رياضة

ريشة الجزيرة بين معطيات الواقع والطموح المفقود

| الحسكة- دحام السلطان

لعبة الريشة الطائرة من الألعاب التي لها حضور مميز على صعيد الألعاب التي تمثّل واجهة الرياضة في نادي الجزيرة إلى جانب ألعاب كرة القدم وكرة اليد وكرة الطاولة، من حيث الظهور والحضور والفاعلية والمشاركة في جميع الاستحقاقات الرسمية على صعيد القطر وعلى مستوى منتخباتنا الوطنية خارجياً، إلا أنه يبدو اليوم أن سفن اللعبة تسير بعكس ما تجري رياح واقع رياضة اليوم التي أصبح معيار سريان الدم في عروقها يكمن في المال، ولكن أين هو المال؟

ظروف
ظروف اليوم التي أرخت بظلالها على الرياضة وألعابها بشكل عام، جعل اللعبة ومن وجهة نظر كوادرها تشعر بالغبن الشديد، وإن منسوب نصيبها من الدلال قد فتر حجمه البياني كثيراً إذا ما قيست بالألعاب الأخرى في النادي التي بات ظهورها استحقاقها متعلقاً بالمعونات المالية المركزية القادمة من المكتب التنفيذي للصرف على نشاطها، وحيال ذلك فإن قضية اللعبة ولّدت أزمة حقيقية لدى كوادرها في اللجنة الفنية الفرعية التي طالبت بعقد اجتماع موسّع على طاولة مستديرة، فكان لها ذلك الاجتماع، الذي ضم القيادة الرياضية بالحسكة وممثل المحافظة في اتحاد اللعبة نضال عويد الداود ورئيس نادي الجزيرة، في الوقت الذي تشير فيه أنباء من داخل كواليس مكاتب الصالة الرياضية، حيث موقع القرار الرسمي الرياضي في المحافظة عن نيات لسحب البساط من تحت اللعبة وترحيل كوادرها من كشوفات وتنظيم نادي الجزيرة ونقلها إلى أندية أخرى، لا سيما الصاعدة حديثاً إلى الواجهة، وإن هناك تسويقات ممنهجة لهذا الأمر جارية على قدم وساق من البعض من أعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بالحسكة، الأمر الذي خلق إرباكاً وإزعاجاً لشخص رئيس اللجنة التنفيذية مصطفى شاكردي الذي حسم الأمر وبتره من جذوره في الاجتماع، ورافضاً بشكل مطلق نقل اللعبة من أجندة الجزيرة إلى أي نادٍ آخر على الرغم من أن جميع الأندية تتبع فنياً وتنظيمياً للمؤسسة الرياضية التي يرأسها.

تفاصيل
للدخول في عمق التفاصيل التي جرت في الاجتماع، فإن كوادر اللعبة طالبوا بالوصول إلى حلول جذرية تكفل للعبة البقاء في الحقل الرياضي، وجاء ذلك من خلال ما نادى به (حمّال الأسية) في اللعبة المدرب الوطني غسان عبود، الذي شعر بالحزن على لعبته التي ستكون في مهب الريح وربّما من ذاكرة النسيان، إذا لم توضع النقاط فوق الحروف وفي مكانها الصحيح من السطور المدوّنة في قاموس اللعبة، التي يصل مهر ونفقة مشاركتها في الدوري إلى نحو المليون ونصف المليون ليرة سورية، والجيوب خاوية ومعلنة للإفلاس بشكل علني وصريح، ولم يمكن حل ذلك إلا بموجب قرار مركزي من المكتب التنفيذي حصراً، وهذا الموضوع بالذات شكّل تقارباً في وجهات النظر من طرف رئيس فرع الاتحاد الرياضي مصطفى شاكردي، الذي طالب بأن يتبنّى اتحاد اللعبة كوادره في الأندية ويتكفّل مشاركتهم في الدوري والصرف عليها، في الوقت الذي أشار فيه عضو اتحاد اللعبة نضال عويد الداود، بأنه لا توجد في الاتحاد ميزانية مالية لتغطية نشاط الأندية، وهنا تكمن المشكلة التي أعلن فيها رئيس نادي الجزيرة فيصل الأحمد أيضاً رغبة النادي الجازمة بمشاركة اللعبة وبقائها ضمن جدول رياضته لكن الضائقة المالية تحول دون ذلك، لتبقى أمور اللعبة معلّقة إلى حين بانتظار الفرج من (فوق) بعد أن رفع الموجودون هنا في الحسكة الراية البيضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن