رياضة

قصور الصافرة

| مالك حمود 

لا يختلف اثنان على أن الحالة التحكيمية في نهائيات كرة السلة السورية للرجال لم تكن على ما يرام، بل إنها كانت في وضع لا تحسد عليه، ليزيد في الطنبور نغما، والضعف الفني العام الظاهر على سلتنا انسحب على صافرتنا أيضا!
ولكن لماذا تبدو سلتنا في هذه الصورة المهزوزة؟ ولماذا أصبحت في قفص الاتهام؟ ولماذا باتت محط انتقادات الجميع؟!
حكم يهمس (خفية) في أذن زميله بعد قيادة مباراة كبرى بنصف نهائي دوري الرجال قائلا: (أنت الذي خربت المباراة)!
لنبتعد عن لغة اتهام الحكام بالمجاملة أو التحيز لهذا الفريق أو ذاك، ولكن لنعترف أيضاً بوجود أخطاء تحكيمية بدءا من سياسة التعويض مرورا بعدم ضبط كل الحالات التي بدا بعضها بدهيا!
ولكن لماذا هذا التراجع في الصافرة خلال النهائيات بشكل خاص، والتي تعبر عن قمة السلة السورية حيث التنافس بين نخبتها ويفترض أن تقودها نخبة الصافرات؟!
ألا تلاحظون معي أن معظم مباريات النهائيات كانت فرق العاصمة أو الشهباء طرفين فيها وبالتالي عملا بسياسة اتحاد السلة واللجنة الرئيسية للحكام بضرورة حصر تحكيم هذه المباريات بحكام محايدين أي من خارج محافظتي دمشق وحلب.
هذا الكلام يعني غياب حكام هاتين المدينتين الكبيرتين عن تحكيم أهم المباريات في الوقت الذي نجد فيه حكام الفيحاء والشهباء هما الأكثر مشاركة في تحكيم دوري الرجال من خلال وجودهما بتجمعي الفيحاء والشهباء وهما التجمعان الأكبر والأكثر بعدد المباريات، وما يمكن أن تحققه هذه المباريات من تواصل مهم مع أجواء المباريات وامتلاكهما لحساسية الصافرة واستخداماتها بالشكل المطلوب.
فالحكم كاللاعب يفترض بقاؤه في ميادين النشاط الرسمي لحفاظه على جاهزيته الفنية والبدنية والذهنية والشخصية الفنية.
فهل هذا كان متوفرا للحكام المحايدين القادمين من خارج هاتين المحافظتين؟!
ولا أظن أن مجموعة العاصي بمبارياتها الست ملبية لمتطلبات حكام المنطقة الوسطى!
ما حدث في النهائيات يدعونا لإعادة النظر في آلية تكليف الحكام وتوزيع فرص التحكيم المحلي حفاظا على سلامة صافرتنا كي لا تبدو للجميع قاصرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن