شؤون محلية

أكثر من 650 مليوناً إيرادات هاتف الحسكة … ووجع الإنترنت لا يزال مزمناً..!

| الحسكة- دحام السلطان

غياب شبكة الإنترنت عن الخدمة للعام الرابع على التوالي شكّل وجعاً مزمناً أسهم في جر امتيازات ورفاهية الجانب الخدمي التقني اللازم للمواطن إلى الوراء كثيراً، وهذا الغياب انبنت بواعثه وتعقيداته من خلال خروج هذه الخدمة اللازمة للحياة اليومية عن العمل، لتستمر وتتفاقم أزمة الاتصالات معها التي غابت عنها البدائل المناسبة والمطلوبة لحل المشكلة وإدمانها، الذي غاب وغيّب الحل معه..! بعد أن وقع المواطن في المحافظة في حيرة من أمره وتحت رحمة شبكة النيت الفضائي التركي والأميركي اللذين يديرهما القطاع الخاص على نطاق ضيق محدود الصلاحيات وبأسعار مرتفعة لا تتوفر دائماً في جيوب أصحاب الدخل المقصور والمنقوص والمحدود..! ليولد السؤال هنا ويطرح نفسه، أين دور الإدارة العامة للشركة السورية للاتصالات.؟ وما إمكانياتها في تأمين خدمة الإنترنت ADSL عن طريق تركيب محطة فضائية.؟ لكي تكون البديل المناسب بحسم المسألة نهائياً والبت فيها..! في الوقت الذي وصلت فيه تحصيل إيرادات فرع اتصالات المحافظة من الهاتف فقط إلى أكثر من 653 مليون ليرة سورية خلال العام الماضي، وإلى أكثر من 88 مليون ليرة سورية خلال الشهرين الماضيين من العام الحالي..! مثلما ذكر مدير فرع اتصالات الحسكة الدكتور جميل البلال وأجاب مبرراً عن كل هذه التساؤلات، بعد أن وضعنا بصورة الواقع وحال وضع الاتصال الخارجي حين قال: المسار الرئيسي للكبل الضوئي الواصل بين الحسكة وحلب عبر مركز تل تمر- محطة عين عيسى، قد تعرّض للتخريب من المجموعات الإرهابية المسلّحة وخرج عن الخدمة منذ نحو 3 سنوات، ليتم عند ذلك الاعتماد على المسار البديل الذي يربط الحسكة بدير الزور عبر مدينة الشدادي، لكنه هو الآخر قد تعرّض للاعتداء من تلك المجموعات أكثر من مرة، وأعيد إلى الخدمة كذلك إلى أن توقّف العمل فيه نهائياً قبل نحو عامين من الآن، وعن مسار الوصل الميكروي الذي يربط المحافظة بدير الزور عبر محطتي أم مدفع ومكمان، اللتين كانتا قد تعرضتا للسطو والسلب من قبل المجموعات ذاتها في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، وخرجتا نهائياً عن العمل في عام 2012، وأشار البلال إلى أن الاتصالات الخارجية للمحافظة تمت إعادتها عن طريق مشروع الوصل الفضائي بين الحسكة ودمشق بعد تركيب وتشغيل برمجة المحطة الفضائية (الصوتية) في كلٍ من مركز الحسكة الأول ومركز النصر بدمشق.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر في إمكانية حل مشكلة النيت الفضائي بتأمين محطة إضافية كهذه لخدمة ADSL وإعادة تشغيل النيت بالمحافظة والاستفادة من هذه الخدمة بإضافة إيراد مالي آخر لخزينة الدولة وبأرباح إضافية رسمية وليست احتكارية، إذا ما قورنت بالحجم الرقمي لدخل عائدات الهاتف ووضع حدِّ لحالة الازدهار النابعة من احتكار هذه الخدمة من المواطن لأخيه المواطن..! فقد بيّن مدير فرع الاتصالات إلى أنه تمت مراسلة الإدارة العامة للشركة السورية للاتصالات بهذا الخصوص، والتي بدورها راسلت رئاسة الحكومة فكان الرد من الحكومة عن طريقها بالرفض لارتفاع أجور تكاليف هذه الخدمة، التي اقتصرت حلولها على تأمين الخدمة الهاتفية فقط وغض النظر عن خدمة الإنترنت لارتفاع التكاليف، مع الأخذ بالحسبان عدم رصد أي مبالغ لأي مشروع انترنيت فضائي في خطة وموازنة العام الحالي..! وأضاف المدير: الحلول الجذرية ستظل معلّقة إلى حين استقرار الوضع الأمني في البلاد، وحينها ستتم إعادة تأهيل وصيانة الكبل الضوئي من جديد بالمسارين اللذين يربطان المحافظة بدير الزور وحلب..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن