عربي ودولي

أثينا حذرت بروكسل وواشنطن كانت تراقب المهاجمين قبل تفجيرات باريس والسلطات البلجيكية تلغي مسيرة «ضد الخوف»

حذر مدير مكتب مكافحة الإرهاب في النمسا بيتر غريدلنغ من وقوع هجمات إرهابية على الأراضي النمساوية، مشيراً إلى أن النمسا ليست محصنة ضد الإرهاب.
وأكد غريدلنغ في تصريح نقلته صحيفة الكرونة تسايتونغ النمساوية أمس أن الخطر الأكبر هو عودة الإرهابيين من سورية والتي تعتبر تحدياً لأجهزة الأمن النمساوية والأوروبية، موضحاً أنه لا يوجد مكان آمن اليوم في أوروبا بعيد عن تهديدات الإرهابيين.
وشدد على ضرورة التنسيق بين شبكات الاستخبارات الأوروبية وتبادل المعلومات لحماية مصالح الأمن الوطني، مشيراً إلى صعوبة إنجاز تلك المهمة وخاصة حماية سرية المعلومات وعدم وصولها إلى جهات مشبوهة. كما أكد غريدلنغ ضرورة التعامل مع المعطيات الجديدة بكامل الجدية والحذر، مبيناً في هذا السياق أن مكتب مكافحة الإرهاب ما زال يحقق بمعلومات استخباراتية تظهر ارتباطاً وثيقاً بين إرهابيي باريس وبروكسل مع موقوفين من أنصار تنظيم «داعش» الإرهابي في السجون النمساوية والذين تسللوا إلى النمسا كطالبي لجوء أحدهم باكستاني والآخر مغربي.
وفي سياق متصل تعهد مرشح الرئاسة النمساوية عن حزب الأحرار اليميني المعارض نوربرت هوفر بالسعي في حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية النمساوية في نيسان القادم إلى العمل لسن قانون جديد يقضي بالحكم على مقاتلي أو أنصار تنظيم «داعش» الإرهابي في النمسا بالسجن لمدة عشر سنوات.
وشدد هوفر على ضرورة سحب الجنسية النمساوية من الذين التحقوا بصفوف تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وكانت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر طالبت الاتحاد الأوروبي السبت بمراقبة حدوده وتوقيف كل إرهابي عائد من سورية أو العراق بمن فيهم مواطنو الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن هناك أكثر من خمسة آلاف إرهابي غادروا أوروبا للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق وبالتالي يجب توقيفهم فوراً لدى عودتهم إلى النمسا أو أوروبا.
وفي السياق ذاته كانت تقارير إعلامية في اليونان قد كشفت السبت أن الشرطة اليونانية كانت قد اكتشفت عام 2015 خططاً تشير إلى هجوم إرهابي محتمل على مطار العاصمة البلجيكية بروكسل، وهو ما وقع الثلاثاء الماضي.
وقالت محطة «سكاي» اليونانية الإخبارية السبت استناداً إلى مصادرها في الشرطة اليونانية أن السلطات في أثينا أبلغت السلطات البلجيكية آنذاك بالمخطط الذي عثرت عليه، ومن بين ذلك خريطة لمطار بروكسل.
ووفقاً لتقرير المحطة، فإن المخططات قد تم اكتشافها في مسكنين لعبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس التي وقعت في تشرين الثاني الماضي، هذا ولم يصدر حتى إعداد هذا الخبر، بيان رسمي من الشرطة اليونانية حول ما أوردته القناة في تقريرها.
ومن جهتها نقلت شبكة «CNN» الأميركية عن مسؤول أميركي قوله، الجمعة، إن المواطن البلجيكي إبراهيم البكراوي، الذي قالت السلطات البلجيكية إنه فجر نفسه في مطار بروكسل، كان على لائحة المراقبة الأميركية لمكافحة الإرهاب «قبل اعتداءات باريس» في 13 تشرين الثاني.
وأضافت «CNN»: إن شقيق إبراهيم البكراوي، خالد، الذي قالت السلطات البلجيكية إنه فجر نفسه في محطة مترو مالبيك في العاصمة البلجيكية، أضيف إلى تلك القوائم «بعيد» اعتداءات باريس.
هذا وذكرت وكالة «رويترز» من قبل أن الأخوين البكراوي كانا معروفين للسلطات الأميركية قبل اعتقال صلاح عبد السلام في 18 الجاري، وهو فرنسي يقول الكثيرون إنه العقل المدبر لهجمات باريس.
وكان المدعون الأمنيون في بلجيكا قد قالوا إن إبراهيم البكراوي هو أحد الانتحاريين الاثنين اللذين هاجما مطار بروكسل الثلاثاء، في حين نفذ شقيقه خالد البكراوي تفجيراً انتحارياً في محطة مترو مالبيك ببروكسل قرب مقر الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق متصل اعتقلت السلطات الإيطالية الجزائري جمال الدين عوالي في منطقة ساليرنو في جنوب البلاد بناء على طلب القضاء البلجيكي في إطار التحقيق في وثائق مزورة استخدمها الانتحاريون في باريس وبروكسل. يأتي ذلك في وقت وجهت فيه السلطات البلجيكية اتهامات بالإرهاب لرجل يدعى فيصل شفو يعتقد أنه كان مع منفذي التفجيريْن في مطار بروكسل، كما وجّه الإدعاء اتهامات لرجلين هما أبو بكر ورباح بممارسة أنشطة إرهابية وبالانتماء لجماعة إرهابية.
في غضون ذلك، ألغى منظمو مسيرة «ضد الخوف» تظاهرتهم التي كانت من المقرر أن تنطلق أمس في مدينة بروكسل رداً على الاعتداءات الإرهابية التي ضربت المدينة.
وجاء إلغاء المسيرة استجابة لطلب السلطات البلجيكية نظراً لبقاء مستوى التهديد في بروكسل مرتفعاً، وبدورهم قال منظمو المسيرة في بيان إن أمن المواطنين هو الأولوية المطلقة مشيرين إلى أنهم يؤيدون اقتراح السلطات في تأجيل المسيرة إلى موعد لاحق.
وكانت العاصمة البلجيكية بروكسل شهدت ثلاث هجمات إرهابية انتحارية الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
(روسيا اليوم– سانا- الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن