رياضة

حتى الملك!

| مالك حمود 

هكذا هي كرة القدم مستديرة وخالية من الزوايا وكل شيء فيها مكشوف ومرئي، ولكن هل الكل مستعد لرؤية المشهد بعين الواقع والتعاطي معه بعين المنطق والصواب؟ ما حدث مع منتخبنا في عمان يعيدني بالذاكرة إلى الثمانينيات من تاريخ الكرة السورية، وجيل تلك الأيام لم ولن ينسى النقطة الأكثر إضاءة في تاريخ كرتنا بفوزها بذهبية المتوسط 1987 التي جرت مباراتها النهائية في اللاذقية وقبل المباراة النهائية بساعات وخلالها وجمهور اللاذقية يهتف (عبودة – عبودة) ويقصد بذلك تذكير إدارة المنتخب والقائمين على كرتنا بضرورة وجود (عبودة) في صفوف منتخب الوطن، وهذه الرسالة التي أراد عشاق الملك آنذاك تأكيدها للمعنيين فيما لو أرادوا للمنتخب النجاح والانتصار، وبالمقابل فالقائمون على المنتخب آثروا التمسك بقرارهم من باب (النظام نظام) ومن لا ينصاع لنظام المنتخب في معسكره التحضيري فلن يكون له مكان في صفوفه مهما ارتفع مستواه الفني وارتقت نجوميته.
المنتخب خاض يومها البطولة ومن دون (الملك) فاز وتوج بذهبية المتوسط. وحينها كانت النجومية الكروية في كرتنا مطلوبة وبشدة حيث لم يكن لدينا محترفون خارج البلد، والاعتماد على المحليين والجود من الموجود، ومع ذلك فقد تمت التضحية باسم كبير وكبير جدا في عالم الكرة السورية لتأكيد الحالة الانضباطية ودعمها حتى لو كان الثمن المغامرة بالنتائج!
واليوم يواجه منتخبنا حالة قريبة في الخلل الانضباطي مع فارق التفاصيل والشطط، فالملك آنذاك عوقب لتأخره في الالتحاق بالمنتخب وأرادوها درسا له ولغيره, أما اليوم فالشطط يظهر من أربعة لاعبين محترفين، مع التشديد على كلمة (محترفين) على اعتبار أن المحترف يجب أن يعرف ما له وما عليه، وأن يكون الأكثر التزاما بالأنظمة والضوابط التي تحقق حالة التكامل، فكيف للاعب دولي محترف أن يسهر خارج الفندق حتى وقت متأخر من الليل؟
ولماذا يسمح له بالأساس مغادرة الفندق في هذه الأيام الحساسة بحياة المنتخب والمطلوب فيها محصور بثلاثة أشياء أساسية (التدريب – التركيز – الراحة)؟!
الخطأ خطأ، ومن يغض النظر عن خطيئة ارتكبت بقصد وتجاهل للحالة الانضباطية للمنتخب فعليه أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته ومستعدا لمواجهة العواقب.
والأهم أن يكون منتخبنا والمعنيون فيه جاهزين لحماية قرارهم ودعمه حتى لو خسرنا مباراة اليابان، فخسارة مباراة أهون من خسارة حالة انضباطية، ونأسف على محترفين كهؤلاء، ولا أقصد الكل ولكن من احترف ومازال يجهل أو يتجاهل أساسيات احترافه الذي يعيش من مردوده.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن