سورية

رداً على «الفدرالية».. «الوطني الكردي» رأى أن الحل في الالتزام بالقرارات الدولية.. و«ممثلية موسكو» رأت أنها تحمل بذور «حل الأزمة» … الجامعة العربية ترفض قيام «نظام الاتحاد الفدرالي» في سورية

| وكالات

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ خمس سنوات، أعلنت جامعة الدول العربية أخيراً حرصها على وحدة وسلامة الأرض السورية، وأنها ترفض قيام «نظام الاتحاد الفدرالي» الذي أعلنته «الإدارة الذاتية» مؤخراً في مناطق سيطرتها في شمال البلاد، في حين انتقد المجلس الوطني الكردي «تفرد حزب الاتحاد الديمقراطي» بالإعلان عن «الاتحاد الفدرالي»، معتبراً أن الحل «يتم عبر الالتزام بالقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار (2254). على حين زعم رئيس ممثلية أكراد سورية في موسكو، رضا عثمان، أن «إقامة نظام الفدرالية في سورية يحمل بذور حل الأزمة»، وأن «الحكومة المركزية لا تستطيع تحقيق ذلك».
وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، أمس، بحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، أن «الجامعة العربية ترفض مثل هذه الدعوات الانفصالية التي تمس وحدة سورية»، مضيفاً إن «جزءاً من الأكراد أنفسهم رفضوا مثل هذه الدعوات». وأشار ابن حلي إلى أن مبدأ الجامعة فيما يتعلق بالشأن السوري يقوم على أن وحدة سورية وسلامتها الإقليمية هو أحد ثوابتها، معرباً عن أمله في أن يوفق السوريون من خلال مفاوضاتهم الجارية في جنيف للخروج بحل سياسي يمكنهم من الخروج من أزمتهم التي طالت وينقذ سورية من تداعياتها. وشدد بن حلي على ضرورة أن يتوافق السوريون على ما سماها «المرحلة الانتقالية» والاستحقاقات الخاصة بها سواء ما يتعلق بالانتخابات أم بالدستور، موضحاً أنه «بعد إتمام هذه المرحلة واتفاق السوريين بمختلف مكوناتهم، فإن السوريين يرون وقتها ما يرونه من تنظيم لوضع سياسي هم أصحاب الحق الأصيل فيه»، وقال: إنه «رغم غياب مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة العربية ومجالسها، إلا أنه لا يزال موضوع احتلال إسرائيل للجولان العربي السوري هو بند دائم مطروح على أجندة مجلس الجامعة ويحظى بالاهتمام العربي مثل باقي الأراضي العربية المحتلة»، واعتبر أن الجامعة العربية ترى أن سورية هي دولة مهمة بالنسبة للنظام الإقليمي العربي الذي تمثله الجامعة.
وأشار ابن حلي إلى أن سورية الموحدة هي ركن أساسي بالنسبة للأمن والاستقرار في المنطقة، وترى الجامعة أن أي دعوات تمس وحدة سورية هي دعوات مرفوضة.
وأعلنت «الإدارة الذاتية» الخميس الماضي قيام «نظام الاتحاد الفدرالي» في مناطق سيطرتها في شمال البلاد، حيث سارعت دمشق والمعارضة إلى الرفض بقوة.
والمناطق المعنية بالإعلان (عفرين – عين العرب – الجزيرة)، إضافة إلى تلك التي سيطرت عليها «قوات سورية الديمقراطية»، وهو تحالف من فصائل كردية وعربية مقاتلة على رأسها «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي أنها لن تقبل بتفكيك سورية، وأنها لن تعترف بمنطقة موحدة تتمتع بحكم ذاتي للأكراد في سورية. وأعلن سبعون «فصيلاً» من التنظيمات المسلحة في سورية، في بيان لهم مؤخراً، رفضهم «القاطع» لـ«نظام الاتحاد الفدرالي» واعتبروه خطوة خطيرة تهدف إلى «تقسيم سورية».
وقالت تلك الفصائل في بيانها: «سنقاوم هذه الخطوة بكل ما أوتينا من قوة وبجميع الوسائل السياسية والعسكرية» وأن وحدة سورية «خط أمر».
من جانبه انتقد المجلس الوطني الكردي «تفرد حزب الاتحاد الديمقراطي» بالإعلان عن «الاتحاد الفدرالي»، من طرف واحد، معتبراً أن المشروع «بعيد عن الخصوصية القومية والجغرافية فيما سماها «كردستان» سورية»، ورأى أنه «سيلحق الضرر الأكبر بما سماه بـ«النضال القومي والوطني» ويبعد «الشعب الكردي عن تطلعاته القومية والوطنية المنشودة»، بحسب موقع «الحل السوري» الإلكتروني المعارض.
وناشدت الأمانة العامة للمجلس، في بيان، «جميع الأطراف، لتحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها حيال محنة السوريين، ومدى ما وصفته بـ«الظلم والحرمان» الذي لحق بالأكراد»!!، معتبرة أن الحل «يتم عبر الالتزام التام بالقرارات الدولية، وعلى رأسها قرار الأمم المتحدة (2254) والقاضي بحل الأزمة السورية سياسياَ وفق مخرجات جنيف1 والقرارات ذات الصلة». وأشار البيان إلى ما سماه «ضرورة رفع الغبن عن «الشعب الكردي» من خلال الإقرار الدستوري بحقوقه القومية في سورية، وإعادة بناء الدولة السورية وفق «الاتحاد الفدرالي»، بنظام برلماني ديمقراطي تعددي، يضمن حقوق المكونات القومية والدينية والمذهبية». مضيفاً: إن «المجلس، باعتباره جزءاً من المعارضة الوطنية، فقد أكد ضرورة فدرالية الدولة السورية، وأبدى تحفظه على الوثيقة المبرمة مع «الائتلاف» المعارض، حيال موضوع المركزية الإدارية، والتّمسكْ بحق الدفاع عن مبدأ «الدولة الفدرالية»، والسعي لأجل تحقيقها في المحافل الأممية والوطنية»، بحسب تعبيره. وأضاف المجلس: إنه «يجب إعادة بناء الدولة وفق النظام الاتحادي الفدرالي بما يضمن حقوق جميع المكونات، واعتبار الكرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في مجال حل قضيتهم القومية»، وفق ما ذكر.
بدوره قال رئيس ممثلية أكراد سورية في موسكو، رضا عثمان، خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، تحت عنوان «أول أيام الفدرالية الكردية في سورية: الواقع والآفاق: إن «إقامة نظام الفدرالية في سورية يحمل بذور حل الأزمة، مدعياً أن «الحكومة المركزية لا تستطيع تحقيق ذلك، وإن المفاوضين في جنيف يسعون إلى السلطة فقط ولا يحملون شيئاً يفضي إلى حل الأزمة»، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
في الأثناء دعا «تيار الغد» المعارض في بيان له، أمس، كل القوى الوطنية إلى إسقاط ما سماه «نظام الاستبداد»، وبناء النظام التعددي الديمقراطي على أن يتم بعدها اختيار شكل الحكم والدولة الذي تتفق عليه كل القوى الوطنية السورية ويلبي جميع حقوقها»، بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري.
وأضاف في بيانه: إن «التيار يؤمن بحقوق كل مكونات المجتمع السوري وأولها حقوقه السياسية والقومية والثقافية على أساس المساواة في الحقوق والواجبات ضمن دولة اللامركزية الإدارية الموسعة التي تعطي المحافظات والمناطق والنواحي وأي وحدات إدارية الحق الكامل في إدارة شؤونها المدنية والدينية والتعليمية والإدارية، وغيرها مما تنص عليه أرقى مواثيق حقوق الإنسان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن