ثقافة وفن

تعميق ثقافة المواطنة والابتعاد عن الكلام المنمق

| محمود الصالح

بات أمراً ملحاً تأكيد تكريس الخطاب الديني العصري الموجه لجميع شرائح المجتمع والقادر على مواجهة التطرف والانفلات والمحافظة على قيم المجتمع ومبادئه وتفعيل دور الشباب في صياغته من خلال التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف بفريقها الديني الشبابي والاتحاد الوطني لطلبة سورية، ورفده بالوسائل السمعية والبصرية التي تسهم في تحديث وتطوير الخطاب الديني، ونشر الخطاب الديني المعتدل والعصري الذي ترعاه وزارة الأوقاف بعدة لغات بحيث تعمم التجربة السورية في محاربة الإرهاب على كل دول العالم التي تكتوي اليوم بنار الإرهاب وذلك من خلال ترجمة المراجع الفقهية والسلوكية التي أصدرتها وزارة الأوقاف مؤخراً «فقه الأزمة – فضيلة – وثيقة تطوير الخطاب الديني- وتأكيد تحويل الخطاب الديني في المجتمع من مصدر خوف وقلق ومعول هدم كما يروج له المتطرفون إلى أداة بناء ودفع وصمام أمن للمجتمع بالتشارك مع كل قطاعات المجتمع، ودعم مشاركة المرأة في كل المحافل الأهلية والتنظيمية، والاهتمام بموضوع إعادة الإعمار المعنوي بمعنى الفكر والوعي والأخلاق وتأكيد أن هذا الجانب يفوق في أهميته وحيويته إعادة إعمار البنية التحتية التي خربها الإرهاب، لأن الإنسان هو الذي يعيد إعمار البنيان.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان أكدت أن شباب سورية اليوم أكثر قدرة على حمل الرسالة وهم الذين خبروا خمس سنوات من التعب والألم وأعباء الحرب، وهم اليوم أكثر تمسكاً بالدفاع عن الوطن، يستمدون من عزيمة جيشه الجبار القوة والشجاعة، ومن شعب صامد الصبر والإرادة ومن السيد الرئيس بشار الأسد عنوان النصر والانتصار مشيرةً إلى ضرورة بناء منهج عمل للخطاب الديني المعاصر ونسج خيوط تكامل الأدوار بين ريادة العمل الديني في وزارة الأوقاف وطاقات الشباب الطموح في الاتحاد الوطني لطلبة سورية بهدف صياغة خطاب ديني معاصر يلبي الواقع الحالي ويمازج بين الأفكار ويفتح مساحات الحوار.
مدير الفريق الديني الشبابي الشيخ المهندس عبد اللـه محمود السيد أشار إلى أن أهمية الملتقيات الشبابية التي تنبع بالدرجة الأولى من التشاركية في إعداده والتحضير له بين وزارة الأوقاف بفريقها الديني الشبابي وبين الاتحاد الوطني لطلبة سورية نظراً لكون هاتين الشريحتين هما من أهم الشرائح في المجتمع وأكثرها تأثيراً وأعلاها تفاعلاً وتواصلاً مع الناس وأكد الجرأة في الطرح وتشخيص المشكلة واقتراح حلول بعيداً عن المجاملات والكلام المنمق وطرح مواضيع على درجة عالية من الأهمية وتحاور الطرفين حول إعادة الإعمار المعنوي لأن بناء الوعي والأخلاق أهم من بناء الحجارة لأنها تستهدف الإنسان.
رئيس مجمع الفتح بدمشق الدكتور محمد شريف الصواف أشار إلى أهمية أن يؤسس حوار ديني عصري يجسد الدين الإسلامي الحقيقي، وأن سورية استهدفت لأنها كانت وما زالت رمزاً للتعايش الديني المبني على العدالة والتسامح والسلام وكل القيم الحسنة، موضحاً أن الشباب السوريين سيرسلون رسالة إلى كل العالم بأن سورية ستنتصر على الإرهاب بفضل دماء الشهداء وصمود الجيش العربي السوري والشعب المقاوم. وأشار إلى دور وسائل الإعلام في الفكر الديني، التي تم من خلالها تسليط الضوء على الضخ الإعلامي لوسائل إعلام الفتنة التي تنشر على مدار الساعة أفكار التطرف وتروج لفتاوى القتل والتكفير. وأكد أهمية إعادة الإعمار المعنوي وجعله أولوية في مرحلة إعادة الإعمار.
سليمان خليل سليمان تحدث عن أهمية دور الشباب الذين أرادوهم أن يكونوا شعلة فتنة فكانوا شعلة حق ونور في وجه الفكر الضال والمتشدد لافتاً إلى دور الشباب في القضاء على الفكر التكفيري الإرهابي، وصياغة خطاب ديني معاصر وإيصاله إلى جميع شرائح المجتمع السوري وأطيافه لأنه خطوة مهمة يحتاجه الوطن والمواطن لزرع المحبة بين جميع أطياف المجتمع من خلال العمل على الأرض والابتعاد عن الشعارات والحقد والطائفية.
وأكدت منال كريج أن ما يجري في سورية من مظاهر حضارية وحوارات شفافة يعكس الصورة الحقيقية للشعب السوري وللنموذج الذي تحارب سورية من أجله اليوم. هذا الوجه المشرق لسورية أمام وجه آخر مظلم متشح بسواد التكفير والإرهاب والإلغاء.
وركز عمار فاضل على تعميق ثقافة المواطنة ومبدأ الولاء للوطن والدفاع عنه ودور الشباب في ذلك من خلال المؤسسة الدينية ومنظمات المجتمع الأهلي انطلاقاً من أهمية التشاركية في تكريس خطاب ديني عصري قادر على مواجهة «التطرف والانفلات» مع الحفاظ على قيم المجتمع وتفعيل دور الشباب في صياغة هذا الخطاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن