رياضة

هبوط كرة المصفاة لدوري الدرجة الثانية … نهاية فريق شجاع هزمته كل الظروف

| طرطوس – ممدوح علي

أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن تقف مسيرة نادي عمال مصفاة بانياس لكرة القدم في دوري الدرجة الأولى للموسم الحالي عند تعادلين فقط والبقية خسارات بالجملة والمفرق، لأن كل المواسم السابقة التي قضاها الفريق في كرة المحترفين كانت تنتهي مبارياته في الدور الأول بالمراكز المتقدمة وينتقل منها إلى الدور الثاني ولا ننس تأهله إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية.
العناوين نفسها والإدارة نفسها.. فهل كانت الظروف على مبدأ مكره آخاك لا بطل.. أم هو شيء مخطط له؟ كل هذا سنتابعه بالتقرير التالي:

المال والتحضير
في كل موسم وفي بداية الفترة التحضيرية يكون فريق المصفاة آخر فريق في الدرجة الأولى يستعد بسبب ضعف السيولة المالية وعدم القدرة على التعاقد مع لاعبين سوبر كما بقية الأندية ومع ذلك تكون النتائج جيدة وتتحسن رويداً رويداً مع انطلاقة الدوري والجميع يفاجأ بالفريق الذي يصل إلى النهائيات رغم كل هذه الظروف الصعبة والقاسية التي رافقت فترة التحضير.

ما الذي حصل؟
الموسم الحالي والذي قبله سمعنا من عدة أطراف معنية بالفريق تقول إن هناك نية لإلغاء كرة القدم في النادي بحجة الكلفة المالية العالية وعدم القدرة على الاستمرار بالدوري وحتى القيادة الرياضية علمت بالأمر ووصلت الأمور إلى التهديد بالانسحاب من الدوري والمسابقات الرسمية ما لم يتم دعم النادي مالياً وإزاء ذلك وقفت الإدارة عاجزة عن تقديم أي شيء للنادي سوى المطالبات المستمرة.

خلافات إدارية كبيرة
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الخلافات الإدارية قد كسرت ظهر الفريق وكان الثمن في الموسم الأخير عندما بلغت ذروتها وتم تعيين إداري جديد للفريق لأسباب ما زلنا نجهل حقيقتها حتى الآن ونحن لسنا مع هذا أو ذاك بل نقول إن الخلافات الإدارية التي ظهرت خلال السنوات الماضية تحت الطاولة ظهرت في الموسم الأخير فوق الطاولة.

مصادفة أم خطة؟
وبالعودة للمواسم السابقة وقصة التحضير التي تناولناها بكثرة إلا أن الموسم الحالي والذي هبط فيه الفريق إلى الدرجة الثانية كان الأسوأ حيث شاهدنا وسمعنا التأخير غير المسوغ في عملية التعاقدات مع اللاعبين ومع المدرب بعدما غادر المدرب السابق عمار الشمالي وغادر معه عدد من اللاعبين المميزين ولم يبق منهم أحد بينما سابقاً كانت الكلمة هي الرابط بين الإدارة والمدرب ولاعبيها ليبقى اللاعب حتى تتوفر السيولة المادية والتعاقد معه.. ومع كل الأسف.
الموسم الحالي شهد الفريق نزيفاً من اللاعبين بشكل سريع ودون أن تحرك الإدارة أي ساكن.. وقد كتبنا عن هذا في رسالة لإدارة النادي مفادها إما التحضير الجيد للدوري وإما إلغاء كرة القدم في النادي لأن أنصاف الحلول لا مكان لها فليس من المعقول لفريق ينافس على البطولات لعدة سنوات وفجأة يجد نفسه في دوري الدرجة الثانية.

مدرب قبل أسبوع
التخطيط التدريبي كان أيضاً له من الطيب نصيب عندما عينت الإدارة المدرب أحمد الضايع مدرباً للفريق في ظل شح مادي فظيع فما كان منه إلا أن ترك الفريق قبل بداية الدوري بأسبوع لعدم توفر مقومات النجاح فتم التعاقد مع المدرب غدير شيحة لتولي هذه المهمة وقاد الفريق مشكوراً في ظل ظروف قاسية وكانت النهاية المتوقعة لسيناريو كهذا.

المشكلة الكبرى ضمن الإدارة
مدرب الفريق الكابتن غدير شيحة تركنا له مساحة الحدث وقد وعدناه كما طلب بأن ينزل كامل رأيه بالفترة التي قضاها مع الفريق فماذا قال؟
تم تكليفي قبل الدوري بأيام قليلة بظل ظروف مادية صعبة وعلى الرغم من عدم التعاقد مع أي لاعب محترف اعتمدت على لاعبي النادي وأغلبهم من الناشئين والشباب، في مرحلة الذهاب خسرنا جميع مبارياتنا باستثناء تعادل مع النواعير ولم يكن الفريق سيئاً في الأداء بشهادة الجميع وكانت نتائج الخسارات عادية وتعرضنا لظلم تحكيمي حرمنا من نقاط في بعض المباريات ومن بعدها قمنا بالتحضير لمرحلة الإياب وارتقى أداء الفريق بدنياً وتكتيكياً وأصبحنا جاهزين بشكل جيد لكن للأسف اصطدمنا بواقع مادي سيئ جداً فلا أجور طرقات ولا تجهيزات أو تعويضات ومعظم اللاعبين لا يملكون أحذية والإدارة لا حول لها ولا قوة، لذلك لم يستطع اللاعبون متابعة التدريب فكنا نذهب للمباريات من دون تدريب فانعدمت اللياقة وفقدنا التركيز وكل ذلك يتحمله اتحاد العمال والاتحاد الرياضي والقيادة السياسية في طرطوس والمشكلة الكبرى كانت ضمن إدارة النادي فهناك من كان يسعى إلى فشل الفريق مع العلم أنهم هم سبب من أسباب تراجع كرة القدم في النادي والمحسوبيات التي كانت عندهم كانت تعرقل وصول بعض المساعدات ونحن بدورنا كمدرب ولاعبين دفعنا ثمن الخلافات والمحسوبيات وختم حديثه «وهو بخط يده»: لم نجد من يقدم لنا أي شيء ولو كلمة شكر أو يقف معنا ولو بكلمة.

رئيس اتحاد العمال
نضع كل ما سبق بين يدي رئيس اتحاد العمال وهو ملخص لما كان يعيشه نادي عمال مصفاة بانياس الرياضي خلال السنوات القليلة الماضية وقد علمنا أنه تم حل إدارة النادي مؤخراً وهو قرار جيد وفي مصلحة النادي لكن حتى الآن لم ينفذ هذا القرار ولا ندري الأسباب ونحن ابتعدنا عن تحميل الإدارة والخلافات بين أعضائها مسؤولية الهبوط لأنها جاءت من أقرب الناس للنادي وها هو المدرب الذي تكلم بكل صراحة وشفافية يحدد الأسباب، وآن الأوان لإنقاذ نادي مصفاة بانياس من الوضع السيئ الذي هو فيه الآن وخسارة جولة لا تعني خسارة معركة وكلنا ثقة بحضرتكم بأن يأخذ قرار الإدارة الجديدة طريقه إلى التنفيذ لما فيه خير ومصلحة النادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن