سورية

المرحلة الانتقالية في مفهوم دمشق «الانتقال من دستور قائم إلى جديد ومن حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر … المعلم: «لا يحق» لدي ميستورا التحدث عن انتخابات رئاسية.. والرئيس الأسد خط أحمر

أكدت دمشق، أمس، أن الوفد الحكومي الرسمي لن ينتظر أكثر من 24 ساعة وصول وفد المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة في جنيف للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات المرتقبة الإثنين المقبل، وانتقدت اقتراح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لجدول أعمال الجولة، لأن ذلك «ليس من حقه». وشددت على أنه «لا يحق» لدي ميستورا التحدث عن انتخابات رئاسية في سورية، فهي «حق حصري للشعب السوري وملك له وحده»، وأن الرئيس بشار الأسد «خط أحمر وهو ملك للشعب السوري»، وأن المرحلة الانتقالية في مفهوم دمشق هي «الانتقال من دستور قائم إلى دستور جديد ومن حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر»، لافتة إلى أن الطرف الآخر إذا كان لديه أوهام بأنه سيستلم السلطة في جنيف فأنصحهم بألا يأتوا وأن المحادثات ستفشل.
وقال، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي أمس: «وفدنا لن يكرر الأخطاء التي جرت في الجولة السابقة بمعنى أنه لن ينتظر في جنيف أكثر من 24 ساعة وسيراقب وصول وفود المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة لاستمرار الحوار.. وإن لم يجد أحداً فسيعود ويتحمل الطرف الآخر مسؤولية الفشل».
وأضاف: «نتطلع لأن يجري الحوار مع أكبر شريحة من المعارضات تنفيذاً لتفويض دي ميستورا من مجلس الأمن وبيانات ميونيخ وفيينا.
وأشار المعلم إلى تصريحات دي ميستورا الأخيرة التي حدد خلالها جدول أعمال الجولة القادمة بقضايا الحكم والدستور والانتخابات النيابية والرئاسية التي ستجري خلال 18 شهراً. وقال: «أولاً بالعودة إلى الوثائق الأممية لا يحق لدي ميستورا اقتراح جدول أعمال.. هذا ما يجب أن يتم التوافق عليه بين المتحاورين.. ووفدنا جاهز لأن يناقش جدول أعمال الجولة القادمة».
وأكد المعلم، أن «دي ميستورا عندما يتحدث عن الدستور فهو يعرف أن حكومة الوحدة الوطنية التي ستناقش في المستقبل هي التي تعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم ثم يتم الاستفتاء على ما يتم التوافق عليه في لجنة الدستور من الشعب السوري وبعد إقراره يصبح نافذاً».
وبشأن تصريحات دي ميستورا عن انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً، قال المعلم: «برلمانية هذا نص موجود في وثائق فيينا وقرار مجلس الأمن أما رئاسية فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية»، مشدداً على أن «هذا حق حصري للشعب السوري وبالتالي ما قاله دي ميستورا هو خروج عن كل الوثائق الأممية التي يجري الحوار بموجبها. وأكرر هذا الأمر ملك للشعب السوري وحده كما نصت كل الوثائق الأممية.. وبيانات ميونيخ وفيينا جاء فيها أن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري».
وأضاف مخاطباً دي ميستورا: «لن نقبل بعد الآن خروجك عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، ووفدنا سيرفض أي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال.. وفدنا غير مخول بذلك.. هذا ملك الشعب السوري وحده».
وفيما يتعلق بوقف الأعمال القتالية، قال المعلم: «نحن التزمنا بوقف الأعمال القتالية اعتباراً من 27 شباط الماضي وما زلنا ملتزمين، وعندما وافقنا كانت قواتنا المسلحة تحرز تقدماً على مختلف الجبهات ومن هنا لا يوجد تفسير آخر لقرار القيادة السورية للقبول سوى الحرص على وقف سفك دماء السوريين، وخلال هذين الأسبوعين حدثت خروقات من جانب المجموعات المسلحة بعضها رد عليه الجيش العربي السوري وبعضها تجاهله، ولكن لا بد من التأكيد على حق قواتنا المسلحة في الرد على هذه الخروقات».
ودعا المعلم «كل من حمل السلاح إلى الاستفادة من وقف الأعمال القتالية بالتوجه نحو المصالحات وتسوية الأوضاع». وأضاف: «إن الأزمة بدأت تسير نحو النهاية، ومن هنا نرحب بكل من يرغب بالمشاركة إلى جانب قواتنا المسلحة في مكافحة إرهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بهما».
وتابع: «في الآونة الأخيرة منذ شهرين إلى اليوم شهدنا حرباً إعلامية ضروساً بدأت بالحديث عن تدخل بري ثم التقسيم، وأقول لكم لا أحد يجرؤ على التدخل في حرب برية على سورية، ولذلك تراجع هذا الحديث».
ومضى قائلاً: «الذي لديه رغبة فليدخل وحده فليفلح في اليمن أولاً وكذلك تحدثوا عن خطة ب ومنذ يومين قال كيري لا توجد خطة ب»، معتبراً أن هذا الحديث «لا أساس له من الصحة».
وأوضح المعلم أن «شعبنا سيرفض أي محاولة للتقسيم». وأضاف: «نحن نرفض الحديث عن الفيدرالية.. ونحن مع وحدة سورية أرضاً وشعباً واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها».
ورداً على سؤال حول الإصرار السعودي على التدخل البري في سورية إن لم يتنح الرئيس بشار الأسد قال المعلم، «ما قاله الجبير تافه وهو يكرر كلامه في كل المناسبات.. لكن أقول من بيته من زجاج فعليه أن يمتنع عن رمي الآخرين بالحجارة. ملفات عديدة يمكن فتحها على هذا البيت الزجاجي».
وأضاف: «وجدت في المرة السابقة أن الصناديق الخشبية مكلفة. ممكن إرسالهم بصناديق بلاستيكية».
ورداً على سؤال إن كانت الحكومة السورية أكثر تفاؤلاً بأن هذه الجولة من محادثات جنيف ستحقق أكثر تقدماً، قال المعلم «من الطبيعي أن أكون متفائلاً لأسباب عديدة منها صمود الشعب السوري وبطولة قواتنا المسلحة وصمودها وإنجازاتها. نحن ذاهبون إلى محادثات جنيف لإنجاحها لكن هذا لا يعتمد علينا وحدنا. هذا سيعتمد على الأطراف الأخرى التي ستحضر إلى جنيف».
وأضاف: «إذا كان في ذهنها أو تعليماتها أوهام بأنها سوف تستلم السلطة في جنيف التي فشلت في استلامها في الميدان فسوف يفشل جنيف».
وأضاف: «لا يوجد شيء في وثائق الأمم المتحدة يتحدث عن مرحلة انتقالية في مقام الرئاسة لذلك لا بد من التوافق على تعريف ماهية المرحلة الانتقالية. نحن في مفهومنا أن المرحلة الانتقالية هي الانتقال من دستور قائم إلى دستور جديد. من حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر، أما مقام الرئاسة فهو ملك الشعب السوري حصراً». وأوضح المعلم أن الوفد الحكومي سيذهب إلى جنيف وهو لا يعرف من هو الوفد (المعارض) أو الوفود التي ستتواجد.
وأكد، أنه وفي مسألة المساعدات الإنسانية فإن الحكومة السورية تجاوزت كثيراً ما هو مقترح عليها بإدخال المساعدات إلى مناطق تعرف أنها محتاجة انطلاقاً من مبدأ التزام الحكومة تجاه مواطنيها وسوف نستمر بإدخال المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين أينما كانوا على الأراضي السورية.
ووصف قرار الجامعة العربية باعتبار حزب اللـه منظمة إرهابية بـ«السخيف»، وقال: «لم أستغرب من الجامعة التي فوضت حلف «ناتو» بضرب ليبيا أن تتخذ مثل هذا القرار. الحمد للـه لسنا أعضاء في الجامعة العربية»، معتبراً أنه من «المعيب النيل من المقاومة اللبنانية لمصلحة إسرائيل».
وأعرب المعلم عن أمله في أن يكون العام السادس من الأزمة هو المخرج منها، وقال: «هذا الجيش شجاع وسينتصر لديه حلفاء موثوقون روسيا وإيران وحزب اللـه وأمل أن أعني الصين أيضاً».
ورداً على سؤال حول ما تقوله المعارضة بأن الحكومة القادمة ينبغي ألا يكون على رأسها الرئيس بشار الأسد، قال المعلم: «أنا أنصحهم إذا كان هكذا تفكيرهم ألا يأتوا إلى المحادثات.. هذه الأوهام عليهم أن يتخلوا عنها. نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة. هذا (الرئيس) بشار (الأسد) خط أحمر ملك الشعب السوري وحده».
وأكد المعلم على أن «إخواننا الأكراد هم مواطنون سوريون يجلسون معنا في خندق واحد في محاربة داعش»، مضيفاً: «إلى أن ننتهي من هذا الكفاح ضد الإرهاب التكفيري لن يكون إخوتنا سوى راضين ومشاركين في بناء مستقبل سورية في إطار الجمهورية العربية السورية».
وأكد المعلم أن «المصالحات الوطنية من أولويات السياسة السورية وأن التخفيف من لهيب الأزمة يكون من خلال المصالحات»، مضيفاً: «الدور الروسي هنا هو استمرار لهذه المصالحات وشريك في إجراؤها. ربما هناك مجموعات تثق أكثر بالضمانات الروسية فذهبت إلى مطار حميميم. نحن لا اعتراض لدينا المهم النتائج».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن