سورية

وصفوا ما يجري بـ«حرب عالمية مصغرة» .. متطوعون أميركيون لقتال داعش

| وكالات

نشرت وكالة «رويترز» للأنباء، تقريراً حول متطوعين أميركيين يقاتلون إلى جانب القوات الكردية، ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في سورية والعراق، وعبّر المتطوعون عن دهشتهم من أن مقاتلي داعش من دول كثيرة مختلفة، ووصفوا ما يجري بأنه «حرب عالمية مصغرة».
وفي السنوات الثلاث الماضية تدفق آلاف الأجانب على العراق وسورية معظمهم للانضمام إلى تنظيم داعش. لكن أعداداً أقل تقدر الآن ببضع عشرات تنضم إلى الجماعات التي تقاتل التنظيم.
واختار كول الانضمام إلى المقاتلين الأكراد في سورية في تموز الماضي وبعد بضعة أشهر ذهب إلى العراق حيث يعتزم البقاء حتى تشرين الأول على الأقل.
ويصف معدو التقرير مشاهداتهم بالقول: «عند نقطة تفتيش في شمال العراق يقف المتطوع الأميركي جون كول إلى جوار زميله الكردي ويفوقه كثيراً في طول القامة في مشهد غير معتاد على الطريق إلى الجبهة الجديدة في مواجهة تنظيم داعش».
وأضاف التقرير: «كول يبلغ طوله سبعة أقدام (2.1 متر)، يمسك ببندقية مقلوبة ضمن مجموعة صغيرة نسبياً من الغربيين الذين شقوا طريقهم الخاص إلى العراق لحمل السلاح على التنظيم».
وبحسب معدي التقرير فإنه من «غير الواضح حجم القتال الذي قام به كول البالغ من العمر 23 عاماً وهو من شارلوت بولاية نورث كارولاينا الأميركية، لكنه على عكس معظم الجنود الأميركيين النظاميين المتمركزين في مكان قريب شارك في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية وضربات جوية تستهدف داعش».
وقال كول وقد انتابته بعض العصبية: «سماع دوي الانفجارات تقشعر له الأبدان. إنه شعور مثير حقاً». وأضاف: إنه «جاء بحثاً عما هو أكثر من الإثارة بعد أن ترك وظيفة نقل مواد خطرة مثل النفايات الطبية». وعلى الرغم من أعمال العنف فإن افتتان كول بشمال العراق الذي تشكل فيه الجماعات العرقية والدينية ما يشبه لوحة الفسيفساء لافت للانتباه جداً أيضاً.
وتابع: «بعض الناس يأخذون إجازة لمدة عام قبل الذهاب إلى الكلية ويفعل أناس آخرون الشيء ذاته… أود أن أقضي الوقت هنا وأن أتعلم المزيد عن الثقافة والناس وتاريخ هذه الأرض ومن ثم أعود إلى الوطن».
وأوضح كول، أن «الأمر الذي دفعه للقدوم إلى العراق هو اجتياح داعش لمدينة سنجار في الشمال وذبح واستعباد واغتصاب آلاف الناس من الأقلية اليزيدية». وبخصوص المهام التي يشغلها كول، فقد كان في الأسبوع الماضي يحرس حاجزاً على طريق قرب مدينة مخمور على مشارف «كامب سويفت» وهي قاعدة للقوات الأميركية التي تساعد الجيش العراقي و«البشمركة» في هجوم يسير ببطء يهدف إلى إعادة السيطرة في نهاية المطاف على مدينة الموصل في شمال العراق.
وعلى عكس كثير من المتطوعين فكول ليس جندياً سابقاً متمرساً. وقال: إنه تلقى تدريباً على المدفعية في قاعدة عسكرية بولاية أوكلاهوما لكنه ترك التدريب بسبب إصابة في الفخذ وضعف التحفيز.
وقال كول: «لست غاضباً من الأمور مثل كثير من الغربيين… فهم يعتقدون أنهم سيقاتلون كل يوم وسيقتلون كثيراً من الناس ثم جاؤوا إلى هنا ولم يجدوا الأمر كما توقعوا ويغادرون». وأضاف: إنه تمكن من تعلم بعض العبارات الكردية والعربية.
هذا وانضم بعض الغربيين بدافع ديني أيضاً إلى جماعات مسلحة مسيحية مثل جماعة «دويخ نوشا» التي تعمل جنباً إلى جنب مع «البشمركة» لحماية القرى الآشورية على خط المواجهة في محافظة نينوى. وعبّر كول عن دهشته من أن مقاتلي داعش الذين صور جثثهم ونشرها على موقع إنستغرام كانوا من دول كثيرة مختلفة. وقال: «أنا مندهش… إنها مثل حرب عالمية مصغرة لأن كل هؤلاء الأشخاص من كل مكان يأتون إلى مكان واحد للقتال».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن