قضايا وآراء

قنبلة نتنياهو

| تحسين الحلبي 

تعتبر إسرائيل أن كل ما يحيط بفلسطين المحتلة منذ عام 1948 من أراضٍ مجاورة على حدود سورية ولبنان والأردن ومصر والسعودية أراضٍي متنازعاً عليها مع إسرائيل بصفتها صاحبة المشروع الصهيوني في المنطقة.
وما تراه فيه جزء أساسي من سياستها العدوانية لمن يرفض والتفاوضية لمن يستسلم أو يوقع على سلام منفرد معها.
وهذا ما جعلها منذ الإعلان عن وجودها عام 1948 تتجنب وضع رسم علني لحدودها مع الدول العربية المجاورة أو مع السلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 ولذلك اعتمدت إسرائيل سياسة استغلال كل مرحلة حسب ظروفها ومن منظور ما يمكن أن توفره الظروف العربية وظروف المنطقة من وسائل وسياسات عدوانية أو ابتزازية لتوسيع حدود احتلالها من فلسطين إلى جوارها المشترك.
وفي هذه المرحلة التي تتسم بظروف ترى فيها إسرائيل (الأكثر تناسباً) مع الإعلان عما ترغب بفرضه من سياسة توفر لها التوسع جاء انعقاد جلسة الحكومة الإسرائيلية في الجولان المحتل في محاولة يريد منها نتنياهو الانتقال من مرحلة الإعلان الأحادي عن ضم الجولان عام 1981 إلى مرحلة فرضه على المجتمع الدولي وكأن إسرائيل تريد إعادة رسم حصة الحركة الصهيونية في اتفاقية سايكس بيكو لتحقيق توسع يصفي كامل حقوق الشعب الفلسطيني في كل فلسطين ويزيد من حصة إسرائيل من الأراضي السورية من دون حصر ذلك بالجولان المحتل فقط.. فهذا ما يجري التداول فيه منذ ذهب نتنياهو وزوجه في الرابع من نيسان الجاري وقبل الإعلان عن جلسة الحكومة في 17 نيسان الجاري في الجولان واجتمع الزوجان بممثلي المستوطنين وبقيا 24 ساعة في الجولان المحتل لكي يجري تمهيد الجميع لهذه الجلسة العدوانية ضد سورية والمجتمع الدولي وقرارات الحكومة. إضافة إلى ذلك كان نتنياهو قد صرح منذ بداية (اتفاق وقف العمليات العدائية) في سورية بين المعارضة والحكومة بأن إسرائيل لن تقبل بحل الأزمة السورية إلا بعد ضمان مصالحها وفرض شروطها على أي نتائج تفضي إليها المساعي السلمية الداخلية والإقليمية والدولية للحل وكأنه شريك مع أعوانه داخل المجموعات الإرهابية المسلحة التي يرعاها على حدود الجولان المحتل.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت إلى «مطالب إسرائيل» بإجراء تبادل للأراضي بين الدول العربية المجاورة لإسرائيل يوفر لها مساحة أراض سورية إضافية الآن على حدود الجولان المحتل تستخدمها لحماية مستوطنيها وقواتها داخل الجولان المحتل أي إن نتنياهو لا يريد أراضي الجولان المحتل وحدها بل يريد الحصول على أراض أخرى من سورية ويطلب من المملكة الأردنية منح سورية أراضي من الأردن كبديل من الأراضي السورية.
والملاحظ تماماً أن ما فشلت إسرائيل بتحقيقه على حدود الجولان المحتل حين حاولت خلق شريط أو «جيب» ينتشر فيه المسلحون الإرهابيون لحمايتها في تلك المنطقة تريد الآن تسخير الدول العربية لتحقيقه.
وكانت صحيفة هآريتس قد نشرت في 28/شباط الماضي خبراً يصرح فيه نتنياهو أن «وقف العمليات العدائية سيكون جيداً عندما تشارك إسرائيل في تحقيق مصالحها حين يلتفت المجتمع الدولي إلى الأخذ بالحسبان مصالحها في الجولان وفي أي حل للأزمة السورية».
وبالمقابل يرى بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين أن استمرار وجود القيادة السورية برئاسة الأسد سيشكل أكبر عائق أمام تحقيق مصالح إسرائيل في أي اتفاق مقبل ما لم تتمكن المعارضة السورية التي تدعمها إسرائيل نفسها وكذلك السعودية وتركيا من استلام الحكم ويستنتج هؤلاء المحللون أن نتنياهو يبعث برسالة إلى هذه المعارضة لكي تحمل مصالحه في أي حل محتمل للأزمة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن