دراسة سيئة وتنفيذ أسوأ … صرح الثورة في القريا يغرق بالمياه الجوفية

| السويداء – عبير صيموعة

تعدت مشكلة صرح المجاهد سلطان باشا الأطرش (صرح الثورة) في القريا قضية الرطوبة التي لحقت أضراراً كبيرة في مقتنيات الصرح وأدت بدائرة الآثار في السويداء إلى إفراغ صالات الصرح من جميع المعروضات ضمنه من وثائق تاريخية وعملات نادرة وأسلحة إضافة إلى بيارق قرى المحافظة التي تم جمعها وإيداعها ضمن الصرح فبعد أن أدت الرطوبة إلى تملح الجدران وتفكك حجارة البازلت التي غطت الصرح تبين أن الإشكالية حسب الجهة الدارسة لواقع الصرح بأن الضرر الجسيم الذي لحق في المبنى يعود إلى تسرب المياه من سطح المتحف والقبة وانتشاره في الجدران إضافة إلى أن الإشكالية الأخطر إنما تكمن بتنفيذ الصرح ضمن مجرى الوادي الذي أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي صعدت إلى الجدران عبر الخاصية الشعرية ورغم قيام الجهة المنفذة بضخ منسوب المياه المتجمعة لأكثر من مرة خلال التنفيذ إلا أنها لم تفطن لمعالجتها ما جعل من الصرح مكانا يغرق بالمياه عند كل موسم ماطر ما ألحق الضرر بالشبكة الكهربائية وأجهزة الإنارة معرضاً الصرح في أي لحظة إلى ماس كهربائي يمكن أن يؤدي إلى نشوب حريق واشتعال مقتنياته في ثوان فضلاً عن ملاحظة سوء كبير في تصميم وتنفيذ شبكة الصرف المطري ما يحتم بالمطلق البحث عن حلول مجدية للمشاكل المختلفة التي يعانيها المتحف التي على ما يبدو ستتجاوز تكلفتها الـ200 مليون ل.س على أقل تقدير في حال تمت معالجتها.
هذا وأشار رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أنه بناء على التقرير المبدئي تم تقدير احتياجات الموقع بدراسة جيوفيزيائية لطبقات التربة تحت الأرض ودراسة المياه الجوفية وإعطاء حلول مناسبة تبعد المياه عن أساسات المبنى وجدرانه ودراسة تصريف المبنى في السويات المختلفة وانشاء شبكات صرف جديدة وانشاء شبكة صرف جديدة تؤمن صرف مياه الأمطار بسرعة إضافة إلى دراسة العزل المنفذ للمبنى وحالته وان كان هناك حاجة لتنفيذ عزل لكامل أسقف المبنى وما يحتاجه من أعمال فك التباليط الحجرية وتنفيذ العزل وإعادة الرصف كما يحتاج المبنى إلى دراسة من الناحية الإنشائية والتأكد من سلامة كل العناصر الإنشائية ومقاومتها للأحمال إضافة إلى الدراسة المعمارية وصيانة وتجديد ما أتلفته المياه من الإكساءات والدراسة الكهربائية والميكانيكية وصيانة الشبكات والتجهيزات التي أتلفتها المياه هي الأخرى.
وأكد زين الدين اهتمام المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق بحل جميع مشاكل الصرح وذلك بتوجيهها كتابا إلى الدائرة في السويداء بناء على موافقة وزير الثقافة على المقترحات الواردة في التقرير المبدئي بالمشاهدات الأولية للصرح.