر بقيادة القائد السابق لحركة «حزم» في دارة عزة، بالترافق مع وجود مجموعة من فصيل مسلح في مدينة مارع بريف حلب الشمالي. وأضاف: «إن معظم مقاتلي هذه الألوية توجهوا إلى جبهات قتال» تنظيم داعش بريف حلب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن