قضايا وآراء

نتنياهو يستعجل تطبيع دول عربية مع إسرائيل لترحيل الفلسطينيين

| تحسين الحلبي 

ما تزال إسرائيل تنتظر النتائج التي سيسفر عنها تطورات الأزمات والحروب التي تجتاح الدول العربية ودول المنطقة وتتمنى أن يزداد الانقسام العربي – العربي والإقليمي لكي يتسنى لها تحقيق توسعها على حساب الشعب الفلسطيني وما تبقى من أراضيه التي تحتلها في الضفة الغربية وتحاصرها في قطاع غزة.
فنتنياهو يعلن للجميع أن قضية فلسطين وملحقاتها لم تعد على جدول عمل الدول التي تتحكم بالقرار العربي في الجامعة العربية أو في أي قمة عربية مقبلة وهي السعودية وبعض دول الخليج فالقمة العربية جرى تأجيلها إلى شهر تموز بدلاً من عقدها في نيسان في المغرب التي اعتذرت عن استضافتها وتقرر أن تستضيفها موريتانيا.
ويبدو أن النظام الرسمي العربي لم يعد يهتم بالقمة العربية وحضور جميع رؤساء وملوك العرب لأنه يستخدم الجامعة العربية في تمرير كل ما يرغب من قرارات حتى لو لم توافق عليها جميع الدول بموجب ما يقتضيه النظام الداخلي الذي يفرض الإجماع عند تبني أي قرار.
وبالمقابل يتحدث المحللون الإسرائيليون عن (نفاد صبر) نتنياهو من تلكؤ الدول العربية التي وعدته بالإعلان عن تطبيع علاقاتها مع تل أبيب والخوف من ردود الفعل العربية والإسلامية عليها وخصوصاً بعد انقطاع المفاوضات مع الفلسطينيين لأكثر من سنتين تقريباً.
فالملاحظ أن الأولوية التي تفضّلها دول النظام الرسمي العربي في جدول عملها ما زالت تركز على الحروب الطائفية وتدمير قوى المقاومة وحلفائها.. وهذا ما جعل الصحفي اليهودي الأميركي الشهير (توماس فريدمان) يعلن وفاة (حل الدولتين) دولة فلسطين ودولة إسرائيل ويؤكد أن نتنياهو فاز بجائزة استبعاد هذا الحل وسوف يعلن في الوقت المناسب عن «دولة إسرائيل اليهودية» على الأراضي المحتلة منذ عدوان حزيران (1967).. ويرى المحللون في إسرائيل أن نتنياهو لديه حتى نهاية هذا العام (2016) فرصته الذهبية لا لتوسيع الاستيطان فقط بل للضغط على عدد من الدول العربية لفتح علاقات دبلوماسية تمهد له توظيف أموال دول مجلس التعاون الخليجي في تقديم المساعدات مالية للفلسطينيين كتعويض عن التطبيع مع إسرائيل قبل أن تزداد الأزمات المالية لهذه الدول نتيجة انخفاض أسعار النفط والإنفاق المالي المتزايد على شراء الأسلحة واستهلاك الذخائر في حرب اليمن وفي تسليح المجموعات الإسلامية المتشددة في العالم وخصوصاً في سورية والعراق.
ويبدو أن شهية الحكومة الإسرائيلية قد ازدادت باتجاه ترحيل أكبر عدد من الفلسطينيين في الضفة الغربية إما إلى قطاع غزة لخلق المزيد من الضغوط على مصر وإما إلى الأراضي الأردنية بعد أن تبين لوزير الاستيطان الإسرائيلي (أوري أرئييل) أن المملكة أثبتت قدرتها على استيعاب أكثر من مليونين من السوريين في أراضيها وكان يجب على إسرائيل أن تدفع بمليونين من الفلسطينيين باتجاه شرقي الأردن بالقوة وتتخلص من وجودهم في الضفة الغربية وكان نتنياهو قد بدأ قبل أسبوع بالإعلان عن قرار يفرض ترحيل عائلة كل طفل أو شاب يشارك بالانتفاضة ويقذف الحجارة أو يستخدم سكين المطبخ مع قوات الاحتلال إلى قطاع غزة وهذه بوابة سيستخدمها الاحتلال لتهديد الفلسطينيين بعدم وجود مستقبل لهم في الضفة الغربية.
ويبدو أن نتنياهو لن يكشف عن كامل خطته بترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية للأردن إلا بعد أن يقوم عدد من الدول العربية بتطبيع علاقاته مع إسرائيل على المستوى الرسمي. فهل تدرك هذه الدول خطورة مثل هذا الإجراء على مستقبل وجود الفلسطينيين فيما بقي من ترابهم الوطني؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن