سورية

نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لكلينتون: الحظر الجوي سيصرفنا عن تعقب داعش!

| وكالات

شكك نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية بنيامين رودس بشدة في فعالية اقتراح هيلاري كلينتون، أحد أبرز المتسابقين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية.
وأبرز رودس «النزعة الصقورية» لدى كليتنون التي عملت وزيرةً للخارجية في إدارة باراك أوباما الأولى (2009- 2012)، مؤكداً أنها غالباً ما تؤيد «الحلول العسكرية» للمشاكل الدولية. وخلال الأعوام الماضية، دافعت كلينتون عن فرض منطقة حظر جوي فوق سورية مراراً. وعادت جددت دعمها للمقترح يوم الخميس الماضي، في نقاش مع منافسها السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز. وقالت خلال النقاش: «ما أزال أدعم فرض منطقة حظر جوي؛ لأنني أعتقد أننا بحاجة إلى إنشاء ملاذات آمنة لأولئك السوريين المساكين، الذين يفرون من (الرئيس بشار) الأسد ومن (داعش)».
ورد رودس على كلينتون نافياً فعالية هذا الخيار. وخلال مشاركته في أحد البرامج التلفزيونية التي تذاع على شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، قال رودس: إن «إنشاء منطقة حظر طيران فوق سورية لن يحل المشكلة، وإذا كان لديك مساحة جغرافية في سورية لا يمكن للطائرات أن تحلق فوقها، فسيبقى الناس هناك يقتلون بعضهم». وأشار إلى أن داعش «لا يملك طائرات، ومن هنا فإن منطقة حظر الطيران لن تحل مشكلة (داعش)، الذي سيبقى قادراً على ارتكاب المجازر بحق الناس».
واللافت أن رودس ركز حديثه بشكل كامل على عدم منطقية طرح فرض حظر جوي كخيار لمواجهة داعش، من دون أن يأتي على ذكر الجيش السوري، علماً أن فكرة كلينتون الأساسية موجهة ضد الجيش السوري.
واستطرد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي مفصلاً نقاط اعتراضه على فرض الحظر الجوي في سورية: «يلزمنا (لإنشاء هذه المنطقة) تكريس كمية هائلة من الموارد، التي تكرس حالياً لتعقب عناصر (داعش) وقتلهم أينما وجدوا، بدلاً من استخدامها في الحفاظ على منطقة حظر الطيران، التي تبدو مجرد استخدام غير موفق للموارد». وأضاف متسائلاً: «كيف يمكن أن تكون المنطقة آمنة إذا لم يكن هناك قوة برية؟ إذا كان لديك منطقة حظر جوي، فلن يكون هناك خطر هجوم بالطيران، ولكن هناك العديد من القوى المختلفة تقاتل على الأرض في سورية، بما في ذلك القوى المتطرفة التي ما زالت قادرة على شن هجمات فوق الأرض».
وأشار إلى امتلاك بلاده «القدرة» على استهداف المجموعات المتطرفة، وقلل من شأن أهمية إقامة منطقة حظر الطيران، معتبراً أنها ستتيح «بعض القدرة الإضافية» لإدارة قسم من عملية تدفق اللاجئين، و«تلافي بعض الهجمات الجوية للنظام السوري على المدنيين». وأردف على الفور قائلاً: ولكن بصراحة، فإن العنف يمكن أن يعبر عن نفسه بطرق مختلفة على الأرض، أو ينتقل من منطقة إلى أخرى».
وفي الختام، كال رودس انتقاداته لزميلته السابقة في الإدارة الأولى لأوباما، قائلاً: إن كلينتون «شخص منفتح (مناصر) على الحلول العسكرية بشكل عام»، وأضاف معقباً: «في المناقشات التي أجريناها ضمن غرفة العمليات ظهر أنها تؤيد القيام بعمل عسكري في معرض ردها على الكثير من الأسئلة التي أثيرت».
وتتشابه آراء رودس فيما يتعلق بالمجال الدولي وعدم قدرة القوة العسكرية على حسم المشاكل الدولية مع الآراء التي يعتنقها الرئيس الأميركي وسبق أن عرضها الصحفي الأميركي جيفري غولدبرغ، فيما بات يعرف بـ«عقيدة أوباما».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن