عربي ودولي

واشنطن «تتجاهل» أردوغان والأتراك «يسخرون» … أميركا تصدر أوامر لأسر عسكرييها ودبلوماسييها بضرورة مغادرة جنوب شرق تركيا

أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان أمس أنهما أصدرتا أوامر لأسر عسكريين ودبلوماسيين بضرورة مغادرة جنوب شرق تركيا وأوصتا بتفادي السفر إلى هذه المنطقة بسبب التهديد الإرهابي.
يأتي ذلك على حين أثار الاستقبال الباهت الذي قوبل به رئيس النظام التركي في واشنطن الثلاثاء موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا حيث خلا من أي حضور رسمي أميركي سواء من وزارة الخارجية أو البيت الأبيض.
وشهدت تركيا في الآونة الأخيرة عدة تفجيرات انتحارية كان آخرها تفجيراً في شارع الاستقلال وسط مدينة اسطنبول في التاسع عشر من الشهر الجاري أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 36 آخرين بجروح.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن وزارة الخارجية الأميركية قولها في بيان: إن «الوزارة تحذر الرعايا الأميركيين من تهديدات إرهابية متزايدة في تركيا وتطلب تجنب السفر إلى جنوب شرق تركيا»، مشيرة إلى أن السياح الأجانب والأميركيين استهدفوا عمداً من منظمات إرهابية دولية ومحلية.
كما طلبت الخارجية أيضاً من أسر دبلوماسيين معتمدين في قنصلية أضنة في جنوب شرق البلاد وأسر الموظفين الأميركيين المعتمدين في محافظتي أزمير وموغلا مغادرة المنطقة.
بدورها طلبت وزارة الدفاع من أسر العسكريين الموجودين في أضنة وأزمير وموغلا مغادرة هذه المناطق.
وقال الجنرال فيليب بريدلوف قائد القوات الأميركية في أوروبا في بيان «نعلم أن الأمر صعب بالنسبة لأسرنا لكن علينا أن نتأكد من سلامتهم».
وحسب الجيش الأميركي صدرت أوامر المغادرة لـ670 شخصاً من أصل 770 من أقارب عسكريين أميركيين منتشرين حالياً في تركيا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه ليس هناك أي تهديد محدد بوقوع هجوم.
وفي واشنطن أكد المتحدث باسم الخارجية جون كيربي أن هذا القرار اتخذ بمعزل عن القمة حول الأمن النووي التي ستعقد في واشنطن نهاية هذا الأسبوع، مضيفاً إنه ليست هناك أي علاقة بين توصية تجنب السفر والمسائل السياسية وأن دوافع إصدار التوصية تتعلق حصراً بالتهديد الأمني وسلامة الأميركيين في جنوب شرق تركيا سواء أكانوا موظفين أم لا.
وكانت واشنطن أكدت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يلتقي رئيس نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب أردوغان خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع حول الأمن النووي ما يعكس توتراً ما في العلاقة بين الجانبين وتقليلاً بأهمية الزائر.
وفي سياق متصل تناقلت المواقع التركية صورة تظهر أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلوا وزوجة الأخير وثلة من حرس الشرف الأميركي الذي استقبل أردوغان لدى وصوله إلى مطار واشنطن العسكري.
وعلق المواطنون الأتراك في «تويتر» و«الفيس بوك» على هذه الصورة وقالوا «استقبال يليق بزعيم عالمي»، في حين قال آخرون «أردوغان سيلقن أميركا الدرس الذي تستحقه لهذا الاستقبال»، وكان آخرون أكثر جدية عندما قالوا «كان على أردوغان أن يعود فوراً عندما رأى هذا الاستقبال».
وحتى وكالات الأنباء الموالية لأردوغان دخلت في حالة من الالتباس في تغطية الحدث واضطرت إلى تعديل خبرها الذي بثته في الصباح الباكر وقالت فيه: «إن أردوغان التقى في جلسة مغلقة مع شخصيات مهمة ومنها المستشار الشخصي لأوباما» لتأتي فيما بعد وتقول: إن «المستشار كان مستشاراً سابقاً».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف أردوغان في حديثه الأخير لمجلة «ذا أتلانتيك» بأنه «فاشل وديكتاتور».
وفي سياق آخر أمرت محكمة تركية في دوزجه بإخلاء سبيل الشخصين اللذين اعتديا بالضرب على رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في دوزجه زكريا توزان يوم السبت الماضي.
وذكرت صحيفة «أي بي سي» التركية أن ثلاثة أشخاص وهم أعضاء في جمعية أحفاد العثمانية للتعاون والتضامن تهجموا على رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في مدينة دوزجه وقاموا بضربه وتصوير لحظة تعرضه للضرب ونشر التسجيل المصور على مواقع التواصل الاجتماعي مدعين أنه «خائن للوطن» وهي التهمة التي تدأب سلطات نظام أردوغان على إلصاقها بمعارضي سياستها لتبرير سجنهم والتضييق عليهم.
وكانت الشرطة التركية أوقفت المعتدين الثلاثة عقب الحادث وأمرت المحكمة باعتقالهم في حين قررت محكمة الصلح والجزاء الإفراج عن اثنين منهم.
(سانا – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن