سورية

أكدت أنها متوافقة مع طهران ومختلفة «جذرياً» مع أنقرة حول سورية…موسكو تحذِّر من بروز ملامح «المواجهة المذهبية الشاملة» في الشرق الأوسط

أعلنت روسيا توافقها مع إيران على موقف موحد من الوضع في سورية، وخلافها الجذري مع تركيا حول سورية، وأشادت بطرد حزب اللـه للإرهابيين من السلسلة الشرقية لجبال لبنان، كما حذرت من بروز ملامح «المواجهة الشاملة» المذهبية في الشرق الأوسط، ودعت كلاً من منظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتجاوز الخلافات.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رؤية بلاده للتطورات في المنطقة بعد التدخل السعودي في اليمن، تحت عنواني «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل». وقال إن روسيا ترى أن «التطورات في اليمن التي خرجت عن نطاق الصدامات بين الأطراف المتنازعة، وتحولت إلى نزاع عسكري واسع النطاق، وكذلك ردود أفعال دول المنطقة، تؤكد أن ملامح المواجهة الشاملة بين أتباع المذهبين السني والشيعي في الشرق الأوسط بدأت تظهر بوضوح».
وحذر لافروف في رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الـ42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الكويت، من أن «إضفاء طابع طائفي على الخلافات الجيوسياسية سيؤدي إلى تصعيد حدة الأزمات وإطالة أمدها في المنطقة»، وفي هذا السياق، دعا إلى بذل جهود مكثفة من أجل الحيلولة دون تعميق الخلافات بين السنة والشيعة، وذلك بموازاة مواصلة الجهود الرامية إلى تسوية النزاعات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقية بالوسائل السلمية.
وأعرب عن أسفه لتنامي النزعات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط برمته. وقال: «تحولت الأزمات في ليبيا وسورية والعراق واليمن إلى نزاعات طويلة الأمد بين الأشقاء ينجر إليها عدد متزايد من دول المنطقة». وتابع: تلك النزاعات أدت إلى مقتل مئات الآلاف، وتسببت بمعاناة الملايين، كما أنها أسفرت عن انهيار الاقتصادات الوطنية وتدمير مؤسسات الدولة.
واعتبر رئيس الدبلوماسية الروسية، أن كل هذه التطورات تصب في مصلحة المتطرفين والإرهابيين الذين تتسع دائرة طموحاتهم. وأردف قائلاً: «إنهم يقيمون تحالفات فيما بينهم ويسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي وينتحلون دور المتحكمين بمصائر البشر في العالم الإسلامي». وتابع أن التنظيمات الإرهابية الناشطة في العراق وسورية وعدد من الدول الإفريقية، «ترتكب جرائم بشعة، بما في ذلك عمليات إبادة جماعية وملاحقة بحق معتنقي الديانات الأخرى، بمن فيهم المسيحيون».
وأعرب لافروف عن أمله في أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي، التي أنشئت من أجل تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة الثقة والتفاهم بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية، اعتماداً على المساعدة من الشخصيات الدينية البارزة والعلماء والقوى الاجتماعية.
وأضاف: «إننا مستعدون لدعم مثل هذه الجهود بشتى الوسائل، وذلك من أجل تعزيز علاقات الصداقة التقليدية والتعاون المتعدد الجوانب بين روسيا والدول الإسلامية، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار والرفاهية لشعوب بلداننا».
في بيروت، أعرب السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين من جديد عن قلق بلاده مما يحصل بالمنطقة لجهة تمدد التنظيمات الإرهابية التكفيرية، معتبراً أن روسيا كانت أول المتصدين لهذه التنظيمات منذ عقود.
وأشار زاسبكين خلال لقائه الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود إلى توافق روسيا وإيران على موقف موحد من الوضع في سورية وحرصهما على الثوابت المشتركة الأخلاقية والمبدئية في مواجهة الإرهاب.
ورداً على سؤال حول دور النظام التركي في دعم الإرهابيين في سورية والموقف الروسي منه أعلن زاسبكين أن الخلاف جذري مع تركيا حول الوضع في سورية وأن العلاقة مع أنقرة اقتصادية فقط.
ونوه الدبلوماسي الروسي بدور الجيش اللبناني في التصدي للإرهاب وبقيام المقاومة اللبنانية بطرد الإرهابيين من السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
(سبوتنيك – روسيا اليوم – سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن