شؤون محلية

الشراء بالحبة في القنيطرة … أوضاع معيشية صعبة والسلة الغذائية تسد رمق العوائل الفقيرة

| القنيطرة – خالد خالد

في آخر دراسة (غير رسمية) أظهرت أن الأسرة السورية تحتاج إلى نحو 142 ألف ليرة سورية شهرياً لتؤمن احتياجاتها المعيشية، وبعيداً عن تلك الدراسة نجد أن أبناء محافظة القنيطرة (طفح بهم الغلاء) الذي اعتبره كثير منهم أن مسوغات التجار والباعة بارتفاع أجور النقل وما يترتب على ذلك من زيادة بأسعار المواد الغذائية، وخاصة إذا ما علمنا أن القنيطرة مستهلكة وغير منتجة في ظل الظروف الراهنة وخروج مناطق كثيرة من خريطة الإنتاج وخاصة في القطاع الجنوبي الذي يعاني صعوبة في تصريف منتجاته لوقوعه تحت سيطرة العصابات المسلحة.
يقول أحد الباعة: إنه يخسر جراء نقل الخضر والفواكه والمواد الغذائية المختلفة من سوق الهال بدمشق إلى أرض المحافظة لعدم وجود سوق هال بالقنيطرة، وهذا يرتب مصاريف إضافية، والحقيقة أن أسعار القنيطرة قبل الأزمة كانت تنافس المناطق ذات النجوم الخمسة فكيف اليوم وفي ظل الأزمة الراهنة؟
ولن نستعرض القائمة الطويلة لأسعار المواد بالقنيطرة ولكن سنكتفي بذكر بعضها وعلى سبيل المثال وذلك لمواد يوم الخميس 31 آذار فالفول الأخضر وهذا وقته 200 ليرة، والبندورة 225 والبطاطا 225 والليمون 400 والبصل 290 والباذنجان والكوسا 300 والفليفلة 900، وأي جرزة حشائش 25 ليرة، أما سعر السكر فـ325 ليرة والرز (الشعلان) 475 وزيت القلي 435 واللبن 165 رغم أن المادة منتجة محلياً واللبنة الطرية 650 والجبنة 900 والحقيقة أن أسعار المواد لا تشجع على الاستمرار بذكرها.
ولا نبالغ إن جزمنا أن هناك عوائل أصبحت تشتري خضرها (بالحبة) وربما هناك كثير من العوائل عزفت عن شراء الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء وحتى البيض صار من المنسيات، وهنا نتساءل عن غياب القطاع العام ونقصد عدم افتتاح صالات للخزن والتسويق رغم الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق والتي يفترض حضورها وخاصة في الظروف الراهنة.
أم حسين (ربة منزل) تقول: لولا السلة الغذائية الموزعة من الهلال الأحمر لكانت أغلبية العوائل بالقنيطرة تعاني الويلات ففواتير الكهرباء حارقة والهاتف ارتفعت رسومه وكذلك المياه والإيجارات أرهقت المهجرين، مؤكدة الغلاء الفاحش لأسعار المواد، لافتة إلى أننا بالسابق كنا نقول: «نأكل بصلة وخبزة بس نكون مرتاحين» واليوم سعر البصل صار أغلى من الموز ولم نعد قادرين على شرائه!
مدير التجارة الداخلية بالقنيطرة المهندس علي زيتون أشار إلى أن المحافظة مستهلكة وغير منتجة والمواد أغلبيتها تستجر من سوق الهال بدمشق ما يرتب أعباء مالية إضافية على سعر المواد، والمديرية تضع نشرة أسعار بعد الاستئناس بنشرتي أسعار دمشق وريفها وبحيث تكون موحدة، لافتاً إلى التدخل الإيجابي لصالات الاستهلاكية وخاصة في المواد المقننة والتموينية والسعي الحثيث والجاد من المعنيين إلى إحداث صالتين للخزن، منوهاً بتوجيهات المحافظ للهلال الأحمر والجمعيات الخيرية بتوزيع الإعانات ومنها السلل الغذائية على جميع المقيمين على أرض المحافظة لتخفيف الأعباء المادية على تلك الأسر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن