سورية

السفير الهندي عرض عليها الاستفادة من البنية التحتية في بلاده بمرحلة إعادة الإعمار … المقداد: سورية «مرتاحة» للجولة الثانية من محادثات جنيف

أعرب نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد عن «ارتياح» سورية لما تمخضت عنه الجولة الثانية من محادثات جنيف 3، على حين أكد السفير الهندي لدى دمشق مان موهان بانوت أنه «يمكن لسورية الاستفادة في مرحلة إعادة الإعمار من البنية التحتية المتوفرة في الهند للمشاريع والصناعات المتوسطة والصغيرة».
وأقامت السفارة الهندية بدمشق الخميس الماضي حفل استقبال بمناسبة ذكرى إطلاق برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي «أيتك» وذلك في فندق داماروز، حضره إضافة إلى المقداد وزراء الاتصالات والتقانة محمد غازي الجلالي والكهرباء عماد خميس والصناعة كمال الدين طعمة والتعليم العالي محمد عامر المارديني وحشد من المدعوين.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش الحفل، قال المقداد رداً على سؤال حول تقييم سورية للجولة الثانية من محادثات جنيف التي انتهت الخميس: «لقد أعربت سورية أنها كانت مرتاحة للجولة الثانية، حيث طرحنا بشكل أساسي ورقة تتعلق بالمبادئ الأساسية لإنهاء الأزمة في سورية. طبعا هذه الورقة تم إرسالها للأطراف الأخرى. المعارضات، من خلال المنسق ستيفان دي ميستورا».
وأكد المقداد «نحن كنا جادين خلال هذه الجولة لإحداث تقدم في عملية المباحثات بيننا من أجل وضع حد للأزمة السورية ولوضع حد للتدخل الخارجي والإرهاب المدعوم من الدول الأخرى». وأشار إلى أنه «لم تقدم أجوبة على هذه الورقة السورية، لكننا ننتظر أن تقدم الأجوبة خلال المرحلة القادمة». ولفت المقداد إلى أنه وفيما يتعلق بالورقة التي قدمها دي ميستورا لنا فإننا «سنقوم بدراستها والتعليق عليها لكي نعطي الأجوبة خلال الجولة المقبلة» التي من المقرر أن تنطلق ما بين 10 و14 نيسان المقبل.
وحول ما تحدثت عنه تقارير صحفية بأن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة إلى موسكو ومباحثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف تهدف إلى الضغط على دمشق قال المقداد: «أنا أعتقد أنه قد يخطر في ذهنه مثل هذا الشيء، لكنني أثق أن الأصدقاء الروس لا يخضعون للضغوط فهم أكثر من يعرف الأوضاع في سورية وهم يقفون إلى جانب الحق والعدالة، كما أنهم يقفون بشكل أساسي ضد الإرهاب».
وأضاف: «فإذا جاء السيد كيري كي يؤكد أنه سيقوم بشكل جدي بالضغط على حلفائه في السعودية وتركيا وقطر لإنهاء خطر الإرهاب على سورية وعلى الدول الأخرى اعتقد أنه سيجد كل تجاوب من قبل الأصدقاء في موسكو، لكن إذا أتى فقط للضغط عليهم للضغط على سورية فأعتقد أن هذه المحاولات قد فشلت منذ وقت طويل».
وفيما يتعلق بالاتهامات التي وجهها وفد «معارضة الرياض» للوفد الحكومي الرسمي بالتهرب من الدخول في تفاصيل الحل والتركيز على الشكل، قال المقداد « لقد شرحنا ذلك بشكل كبير، والوفد الجدي الوحيد الذي ذهب إلى جنيف هذه المرة، وقدم أفكاراً محددة هو الوفد السوري»، مضيفاً «لم تجرؤ ما تسمى بالمعارضات وخاصة معارضة الرياض على حتى تقديم جملة من الأفكار للمبعوث الخاص. لذلك أنا أؤكد أن من يدعم الإرهاب من وفد الرياض الذي يضم إرهابيين بين صفوفه وأكثر هؤلاء أيضاً يخضعون لأجندات خارجية ولتعليمات تلك الدول هم الذين لم يأتوا بشيء إلى جنيف، وإنما أتوا من أجل تحقيق بعض الأوهام والأحلام التي لم تجد طريقاً للتنفيذ إطلاقاً».
وبرنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي «أيتك» الذي أطلقته الحكومة الهندية في 15 أيلول عام 1964 هو تعاون وشراكة للفائدة المتبادلة بين الهند والدول الشريكة كما أنه مشاركة لإنجازات الهند في مجالات التنمية التقنية والبشرية مع الدول النامية الشريكة ويخدم أكثر من 40 ألف متدرب من 161 دولة.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الحفل قال السفير الهندي الذي وصل إلى دمشق قبل نحو أربعة أشهر إن «هذا الاحتفال هو بمناسبة ذكرى إطلاق التعاون الفني والاقتصادي الهندي «أيتك» وهو يقام كل عام ويعبر عن رغبة الهند في مشاركة انجازاتها الاقتصادية والبشرية مع الدول النامية».
وأوضح مان موهان بانوت أن «هناك مجالات كثيرة للتعاون بين سورية والهند وهذا الأمر يعتمد على ما تحتاجه سورية وما يطلبه الشعب السوري فالمجالات كثيرة ومتعددة»، مشيراً إلى أنه هناك أيضاً القطاع الخاص في الهند وأيضاً التعاون مع المجلس الهندي للعلاقات الاقتصادية الذي يقدم منحاً دراسية للطلاب السوريين، إضافة إلى مجالات أخرى. «أما بالنسبة القطاع الخاص فهذا يعود إلى ما يطلبه القطاع الخاص أو ما يطلبه المجتمع السوري من القطاع الهندي الخاص». ورداً على سؤال حول ما يمكن أن تقدمه الهند للشعب السوري في ظل الحصار الخانق المفروض عليه، قال السفير الهندي: «نظراً إلى الظروف السائدة والأزمة التي تمر بها سورية والضرر الذي لحق بالقطاع الصناعي والدمار الذي لحق به نتيجة هذه الظروف. يمكن لسورية الاستفادة في مرحلة إعادة الإعمار من البنية التحتية المتوفرة في الهند للمشاريع والصناعات المتوسطة والصغيرة إذا أرادت سورية ذلك والحصول على نوعية عالية وبكلفة مقبولة».
ولفت السفير الهندي أن بلاده «قدمت خطوطاً ائتمانية لسورية وهناك خطان قيد التنفيذ ونحن الآن ننظر إلى أن يتم انجاز هذين المشروعين وهما مشروع شركة بهارات لمحطة تشرين الحرارية ومشروع شركة أبولو الدولية في معمل حديد حماة»، مضيفاً: حالما «يتم انجاز هذه المشاريع يمكننا النظر بالأمر (تنفيذ مشاريع أخرى)».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن