سورية

أكد أن الشعب التركي سيوجه «رسالة مدوية» لأردوغان…المقداد يتوعد بهزيمة وفشل المناطق العازلة وحظر الطيران في سورية

توعد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن تلاقي محاولات تركيا لفرض مناطق عازلة وحظر طيران في سورية «الفشل والهزيمة» على يد الشعب السوري وجيشه، وأعرب عن ثقته في أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظامه لن يعودا كما كانا عليه قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي توقع أن يوجه شعب تركيا خلالها «رسالة مدوية» لأردوغان.
وفي مقاله بجريدة «البناء» اللبنانية، شن المقداد، هجوماً حاداً على أردوغان، معتبراً أنه لم يعد يحظى بـأي «احترام إقليمي أو دولي»، في حين يتلاشى احترام الشعب التركي له كل يوم. وأفرد جردة حساب لسنوات أردوغان في السلطة على مختلف المستويات، مؤكداً انقلاب الزعيم التركي على كل ما بشر سابقاً.
ومع اقتراب إجراء انتخابات مجلس الأمة التركي في السابع من الشهر المقبل، قال المقداد: «إن من يتابع الهيستيريا التي تميّز تواصل أردوغان مع الناخبين الأتراك في هذه الأيام، يكتشف أن الرجل قد فقد صوابه وتوازنه في معالجة التحديات التي تواجهها تركيا على مختلف الأصعدة وفي كل المجالات»، مؤكداً في هذا السياق على صفات القائد الحقيقي في الحكمة والصراحة مع الشعب، والمصداقية.
ورأى أن «صديق تركيا بالأمس أصبح عدواً بالنسبة لأردوغان وخادمه (رئيس الوزراء) أحمد داود أوغلو»، لافتاً إلى أن السياسات التي بشرا بها في مطلع تسلمهما للسلطة والتي تعتمد على مبدأ صفر عداوة مع دول الجوار، أصبحت الآن سياسة صفر أصدقاء، بدءاً من سورية، والعراق، وأرمينيا، وبلغاريا، واليونان، ودولاً أخرى قريبة، من المجال الحيوي لتركيا، بما في ذلك مع مصر وليبيا وتونس والكثير من الدول الأوروبية والإسلامية.
وتساءل نائب وزير الخارجية والمغتربين عن «التقارب المفاجئ بين النظامين التركي والسعودي اللذين كانت حالة العداء والتشكيك تحكم علاقتهما منذ اغتصاب آل سعود للسلطة في نجد والحجاز في الثلاثينات من القرن الماضي حتى شهور قليلة مضت»، مذكراً في هذا الصدد إلى «التناقضات الإيديولوجية والطائفية والمذهبية والسياسية بين النظامين لا حلول لها إلا بتغييرهما»، لكنه أشار إلى أن اتفاق أنقرة والرياض هو «على دعم الإرهاب سواءً كان ذلك يتمثل بتنظيم داعش أم جبهة النصرة أو «القاعدة» وجميع القتلة من تنظيمات المرتزقة التي يدعمها النظامان في سورية والعراق وليبيا واليمن والصومال ودولاً أخرى».
واعتبر المقداد أن الجريمة الكبرى لأردوغان «الديكتاتور» هي «الدعم المكشوف الذي يعرفه العالم والذي يعترف به النظام التركي على رؤوس الأشهاد لـ«داعش» و«النصرة» التي تحاول الأنظمة الحاكمة في تركيا والسعودية وقطر والأردن تعويمها كي تصبح معارضة مسلحة معتدلة على حد زعمهم، وذلك بالتعاون مع دول مثل فرنسا وبريطانيا».
ورأى أن سياسات «العثمانيين الجدد» الذين يمثلهم أردوغان وداود أوغلو أصبحت «مكشوفة للجميع»، وأعرب عن ثقته في أن «المجتمع الدولي، بعيداً عن الحكومات المتآمرة على سورية، سيقف ضدهما آجلاً أم عاجلاً مهما كان حجم المصالح الاقتصادية والجيوبولتيكية، لأن الإرهاب في نهاية المطاف يهدد البشرية جمعاء». وكرر الإشارة إلى ثقة سورية بأن تركيا لن تنضم ولو «شكلياً» إلى «التحالف الدولي ضد الإرهاب»، وذلك على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها، لأن أنقرة هي من الأطراف التي أنشأت داعش وخططت له عملياته وتقدم له كل أسباب الحياة والاستمرار، وأكد أن «داعش هو ولد مسخ لتركيا والولايات المتحدة».
وبالرغم من كون تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، فقد لفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى تصاعد الانتقادات لسياسات أردوغان حتى داخل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تصريحات أردوغان وأدوات حكمه لا تثير في كل من يتابعها «سوى القرف والاشمئزاز».
واعتبر المقداد أن النظام التركي يقترب من الهاوية لـ«تنكره للقضاء التركي وتدخله السافر في شؤونه، وتعقب القضاء التركي والشرفاء في أجهزة الأمن التركية بسبب دفاعهم عن القانون ومحاولة منعهم لشحنات الأسلحة القاتلة، التي أرسلتها نظام أردوغان للإرهابيين المرتزقة في سورية وقيامهم بفضح التعاون الكبير القائم بين نظام حزب العدالة والتنمية و«النصرة» وداعش».
ورأى أنه وعوضاً عن توجيه الرئيس التركي ورئيس وزرائه اهتمامهما للأوضاع الداخلية المتدهورة في تركيا والعزلة الإقليمية المفروضة على بلادهما في ظل سياساتها العدائية تجاه جميع جيرانها، فإن أردوغان يصر على الإمعان في التدخل بشكل هيستيري في شؤون الآخرين. واستند المقداد إلى معلومات تصل من مصادر موثوقة في تركيا ليشير إلى «إرسال الحكومة التركية واستخباراتها أكثر من ألف شاحنة تركية محملة بالأسلحة وأدوات القتل والإبادة البشرية التركية إلى أدواتهم من الإرهابيين والقتلة والمرتزقة في سورية». وألمح إلى أن إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تدريب تركيا للإرهابيين على أراضيها، واستعدادها للتعاون مع حلفائها من أجل تقديم تغطية جوية لحماية هؤلاء الإرهابيين وإنشاء مناطق عازلة ومناطق حظر طيران على الأرض السورية يأتي لـ«فرض التقسيم» في سورية.
وتوقع أن يوجه الشعب التركي «رسالته التي نعتقد أنها ستكون مدوية إلى أردوغان خلال أسبوع من الآن» في إشارة إلى الانتخابات مجلس الأمة التركي المقررة في السابع من الشهر المقبل. ومع ذلك التزم الحذر إذ قال: «ما نحن متأكدون منه أن أردوغان ونظامه لن يعودا بعد هذه الانتخابات كما كانوا قبلها». واستطرد قائلاً: «وفي انتظار نتائج قرار الشعب التركي فإننا نؤكد أن مهزلة التدخل التركي لتدمير سورية لن تمر على شعبنا، وستحاسب الشعوب العربية الأنظمة العربية التي تتحالف مع تركيا والإرهابيين لتفتيت سورية والنيل من وحدة أرضها وشعبها»، وأعلن أن «فرض مناطق عازلة وحظر طيران لن يكتب لها إلا الفشل والهزيمة على يد الشعب السوري وقواته المسلحة».
وأكد أنه إذا أرادت تركيا استعادة علاقاتها مع جيرانها وأن تتصالح مع نفسها فإنه على مسؤوليها أن يبدؤوا بالتركيز على الوضع الداخلي فيها، وأن تتصالح مع معارضيها أولاً بدلاً من توجيه النصائح الفارغة للدول الأخرى. كما دعا تركيا إلى التصالح مع تاريخها والاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب العربي وبحق الشعب الأرمني الشقيق إذا كانت الحكومة التركية جادة في ما تدعيه من مبادئ وقيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن