سورية

زاخاروفا: نجاحات الجيش السوري تهيئ الظروف أمام التقدم إلى الرقة ودير الزور … مواقف أميركية متضاربة حيال طريقة إنهاء الحرب .. وموسكو تلاحظ اقتراب دول العالم من موقفها..

| وكالات

مع اقتراب موعد الجولة الثالثة لمحادثات السورية السورية في جنيف، لاحظت روسيا بروز اقتراب دول العالم من موقفها حيال مسألة تغيير النظام في سورية وتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، مرحبةً بما أعلنته واشنطن من أن العملية السياسية، هي التي ستعكس رغبة وإدارة الشعب السوري، وأن السوريين هم من يحق لهم تقرير مصير رئيسهم.
ولم تمض ساعات على هذا الموقف الأميركي اللافت حتى خرج رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري ليعلن أن الجولة المقبلة ستختبر ما إذا كان الرئيس الأسد يمكنه التفاوض بنية حسنة أم لا، معيداً التشديد على أنه لا يمكن إعادة السلام إلى سورية وإنهاء أزمتها «ما لم يرحل» الرئيس الأسد، داعياً موسكو وطهران إلى فهم ذلك. وفي التفاصيل، فقد رحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بتصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أعلن فيها أن واشنطن وموسكو متفقتان بالأساس على أن «العملية السياسية التي تعكس رغبة وإرادة الشعب السوري هي التي يجب أن تحدد مستقبل سورية».
وأشار تونر، حسب موقع «روسيا اليوم»، إلى اتفاق بلاده مع روسيا على أن مصير الرئيس الأسد، يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، مبيناً أن الجانبين متفقان على «أن الهدف من المفاوضات هو تهيئة الظروف الملائمة للانتقال السياسي للسلطة».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن زاخاروفا، أن تغييراً طرأ على مواقف دول العالم وموقف المجتمع الدولي من الرئيس الأسد، لجهة الاقتراب من موقف روسيا. وأوضحت أن المجتمع الدولي كان يركز على «تغيير النظام» في سورية، ولكنه قرر تغيير موقفه بعدما تفشى الإرهاب في المنطقة، وبات يركز على مكافحة الإرهاب وبدء عملية السلام في سورية وليس مستقبل الرئيس الأسد. وعن موقف روسيا، قالت زاخاروفا إنه لا يتغير، مشيرة إلى «أننا نقول إن مصير رئيس الجمهورية السورية يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم».
وسبق للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن أكد أول من أمس أن مصير الرئيس الأسد ينبغي أن يقرره الشعب السوري، ويجب تهيئة الظروف الملائمة لهذا القرار.
من جهة أخرى، أشارت زاخاروفا إلى أن اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية قائم بشكل عام حيث توصلت الحكومة والمعارضة في العديد من المناطق إلى اتفاقات، واعتبرت أن ذلك ينعكس إيجابياً على الوضع الأمني في سورية وتخفيض مستوى العنف وإيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وأكدت أن النجاحات الأخيرة للجيش السوري على الأرض تهيئ الظروف للتقدم نحو مدينة الرقة وكذلك محافظة دير الزور.
وبعيد تصريحات تونر صدرت تصريحات مناقضة لكيري. وقال الوزير الأميركي خلال مقابلة مع قناة «بلومبرغ» الأميركية في نيويورك، «الأساس الآن هو مدى قدرة (الرئيس) الأسد على التفاوض بنية حسنة ولابد أن نختبر ذلك». وأضاف: «لا أرى أي طريقة ممكنة لبقاء (الرئيس) الأسد لأنه لا توجد طريقة لإنهاء الحرب مع بقائه في السلطة، ولا توجد طريقة لإنهاء العنف، ولا توجد طريقة يمكنه أن يوحد البلاد بها»، واستطرد قائلاً: «لذلك، لابد أن تقر إيران وروسيا وغيرهم بأنهم إذا أرادوا تحقيق السلام فلا بد أن يرحل (الرئيس) الأسد».
وأشار كيري في المقابلة التي نقلت وكالة الأنباء «رويترز» مقتطفات منها، إلى أن كيفية تحقيق الانتقال السياسي ستكون متروكة للمحادثات بين الأطراف السورية، مشدداً على ضرورة أن «يكون هناك انتقال إلى هيئة حكم مدنية تمثل جميع مصالح ‏سورية، وتتولى مسؤولية الإدارة اليومية للبلاد، فيما يتم المضي نحو دستور جديد وانتخابات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن