رياضة

احتراف الأزمة!

| مالك حمود

نكون قد جافينا الحقيقة إذا قلنا: رياضتنا بخير، هي ليست نظرة تشاؤمية أو متخلية عن التفاؤل، لكن صورة الواقع تؤكد القول وتوضح بأن نجاحها كان من خلال وجودها في ملاعب المنافسة المحلية وبعض الومضات التي حققتها في الساحات الدولية، وبالطبع فليس هذا هو الطموح ولا المبتغى ولكن ضمن الأزمة وظروفها يبدو معقولاً، ويبقى السؤال: هل نتوقف عند ذلك؟
دعونا من الأزمة وصعوبتها التي أثرت في كل جوانب الحياة ولكنها صارت جزءاً من حياتنا وأصبحت واقعاً علينا التعامل معه بديناميكية، فالنجاح الحقيقي هو انتصار رياضتنا على ظروفها ومعاناتها التي تأقلمنا مع الكثير من تفاصيلها.
المسابقات المحلية والمنتخبات هي الشغل الشاغل للكثير من المعنيين في اتحادات ألعابنا وأنديتنا التي تبحث عن كيفية تحقيق مجرد بطولات وإنجازات تسجل باسم بعض أشخاصها! والكلام بالطبع لا يقصد كل الإدارات فهناك من يعمل بجد وبشكل مدروس وضمن إستراتيجيات ولو جزئية، أما البقية فالتذرع بالظروف ومصاعبها بات همها ومحور خطابها!
قد يكون صعباً على بعض الأندية بناء فرق منافسة محلياً لضيق ذات اليد، ولكن ماذا يمنع العمل على بناء القواعد والتركيز على الفئات العمرية التي لا تستهلك 10 بالمئة مما تنفقه على الكبار؟
رياضتنا حالياً تواجه مشكلتين مهمتين، الأولى الأزمة التي تحدثنا عنها، والثانية الاحتراف الذي مازال حائراً تائهاً وكالثوب الفضفاض البعيد عن مقاسها!
والمصيبة أن بعض الأندية أقنعت نفسها بالاحتراف ووجدته فرصة لتغطية تقصيرها في العمل على الفئات العمرية وإنتاج المواهب الواعدة والصاعدة لرفد فرقها الأولى، لتجد في عملية شراء لاعبين من خارج النادي الأمر الأسهل حتى لو كلف ذلك الملايين ومقابل عقود مرحلية ولكن أين المستقبل؟
سقى اللـه أيام ربط الفئات بالفريق الأول، صحيح أنها كانت في زمن الهواية لكن كان العمل فيها أكثر جدوى وإنتاجية للمواهب ويكفي تقليدها الذي كان يجمع الشباب والرجال معاً في ملعب المنافسة وأحياناً الناشئين، حيث يلعب الواحد تلو الآخر في مباريات جماهيرية حتى لفرق الشباب والناشئين! ما تعيشه رياضتنا حائر بين الاحتراف والهواية والحل الوحيد برأيي إقناع أنفسنا بأننا هواة في وقتنا الحالي والعودة إلى ربط الفئات العمرية لإجبار الأندية على الاهتمام بفتيانها وتأسيس قواعدها، حيث الهبوط للدرجة الأدنى وفق الترتيب العام بمجموع نقاط الرجال والشباب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن