ثقافة وفن

عالم تقني لا ندرك تفاصيله ونعجز عن محاربته ومواجهته … التواصل والربيع العربي .. هناك شخص وهمي واسم افتراضي هل يتحمل التواصل الاجتماعي مسؤولية الدمار والقتل أم أنه بريء؟!

| إسماعيل مروة

بعد سنوات من دخول شرائح المجتمع المختلفة في عالم التواصل الاجتماعي في عوالم افتراضية، ولم يكن أحد ليلقي بالاً لهذه العوالم، بعد سنوات بدأ ما أطلق عليه (الربيع العربي) وفي مجريات الثورة المصرية وأحداثها رأينا دوراً ضخماً لشبكات التواصل الاجتماعي، وجعل هذا الدور حدّ العملقة، وصارت وسائل الإعلام تلتقي بهذا الشاب الذي عن طريق النت والفيسبوك استطاع أن يحشد الشارع، وأن يجمع الشباب، وأن يستنهض الهمم لدى الشرائح الشابة! وقد أخذت النشوة مبلغها عند هؤلاء، وصاروا يستعرضون بطولاتهم وإنجازاتهم في عالم الفيسبوك، وأظهروا للعالم أن ما جرى في مصر هو من صنع الشباب وتلقائيتهم، وبينما كانوا يسبحون في العالم الافتراضي الذي صنعوه وهماً أو صنع لهم، اخترعوه أو خطط له، تسللت المؤسسة العسكرية لتضع ما حدث في ثلاجة باردة، ومن ثم يتسلل الإخوان المسلمون الذين اطمأنوا إلى أن شريحة الشباب في عامل الافتراض، وأخذوا كل شيء، وتسيدوا الساحة وتسلموا الحكم..!
فهل كان العالم الافتراضي وراء ما جرى؟!
وهل كان ما حدث من صنع شبكات التواصل الاجتماعي، أم إنه صُنع بليل وتم تحميله لوسائل التواصل؟
وأذكر أنه في بداية أحداث سورية كان معنا صديق، وعند كل صباح كان يفتح بخبراته المواقع ويشير لنا إلى السيناريو الذي سيتم التحرك به في الأحداث، وإن شيئاً مما كان يعرضه على أنه قراءة لم يحدث، وكان كما أزعم عبارة عن رسوم وضعت في مكان ما، وكانت توضع عبر المواقع لتحقيق هدف ما أو غاية ما… ومع استمرار الأحداث رأيت أشياء مما كان يعرضه الصديق تعرضه القنوات الفضائية المختلفة، وتارة يتم التعامل مع المعروض على أنه حقيقة واقعة، وتارة على أنه احتمال قادم في صباح الغد، ولابد أن يتحقق!!
فوسائل التواصل الاجتماعي، مهما كان نوعها، ومهما كانت التسمية التي تطلق عليها كانت ميداناً للحركة، سواء قبل أن يقع الحدث، أو في أثناء وقوعه، أو ما في أمنيات ما يريدون تحقيقه! وربما استطاعت هذه المواقع أن تحقق الغاية منها بسبب الانبهار الكبير بها، والإقبال الجماهيري عليها، وصارت شبكة النت، ومواقع التواصل الاجتماعي هدفاً مزدوجاً لمن يريد أن يفعل شيئاً، وللأجهزة التي تريد متابعة كل صغيرة وكبيرة، ومع مرور الأيام اكتشف الدور الحقيقي، والحجم الطبيعي لوسائل التواصل الاجتماعي، هذا الحجم الذي يؤكد أنه ليس بهذه الخطورة، وأن ما ظهر عليه أضخم بكثير من حجمه ودوره، وإن كان له من دور، فهو في الإيصال السريع، وفي كونه من أهم المنابر الإعلامية بأيدي المستخدمين، ومن أنه يجعل كل مستخدم وزيراً للإعلام من دون تكليف ومن دون تكاليف!!
ولعلّ أخطر ما في التواصل الاجتماعي والربيع العربي تلك الروح التي يفرزها ويفرضها التواصل الاجتماعي بحيث يصور الأمور سهلة على الشاشة، ويحقن ما يمكن أن يتم حقنه، ويدفع الثقة الافتراضية في المتلقي مهما كانت نوازعه! وتزداد الخطورة عندما يكون الإنسان المتلقي جاهلاً في المصدر الذي يقدم له المعلومات، فهو أمام شاشة وشخص افتراضي واسم وهمي قد يكون في غرفة مجاورة لغرفته، لكنه لا يعرفه، ولا يعرف بوجوده، وقد يكون دافعاً له نحو أمر ما!

شبكة التواصل والمعرفة
إن المهمة الأساسية للتواصل الإلكتروني هي المعرفة، سواء كانت المعرفة بالأشخاص أو بالمجتمعات أو بالأمم، وعدد المتواصلين في الفيسبوك قارب اليوم العشرين من المليارات يدل على أهميته، فنحن أمام أداة تجمع ما يقارب عشرة أضعاف المجتمع العربي والإسلامي مجتمعين، ولنا أن نتخيل مقدار ما يمكن أن يضيفه الفيسبوك من معارف، وخاصة لمن لم يسافر ويغترب، ولمن لا يعرف شيئاً عن المجتمعات الأخرى وآدابها وتقاليدها وكتاباتها، والذي يتصفح باستمرار يمكن أن يدرك مقدار الإضافات التي يمكن أن يحصل عليها من هذا التصفح الغني، فهو قادر على استعراض عمل أدبي أو فكري، وعلى معرفة ما يجري في أي مكان، فهل استفدنا منه حقاً؟!
كثيرون هم الذين يهاجمون شبكات التواصل الاجتماعي، وهم على غير حق حتماً، فهذا التواصل شأنه شأن أي شيء، يمكن أن نوجهه للمعرفة والرقي، ويمكن أن نوجهه للفساد والجهل والفوضى، ومهاجمته لا تعني بأي شكل من الأشكال أنه سيقهقر، فهو يتقدم كالصاروخ، ولن يفيد الأفراد ولا المؤسسات ولا الدول أن تهاجمه أو تمنعه، وقد أثبتت تجارب السنوات الأخيرة العجز التام عن مجابهته، لأننا أمام عالم تقني افتراضي وهمي لا ندرك تفاصيله، وهناك طرائق لا تحصى لنشره، في مقابل طرائق محدودة لمحاربته ومنعه! والإعداد الجيد، والانفتاح وسيلتان لتجعلا استثمار الشبكة مثمراً وفاعلاً لمجتمعاتنا لا غير.
الشبكة الإلكترونية وما تفرع منها وسائل للمعرفة، وعندما تكون الدول حريصة على مواطنيها، فهي حريصة على معارفهم، وستعمل حتماً على زيادة الجرعات المعرفية لا منعها، وخاصة أننا نقف مبهورين أمام ما تقدمه شبكات التواصل من معارف حقة، وهي تتقدم باستمرار ولن يستطيع أحد الحد منها، لذا يجب التوجيه إليها وسيلة من وسائل المعرفة، وتعميم استخدامها على جميع الشرائح الاجتماعية، وتقريبها، من المجانية لتكون متاحة، وبذل أقصى الجهود لتكون متوافرة بمواصفات عالية في كل مكان من الأمكنة، وكلما كانت متاحة كانت طبيعية، وكلما كانت محجوبة أو متعذرة طرحت أسئلة، وتغيرت وجهة استخدامها، فالمجتمع الرقمي والمحتوى الرقمي تحول من الرؤية الافتراضية إلى حقيقة واقعة أثرت تأثيراً كبيراً في القراءة الورقية إن كانت في الكتب أو في المجلات والصحف الورقية، وإن بقي لهذه الثقافة الكلاسيكية من يتعامل معها، إلا أن الاعتراف بوجود منافس حقيقي يدفع إلى التحسين والمشاركة في بناء مجتمع معرفي لا المحاربة المرفوضة التي ستكون لمصلحة الافتراضية وعدد المستثمرين هو الذي يقدم الأدلة والأرقام بما لا يقبل الشك، بل إن عدداً لا يستهان به من المستثمرين يطالع كل ورقي عن طريق موقعه الإلكتروني، وأذهب أبعد من ذلك، فإن أي موقع تقليدي ورقي لا وجود له على المواقع الإلكترونية لا يسمع به أحد!
فكثيراً من النقول واستعراضات الصحف لم تعد تقليدية، وإنما صارت تؤخذ من مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في ظل ما يجري وصعوبة توصيل ما نريد، أو صعوبة الحصول على ما يقدم في الخارج، فنحن نقرأ ما يكتب في الخارج، والخارج يقرأ ما يجري عندنا عن طريق هذه الشبكات المعرفية العملاقة، التي تحولت إلى حامل للمعرفة والصورة، وصارت قابلة للاختراق والقرصنة والسرقة، ولم يعد مجدياً معها كل كلمات السرية التي توضع على المغلفات، وكل اللواصق التي تخفي أوراقاً وقرارات وكتابات، وربما يتهيأ لأحدنا أن هذه الشبكات قادرة على معرفة ما نريد قبل أن نقرر فعله!

شبكة التواصل والشحن
بعد أن بدأت شبكة التواصل بعقد بدايات معرفية، انحرفت وصارت تمثل منصة إعلامية مجانية للشحن، فمرة تقوم بدور الشحن الطائفي، وأخرى المذهبي، وثالثة القومي، ورابعة القطري، وخامسة الشخصي، فمع أن قنوات التواصل تهدف أول ما تهدف إلى المعرفة وإلغاء الحواجز، أي تهدف إلى عولمة المعرفة والثقافة، عادت لتبدأ رحلة من القوقعة والشحن، وأزعم أن هذه الشبكة بسبب سوء استخدامها، وضحالة معلومات المستخدمين زادت الهوة بين الناس، وعملت على تعزيز تفرقة وشحن، وكم من قول قرأته وقرأه غيري ينسب إلى أحد السابقين، وهو ليس له، وكم من فعل نسب لأحدهم وهو بريء منه كل البراءة، بل الأمر يتجاوز هذا الحد، فكثيراً ما يأخذ أحدهم قولاً منسوباً ليكتب فيه أو ليناقش فيه، وكأنه حقيقة لا مجال لردها ونقاشها ورفضها، ولك أن تتخيل الفيسبوك، وآلية الدخول والتعليق والكتابة، ومن ثم يتم النشر، فلا أحد يتحكم، ولا أحد يمكن أن يناقش وأن يعيد المعلومة إلى حقيقتها، وتنتشر المعلومة من دون نقاش ومن دون تأكد، وبما أنها تقابل كثيرين من المتصفحين الذين يماثلون كاتبها وناقلها ثقافة ومعرفة، فإنها ستتحول لدى شريحة كبيرة إلى حقيقة وقناعة، ولو عدنا إلى معلومة عادية تتعلق بمولد الشاعر عمر أبو ريشة فسنجد خلافات في الشبكة لا علاقة لها بالتدقيق، وهذه معلومة عادية، فما بالنا بمن يأخذ معلومات ويبث معلومات تعود إلى قرون وعقود سلفت؟!
مع انطلاق ما يسمى الربيع العربي ظهر عبر شبكات الإنترنت، ومختلف المواقع ما لم نكن نتخيل من مذاهب وطوائف وقوميات وأشياء لم تكن تخطر ببال، واستطاعت شبكات التواصل أن تصنف المدن والقرى والأحياء الصغيرة، وأن تبث روحاً من الحقد والبغض لم تخطر ببال، وأن تكشف للجار هوية جاره، وأن تخيف الجار من جاره، وأزعم أن كثيرين من السوريين لم يكونوا على معرفة بأسماء المناطق السورية الكبرى، والمعرفة تقتصر على اللازم للعمل والحركة، وفجأة تأتي وسائل الإعلام، وتتابعها وسائل التواصل لتفرز المناطق والمدن والقرى والأحياء، ولتقدم للسوري الذي يعيش في منطقة ما خريطة بمحيطه الكامل لتخيفه وتجعله مخيفاً في الوقت نفسه… فمن كان يدري تقسيم القرى في حمص وحماة بين شرقي وغربي وشمالي؟! ومن كان يدري انتماء هذه القرية أو تلك؟! بعد بداية الحرب على سورية صار الأطفال يعرفون هذه الانتماءات، والأطفال يتحدثون عن كره الآخر لهم، والأطفال عندما يمرون بمنطقة يقولون هذه….! ناهيك عن تقسيم المدن الكبرى كدمشق وحلب وحتى درعا وإدلب حسب الانتماء، وبفضل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عادت أسماء فقدت أهميتها منذ قرون طويلة، لتصبح هي العلامة والهوية، فهل هناك أخطر من ذلك؟!
وهل أخطر من أن يأتي سفيه، إلى أي جهة ينتمي، ليصنف شخصاً أو حياً أو جماعة على الفيسبوك ليصبح المصنف أو المصنفون هدفاً لهذه الجماعة أو تلك، وحين يحدث المحظور، يأتي من يقول: يا حرام لم يكونوا كذلك! أو لم يكن كذلك!

شبكات التواصل والرأي
أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي للجميع، وهذه نقطة إيجابية أن يعبروا عن آرائهم، فصار بإمكان أي شخص أن يقدم وكالة أبناء خاصة به، ولم يعد بحاجة إلى منبر يقدم فيه رأيه! ولكن المتابع، مهما كان انتماؤه، يشعر أن هذا الرأي لم يكن سليماً بحال من الأحوال، فهذا يأخذ قولاً مملوءاً بالأغلاط الفكرية ويضعه علامة له! يأخذه من سياقه ليصنع هويته، ولم تكتف شبكات التواصل بتصنيف الناس على الأرض، بل صارت تصنف الذين يستخدمونها، وصار أي واحد قادراً على تحديد الانتماء الضيق لأي مستخدم للشبكة، علماً أن الشبكة تهدف فيما تهدف إليه، إلى العولمة وإلغاء الهويات الخاصة، فإذا بنا نجد أضيق أنواع الهويات، ويحرص بعضهم على أن يكون موجوداً بشكل يومي أو شبه يومي، لذلك يقوم بأخذ مقولات قد لا تناسب هذا الجانب أو ذاك، وقد لا تناسبه هو ليضع رأياً يدافع عنه وهو يجهله! وكم من مرة ناقشت بعض الأصدقاء فيما أخذوه هوية أو قولاً لأتبين أنه لقي لديه صدى وهوى فاختاره، وهو لم يعرف ظرفه وشرطه وقائله..
وإضافة إلى ما يقوم به مستخدم الشبكة من تصنيف ذاته في مواجهة الآخر، فإنه يقدم على كتابات مستلة من هنا وهناك، أعجبته، ليصبح رافضاً للآخر ومرفوضاً من الآخر، هذا علاوة عمّا تحمله بعض العبارات التي يأخذها كما هي مزخرفة مزينة من أخطاء في النسبة واللغة والصياغة!
من المفترض في شبكات التواصل أن تعمل على بناء مجتمع معرفي لا تحققه الظروف السياسية، ولا تسمح به الظروف المادية، وأن تعمل على ثقافة إنسانية، فإذا بها تعمل على بث الرأي الذي يزيد التنافر والتناحر بين الفئات وبين الناس، وتتحول فجأة إلى نسخة من القنوات الفضائية التي تعمل على زيادة الهوة بين الناس! وقد أتاحت ثقافات شبكات التواصل على اقتطاع مقاطع من تلك القنوات ووضعها في هذا الموقع أو ذاك، ومن ثم لتشكل روابط للمستخدمين الذين يأخذون هذه المقاطع بإعجاب للتدليل على أمر هم يشاركون فيه شاؤوا أم أبوا!!

الشبكات وأدباء السيل
أتاحت الشبكة، والفيسبوك تحديداً المجال لوضع جمل أو عبارات أو ما أشبه ذلك مما يجول بالخاطر، فصار أحدهم، أو إحداهن يضع عبارة لا أول لها ولا آخر، ولا رابط يربط بين كلماتها، ولأن صورته أو صورتها تتمتع بشيء من البهاء، تنهال عبارات الثناء وكأنها قادمة مع المتنبي أو ابن الفارض أو نزار قباني، أو غيرهم من عمالقة الأدب، وترتفع اللايكات حداً غير محتمل، فإذا به أو بها يقوم بجمع هذه العبارات، وفجأة يصل إلى الناس ديوان شعري له أو لها، وهو عبارة عن فواصل فيسبوكية، فتحل عبارة الدهشة المفاجئة مكان الشعر والتأمل والصورة، والويل لك إن لم تعجب بهذا الديوان الذي هبط لنا بشاعر غير شكل، يصف عبارته بالطزاجة والدهشة والحيوية!! ومن متابعتي لإصدارات الإخوة الشعراء وجدت أن عدداً لا يستهان به من الدواوين ليس أكثر من إجابة عن سؤال: بماذا تفكر اليوم؟ وحالة اليوم، فتحول سيل الأدباء والشعراء من أدباء يسعون إلى صنع الصورة الشعرية والتجربة الشعورية إلى ناقلي لحظة فرضتها الشبكة والتقانة!!
والمشكلة الكبرى أن هؤلاء لا يقتنعون بأنهم شعراء الفيس، وبأن أشعارهم يجب أن تبقى في الفضاء الافتراضي، بل يقومون بنسخها ويريدون لمؤسسات الدولة أن تقوم بطباعتها، والويل الويل إذا رفضت، فهي- أي هذه كمؤسسات- تقف في وجه الإبداع بسلفية وتحجر، ولا تحاول الاعتراف بالأدباء الخارقين!! وإن كان أحدهم يملك منبراً انبرى للهجوم على المؤسسات والأشخاص، لأنها لم تقم بطباعة هذياناته لامرأة يخاطبها أو لرجل تخاطبه في عالم افتراضي من الصعب أن يتحول إلى حقيقة وإلى أدب!
ولننظر في الفيسبوك، فسنجد أن دراسات معمقة أو مقالات ذات محتوى عظيم يأتيها في الحد الأعلى عشرة قراء، وقد يصل صاحب الاسم إلى مئة، بينما عبارة (أشعر بالنعاس) تحصل على آلاف القراءات واللايكات، فيفرح كاتبها، ليزيد عليها أشعر بالنعاس فقد غابت الأشعة! وزيادة وراء زيادة تستدعي اللايكات، وتصبح العبارة النعاسية قطعة من قصيدة، والأشعة تحمل مدلولا سياسياً عميقاً، وبقدرة قادر يتحول كاتب عبارات الهذيانات إلى شاعر من الطراز الرفيع، لا يصل إلى مستواه أي شاعر من الشعراء الكبار!!
وربما جادت عليها قرائح الفيسبوك بمنتوج جديد هو ألبومات صور لمستخدميه، فإن نشر أحدهم صورة له جاءت اللايكات التي تعجب به، أو إحداهن التي تتحول إلى فتنة الدنيا، وربما تفتق ذهن الإبداع عن طباعة أكثر الصور لايكات!
لا تستغرب ذلك فالفنانون الكبار يعتنون بذلك، ويزورون ويشترون اللايكات من مؤسسات للوصول إلى أرقام مذهلة! والصحفيون يلجؤون إلى هذه الطريقة، فتسمع عن هذا الصحفي الذي لا يجيد كتابة شيء، وقد حصل على لقب صحفي العام!

أخيراً
لابد من التوقف عن الحديث، مع أن الحديث طويل للغاية، ولكن في كل يوم يستجد أمر في فضاء العالم الافتراضي، ولكن ما المطلوب؟ هل مراقبته؟ هل مصادرته ومنعه؟ من المؤكد أن المنع والمراقبة وسيلتان غير مجديتين، ولكن المطلوب أن يقوم الإعلام بكل أنواعه بتعميم ثقافة استخدام الشبكات، وأن يظهر حسنات هذه الشبكات من كونها وسيلة معرفة، إضافة إلى كونها وسيلة ترفيه وتسلية.. ولو قام باحث بدراسة التعامل مع الشبكة الافتراضية في عالمنا العربي لخرج بدراسة اجتماعية ونفسية تعجز مؤسسات عنها، وهذه الدراسة كفيلة بإجراء تغييرات جوهرية يمكن أن تعمل على صياغة آليات تفكير ونقاط جديدة لم تخطر ببال من قبل!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن