عربي ودولي

بن عمر: اليمن كان قريباً من اتفاق سياسي عشية «عاصفة الحزم»..مقتل 20 شخصاً في مواجهات في عدن.. وغارة جديدة للتحالف على صنعاء وموسكو تدعو إلى الإسراع في حل الأزمة اليمنية عبر الحوار

أعلن المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن الأطراف اليمنية كانت قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاق سياسي، نتيجة حوار دام أكثر من شهرين عشية إطلاق «عاصفة الحزم».
لكن استمرار القتال على الأرض وإطلاق عملية «عاصفة الحزم» جعلا من غير الممكن مواصلة الحوار، وقال بن عمر إنه تم التوصل إلى توافق أساسي على العناصر الجوهرية لاتفاق لتقاسم السلطة قبل تصاعد الصراع في الشهر الماضي عندما بدأ تحالف تقوده السعودية شن ضربات جوية على الحوثيين، وأضاف قائلاً: «النقطة الشائكة الرئيسة كانت مسألة الرئاسة».
وأشار بن عمر «أبلغت مجلس الأمن أن انهيار العملية الانتقالية لم يكن بسبب تقصير من أحد الأطراف، بل كان نتيجة لأخطاء متراكمة وحسابات خاطئة بدرجات متفاوتة لجميع الأطراف».
على صعيد آخر حذر بن عمر من فرض حظر جديد على السلاح يستهدف الحوثيين، مشيراً إلى أنه قد يتسبب في عرقلة تسليم مساعدات إنسانية يحتاجها اليمن بشدة. وأوضح بن عمر أن تنفيذ حظر السلاح الجديد قد يقيد ويمنع بشكل غير مقصود تسليم مساعدات إنسانية بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، خاصة أن الوضع الإنساني في اليمن أصبح كارثياً في ظل وجود 12 مليون يمني يحتاجون المساعدة، حسب مسؤولي الإغاثة.
ويرى بن عمر أن «انهيار العملية الانتقالية في اليمن لم يكن بسبب تقصير من أحد الأطراف بل كان نتيجة لأخطاء متراكمة وحسابات خاطئة بدرجات متفاوتة لجميع الأطراف خاصة مع انتشار العنف العام الماضي بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء والانقلاب على الشرعية الدستورية».
من جهته، قال المتحدث باسم القوات اليمنية الموالية للحوثيين العميد الركن شرف لقمان إن «الحرب العدوانية على اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم لم تكن من قبل تحالف عدة دول كما روجوا لها بل كانت حرباً سعودية خالصة أعلنها النظام السعودي»، موضحاً أن «إجمالي الخسائر البشرية من القوات المسلحة بلغت 112 شهيداً بينهم خمسة ضباط و256 جريحاً». ومن جانبه أعلن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو تؤيد استئناف الاتصالات السياسية بين أطراف الأزمة في اليمن. وقال تشوركين أمس للصحفيين عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس الأمن حول اليمن: «ندعم استئناف الاتصالات السياسية في أسرع وقت ممكن، وعلى ما يبدو فإن أغلبية الأطراف مستعدة، لذلك آمل في ضغط سياسي شديد من الأمين العام ومبعوثه الخاص الجديد» على الأطراف المتنازعة.
هذا وتجدد قصف طائرات التحالف العربي الإثنين ما يبدد الآمال في وقف القتال لإدخال المساعدات الإنسانية خصوصاً مع التحذيرات المتكررة لمسؤولي الإغاثة من حصول كارثة إنسانية بسبب الصراع الدائر في اليمن. بدوره أبلغ كيري أنه سيناقش الأزمة اليمنية مع نظيره الإيراني لاحقاً، مضيفاً «بالتأكيد أنا سأحثه على قيام كل طرف بدوره لمحاولة تهدئة العنف والسماح ببدء المفاوضات».
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة اعتماد الحوار في اليمن كطريقة لحل الأزمة، مشدداً على أهمية الدور الأممي في تبني الحوار والإشراف عليه من أجل تسوية الأزمة في اليمن. ومع استمرار المعارك بين الحوثيين واللجان الشعبية، يواجه اليمنيون مشاكل متزايدة في جلب الغذاء عن طريق البحر، نتيجة حصار التحالف العربي المفروض على السفن لقصد تفتيشها بحثاً عن أسلحة متجهة إلى مقاتلي جماعة الحوثي، كما لا يسمح لأي سفينة أو طائرة بدخول الأراضي اليمنية قبل إذن من القوات العسكرية.
وآخر التقارير تشير إلى أن ما لا يقل عن 10 سفن محملة بالقمح والذرة ما زالت تنتظر إذناً لدخول السواحل اليمنية وإفراغ حمولتها في الموانئ.
ورغم إعلان الرياض انتهاء حملة «عاصفة الحزم» وبداية حملة «إعادة الأمل»، إلا أن مؤشرات التدخل البري في اليمن مازالت قائمة وغير مستبعدة في ظلّ المصير الغامض للجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية. مؤشرات يراها البعض في حشد الرياض قواتها العسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين، ودفعها بالعديد من الألوية العسكرية من قوات الحرس الوطني إلى نجران ومناطق حدودية أخرى، يأتي ذلك مع قصف مركز في الشريط الحدودي يستهدف تحركات الحوثيين في صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين.
إلى ذلك حثت قيادة وزارة الداخلية اليمنية جميع وحداتها الأمنية على رفع حالة التأهب واتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة للتصدي لأي أعمال إرهابية محتملة. وحسب بيان الوزارة فإن توجيه رفع جاهزية القوات الأمنية يأتي في أعقاب ورود معلومات عن مخطط لعناصر تنظيم «القاعدة» للقيام بعملية إرهابية بهدف إرباك الأجهزة الأمنية.
ميدانياً: قتل 20 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون أمس في مواجهات جديدة بين الحوثيين وخصومهم في جنوب اليمن، فيما استهدفت غارة جديدة قاعدة عسكرية في صنعاء حسبما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وذكرت مصادر قريبة من الحوثيين أن المعارك العنيفة في شوارع عدن أسفرت عن مقتل تسعة من الحوثيين. من جهته، أفاد مسؤول طبي في المدينة أن 11 مدنياً ومقاتلاً من الموالين للرئيس هادي قتلوا في المعارك نفسها. وتستمر المواجهات في أنحاء عدة من جنوب اليمن بين الحوثيين المتحالفين مع قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد اللـه صالح والمقاتلين المناهضين لهم والمنضوين تحت لواء «المقاومة الشعبية» المؤيدة لهادي.
وتمكن الحوثيون مع القوات الموالية لصالح من استعادة السيطرة الإثنين على المنزل العائلي للرئيس هادي إضافة إلى قنصليتي روسيا وألمانيا حسب مسؤول محلي. وفي صنعاء، نفذ طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ 26 آذار غارة على قاعدة عسكرية موالية للحوثيين تضم مركبات للنقل الخفيف، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. كما استهدفت غارات جديدة مواقع للمتمردين في مأرب (وسط) والحديدة (غرب) وتعز (جنوب غرب) حسب سكان.
وتستمر المواجهات العنيفة على الأرض أيضاً بين الحوثيين وخصومهم في صرواح بمأرب وفي تعز بحسب مصادر عسكرية.
(روسيا اليوم– أ ف ب– رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن