عربي ودولي

رئيس البرلمان الأوروبي: الاتحاد الأوروبي وأميركا «ليسا مستعدين» لرئاسة ترامب … مواجهات بين مؤيدي ترامب ومعارضيه بعد إلغاء تجمع له في شيكاغو لأسباب أمنية

ألغى أبرز المرشحين الجمهوريين في سباق البيت الأبيض دونالد ترامب تجمعاً انتخابياً في اللحظة الأخيرة مساء الجمعة في مدينة شيكاغو (شمال) «لتجنب إصابات خطرة»، لكن أعمال عنف اندلعت بين أنصاره ومعارضيه.
يأتي ذلك على حين صرح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أمس أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «ليسا مستعدين» لتولي ترامب الرئاسة الأميركية.
وتجمع عدد كبير من المتظاهرين المؤيدين للمرشح الديمقراطي برني ساندرز والحركة المناهضة للعنصرية «حياة السود مهمة» (بلاك لايفز ماتر) داخل القاعة الرياضية لجامعة ايلينوي في شيكاغو حيث كان يفترض أن يتحدث رجل الأعمال الثري مساء.
وتصاعد التوتر تدريجياً طوال نهار الجمعة داخل حرم الجامعة وخارجه حيث تجمع مئات الأشخاص بينهم طلاب احتجاجاً على قدوم ترامب.
وأعلن مسؤول إلغاء التجمع ما أثار هتافات غاضبة قبل تبادل شتائم ولكمات بين مؤيدي ترامب ومعارضيه. وردد مناصرو ساندرز هتافات على حين كان رجال الأمن يحاولون الفصل بين المجموعتين وإخلاء القاعة.
وذكر مصور فيديو من وكالة «فرانس برس» أن أعمال العنف استمرت في الخارج حيث قامت الشرطة باعتقال عدد من الأشخاص بالقوة. وأغلق ناشطو الحركة المناهضة للعنصرية طريقاً سريعاً قريباً.
وسوّغ دونالد ترامب إلغاء التجمع بالقول لشبكة «إم إس إن بي سي»: إن «الناس كان يمكن أن يصابوا بجروح خطرة»، وأضاف: «لم يعد بإمكاننا أن ننظم تجمعاً في مدينة كبيرة في هذا البلد من دون عنف أو عنف محتمل».
وأوضح ترامب أنه قرر تأجيل التجمع بعدما شاور قوات الأمن عند وصوله إلى شيكاغو. وقال لشبكة سي إن إن: «أعتقد أننا اتخذنا القرار الصائب بالإلغاء، وإن كانت حريتنا في التعبير انتهكت بالكامل». ورفض تحميله مسؤولية التظاهرات والتوتر بسبب «لهجته» على حين يؤكد خصومه أنه يشجع أنصاره باستمرار على مهاجمة مثيري الاضطرابات، وقال ترامب: «بالتأكيد لم أدع إلى العنف»، ملقياً باللوم على «مثيري شغب محترفين».
من جهتها، ذكرت شرطة شيكاغو أنها «أبلغت من مسؤولين بأن حملة ترامب ألغت التجمع المقرر»، مؤكدة أنها ستعمل مع الاستخبارات وشرطة الجامعة «لحماية حقوق كل فرد التي ينص عليها التعديل الأول (للدستور الذي يحمي حرية التعبير) والعمل على أن يتم التفريق بهدوء».
ورفع المتظاهرون وبينهم عدد كبير من الشبان المتحدرين من أميركا اللاتينية لافتات كتب عليها «ترامب= كراهية» و«ترامب سوقي»، مدينين «عنصرية» المرشح واقتراحاته المعادية للهجرة.
وفي تجمع آخر قبل ذلك في سانت لويس في ميزوري قوطع خطاب ترامب عدة مرات. وقالت شرطة سانت لويس: إنه تم توقيف 32 شخصاً فيها.
وبدوره قال حاكم ولاية اوهايو جون كاسيك: إن «دونالد ترامب زرع الشقاق وحصد الثمار هذه الليلة». أما السناتور عن تكساس تيد كروز فقد اتهمه «بإيجاد بيئة لا تقوم سوى بالتحريض على هذا النوع من الخلاف العنيف».
وتأتي هذه الحوادث الجديدة قبل أيام من «الثلاثاء الكبير» الثاني الذي سيشهد انتخابات تمهيدية في خمس ولايات يعتبر ترامب الأوفر حظاً فيها لكنه يلقى معارضة داخل حزبه الجمهوري.
وفي سياق متصل اعتبر مارتن شولتس رئيس البرلمان الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير مستعدين لتحمل عواقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية ووصوله إلى السلطة في بلاده.
وفي حديث متلفز عشية اجتماع مع قادة الأحزاب الأوروبية الاشتراكية الديمقراطية في باريس الجمعة قال: «أسلوب دونالد ترامب السياسي يتسم بالهجوم المستمر على الآخرين»، وفي «البحث عن المذنبين في بلاده».
وقال شولتز لشبكة الأخبار المتواصلة الفرنسية أي- تيلي: «لا أوروبا ولا الولايات المتحدة مستعدتان لرئيس كهذا لا يملك في نظري أي خبرة دولية».
وأضاف: إن «ترامب ينتمي إلى فئة من الناس نعرفهم هنا في أوروبا أيضاً، لديهم كبش محرقة لكل شيء لكن ليس لديهم إطلاقاً حل عملي»، مشيراً بذلك إلى صعود «الشعبوية الهمجية» في الاتحاد الأوروبي. وتابع شولتز: إن قوة الوسائل السياسية أو العسكرية التي ستكون «بين يديه» ستؤمن له «خيارات حقيقية لقرارات بالغة الخطورة».
هذا ويتصدر دونالد ترامب استطلاعات الرأي في سباق الساعين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لهم لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المزمعة العام المقبل.
ويشدد في شرح وجهة نظره حيال طبيعة العلاقات التي سيقيمها مع روسيا إذا ما تسلم السلطة، ضرورة التعاون معها ورأب الصدع بين موسكو وواشنطن، كما يعرب عن دعمه لجهود روسيا في مكافحة «داعش».
ومن المنتظر أن ينتخب الحزب الجمهوري مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال مؤتمره المقبل الذي سيسبق الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ8 من تشرين الثاني المقبل.
(أ ف ب- روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن