سورية

الجيش ينفذ عمليات على تحصينات داعش و«النصرة» في حلب.. وتركيا تعيد تأهيل «زنكي»

| حلب- إدلب- الوطن- وكالات

في الوقت الذي تستعد فيه حكومة أنقرة لإجراء تغييرات واسعة على التنظيمات المسلحة التي ترعاها في حلب وإدلب، وإصدارها الأوامر لتعيين قائد عام جديد لحركة «نور الدين الزنكي» في حلب، لإعادة تأهيلها، ثم يأتي دور حركة «أحرار الشام الإسلامية» في إدلب، عينت «الجبهة الشامية» قائداً جديداً لها بعد تقديم قائدها السابق طلب استقالة.
في الأثناء، نفذت وحدات من الجيش العربي السوري والقوات عمليات على تجمعات وتحصينات مقاتلي تنظيمي داعش وجبهة النصرة، المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في حلب وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد. وحسب مصادر معارضة مقربة من حركتي «الزنكي» و«الأحرار» تحدثت لـ«الوطن»، فإنه وبعد إقصاء مؤسس «الزنكي» في حلب توفيق شهاب الدين عن قيادة الحركة في 26 كانون الثاني الفائت وتعيين النقيب الفار محمد سعيد المصري على خلفية الانتكاسات والهزائم التي منيت بها الحركة في جنوب حلب، اتخذ القرار مجدداً من الحكومة التركية بإعادة تعيين شهاب الدين على رأس الحركة استجابة للمتغيرات الميدانية الجديدة التي تستدعي رص الصفوف من جديد والتنسيق الكامل مع «النصرة»، لفتح جبهات حلب ومحاولة تغيير الوضع الميداني لمصلحة المسلحين وداعميهم لأسباب سياسية تتعلق بالمفاوضات الجارية في جنيف والتي أوشكت أن تتوقف في جولتها الثالثة لتقهقر حال فصائل المعارضة المسلحة وعدم مقدرة وفدها التفاوضي على تحقيق أي مكسب.
وتأتي مسوغات الإقالات المتعددة في قيادات «الزنكي»، التي يعد ريف حلب الغربي معقلها الرئيسي، رداً على الانتكاسات الميدانية المتتالية التي منيت بها في ريف حلب الجنوبي على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، ما حدا بالداعمين الإقليميين إلى وقف التمويل نهائياً، وهو ما دفع الحركة إلى الانسحاب من العديد من نقاط تمركزها وحلول «النصرة وأحرار الشام» محلها.
وأوضح مصدر معارض مقرب من «الزنكي»، التي تأسست في تشرين الثاني 2011، أن أهم موجبات إعادة مؤسس الحركة إلى قيادتها العامة الكاريزما التي يتمتع بها بخلاف المصري وابتعاده عن المصالح الشخصية التي تحكم قيادات فصائل المعارضة المسلحة جميعها، الأمر الذي دفع أنقرة إلى رد الاعتبار له بعدما عجز خلفه عن تحقيق أي إنجاز يذكر في ظل الحاجة إلى تنفيذ خروقات في الجبهتين الجنوبية والشمالية لحلب وفي هذا الظرف العصيب للمسلحين برمتهم.
إلى ذلك، أكد مصدر معارض مقرب من «أحرار الشام» في إدلب، أن تسريبات وصلت إلى قيادات الحركة في إدلب من تركيا تفيد بضرورة إجراء تعديل جوهري على بنية وهيكلية الحركة يبدأ من رأس هرمها الذي يحتل منصبه مهند المصري الملقب «أبو يحيى» الذي خلف أبو جابر منذ أكثر من عام من دون إجراء تغيير نوعي على أداء «أحرار الشام» التي تحالفت أخيراً مع «النصرة» في جبهات حلب وأصبحت تابعاً لها ولاعباً صغيراً بعكس الهدف الذي أوجدت من أجله وسوقت على أساس فصيل «معتدل» نأى بنفسه عن التمثيل في وفد مفاوضي مؤتمر الرياض في جنيف.
من جهة ثانية عيَّنت «الجبهة الشامية» أمس، المهندس حسام ياسين، قائداً عاماً جديداً لها، خلفاً لقائدها أبو عمر سفيرة، بعد تقديم الأخير طلب استقالة لمجلس الشورى. وبحسب مواقع إلكتروني معارضة، فإن «مجلس الشورى» عيَّن ياسين في هذا المنصب، بعد موافقة المجلس على طلب استقالة سفيرة. وكان ياسين عضواً فيما يسمى «مجلس شورى ثوار الشام» وقائداً عاماً لها قبيل إعلان اندماجها بـ«الجبهة الشامية» العام الماضي.
من جهة ثانية ذكر مصدر عسكري، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن وحدات من الجيش العربي السوري، دمرت أمس، مقرات وآليات لمقاتلي داعش، في ضربات مركزة على تجمعاتهم في قرية المهدوم التابعة لناحية منبج وقرى اعبد ودير قاق والمديونة وأبو طلطل على اتجاه مدينة الباب شرق مدينة حلب بنحو 38 كم.
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش نفذت عملية على تجمع ونقاط انتشار مقاتلي التنظيم في مدينة دير حافر شرق مدينة حلب بنحو 52 كم، أسفرت عن «تدمير آلية مزودة برشاش وتحصينات والقضاء على عدد من مقاتليه».
وأشار المصدر إلى أن عمليات الجيش على تحصينات ومقرات مقاتلي «النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامتها في قرية العيس جنوب مدينة حلب بنحو 30 كم، أسفرت عن تدمير تحصينات وأوكار لها والقضاء على عدد من أفرادها. وأضاف المصدر: «إن وحدات من الجيش نفذت عمليات تكتيكية اتسمت بالدقة وتتناسب مع طبيعة الأعمال القتالية في المدن للحفاظ على حياة المدنيين في أحياء الراشدين أربعة والعامرية وصلاح الدين في مدينة حلب، أدت إلى تدمير بؤر لإرهابيي تنظيم «النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن