رياضة

عبرة الكرامة

| مالك حمود 

عندما تتطابق لغة التصريحات مع التنفيذ على الأرض بأكبر وأهم الانتصارات، عندها تكون الحكاية مسألة ثقة مبنية على القوة والعمل، بعيداً عن الأمنيات ومجرد الأمل.
ما حققه نادي الكرامة في نهائيات السلة السورية للرجال كان أمثولة لكل الفرق الطامحة وغيرها ممن ما يزال يعيش على أمجاد الماضي.
فالماضي قابل للعودة لو كانت الجهود حثيثة وصادقة ودؤوبة ومدروسة ومبنية على أسس فنية وإستراتيجية، وهذا ما فعله نادي الكرامة الذي تفوق على ظروفه وعرف كيف يلملم بقايا كرة السلة في مدينة ابن الوليد لينهض بها مجدداً بسرعة قياسية يعود ليفرض نفسه قطبا جديداً في معادلة قمة كرة السلة السورية.
ما فعلته سلة الكرامة كان درسا للجميع بما فيهم اتحاد كرة السلة الذي يجدر أن يغير صيغة التعامل مع ناد مجتهد وقوي وطامح وناجح كهذا. فليس من المعقول أن يبقى الكرامة محروما من اللعب داخل أرضه!
وليس من المعقول بقاء نادي الكرامة في مجموعة فرقها بعيدة كل البعد عنه فنيا (مع احترامنا لكل فرقنا الطامحة والمكافحة التي تعمل للحفاظ على ما تبقى من كرة سلة) لكن حديثنا عن الكرامة يعني الكلام عن حالة تنافسية على زعامة كرة السلة السورية، بل حالة احترافية تتجلى فيها وعندها خلاصة كرة السلة المحلية.
هذا الكلام يعود لتذكير اتحاد كرة السلة السورية بأنه كفانا مسابقات وهمية وخلبية في أدوارها الأولى!
كفانا مضيعة للوقت والمصاريف، فقد بات حريا بسلتنا المسارعة لإجراء دوري تصنيفي والعودة إلى دوري نوعي، دوري ممتاز يجمع الأندية القادرة على الاحتراف قولا وفعلا في مسابقة تحمل التقارب الواضح في المستوى كي تكون مبارياتها مفيدة ومثمرة.
فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه، ولا عيب في الاعتراف بخطأ اتحاد السلة في إلغاء دوري الشباب للموسم الحالي، والحل الوحيد هو العودة لذلك الدوري بعدما اكتشف الجميع بأن اللاعبين الشباب الذين كان يفترض أن يظهروا مع فرق الرجال لم يتحقق لهم ذلك!
وإن تحقق فكان على نطاق ضيق جدا!
فهل هذا هو المطلوب؟!
عودوا إلى الطريق الصحيح، ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن