رياضة

الهولندي الطائر

| خالد عرنوس

قبل أيام افتقد جمهور كرة القدم العالمية أحد النجوم التاريخيين للعبة الشعبية الأولى فقد غيب الموت يوهان كرويف أحد عمالقة اللعبة الذين لا يمكن أن يغفلهم التاريخ عندما يتحدث عن العباقرة كبيليه ومارادونا وبيكنباور وسواهم.
وقلما تحدث الخبراء أو وسائل الإعلام عن أفضل فريق في تاريخ الكرة دون المرور على اسم الهولندي الطائر الذي أضاف إلى اللعبة بعض الفنون وهنا مربط الفرس، فعلى الرغم من أن كرويف لم يتوج بكأس العالم بل لم يشارك سوى في نسخة عام 1974 إلا أن مافعله يومذاك خلال 7 مباريات لم يكن أمراً عادياً بالتأكيد.
فقد أسهم يوهان الشاب يومها بالتقديم الرسمي لما بات يعرف بالكرة الشاملة مع رفاقه بالمنتخب الهولندي الذي أمتع العالم ويكفيه يومها أنه هزم عمالقة أميركا الجنوبية (الأورغواي والأرجنتين والبرازيل) بنتائج نظيفة قبل أن يخسر النهائي أمام أصحاب الأرض الألمان (الغربيين) بفضل ركلة جزاء غير صحيحة بعدما عاندته الكرة ليستحق يومها لقب زعيم عصابة الكرة الجميلة.
لقد قدم كرويف ورفاقه تحت قيادة المدرب ميتشالز تحفة فنية لم ينقص قيمتها الجمالية عدم التتويج فقد احتفظ العالم أجمع بكل لحظة ممتعة قدمها نيسكنز وكرول وفان هانغيم ورينسنبرينك وريب وسواهم ومازال يستمتع بإعادة تلك الفواصل الرائعة من الفن الكروي النبيل.
قد يقول قائل: إن كرويف لا يستحق كل هذه الهالة وخاصة إذا ما عرفنا أنه لم يفز بكأس أوروبا ولم يتوج باللقب الأوروبي مع برشلونة حيث اكتفى بلقبين محليين، وكما أسلفنا لم يفز بكأس العالم، لكن هذا الرأي لا يعتد به بالتأكيد فقد خلد يوهان اسمه بأحرف من ذهب عندما أصبح أول لاعب يتوج بالكرة الذهبية ثلاث مرات والأهم أنه قدم إضافة ما في عالم المدورة لاعباً بإبداعات الكرة الشاملة قبل أن يقدم بذور (التيكي تاكا) التي يبهر من خلالها البرشا العالم هذه الأيام عندما قاده مدرباً مطلع تسعينيات القرن الماضي ويومها قدم فريقاً عرف بـدريم تيم.
لقد كانت أفكار الهولندي الطائر ومنطقه الكروي محاولة إعادة اللعبة إلى الزمن الجميل ومات وهو يحاول الدفاع عن جمالية اللعبة دون النظر إلى النتائج، وعندما نعرف أنه أول من صعد بالبرشا إلى منصة التتويج في البطولة الأوروبية الأعرق (دوري أبطال أوروبا) ندرك لماذا يعتبره جمهور البلوغرانا ملهماً فذاً ورمزاً لا يمكن محوه بسهولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن