ثقافة وفن

الشعر في أيام الآداب الثقافيّة… واحة الشعر بين أجيال الشعراء … خالد أبو خالد: على جيل الشباب أن يقرأ ويتعلم من الدروس ليكون شجرة الخلاص

| عامر فؤاد عامر

تسجّل فعاليات أيام الآداب الثقافية في يومها الثالث نشاطاتٍ جديدة كان فلكها الأبرز في واحة الشعر، بحضور الشاعر الفلسطيني الكبير «خالد أبو خالد» وشاعرة المليون «ليندا إبراهيم»، بالإضافة لمشاركة طالبتين دخلتا ميدان الشعر هما «مرام النسر» من كليّة الطبّ، و«نيفين الأزهر» من قسم اللغة العربيّة. وتأتي هذه الفعاليّة «أيام الآداب الثقافيّة» ضمن الاحتفال بمرور 70 عاماً على إنشاء كليّة الآداب في دمشق، وقد قدّم الشعراء قصائدهم، ومقاطع النثر، في المدرج السادس في كليّة الآداب بحضور الطلاب، والجهات الإعلاميّة، وعميد كليّة الآداب، وعدد من المحاضرين، والدكاترة.

الطلاب في المقدمة

آثر كلّ من الشاعر «خالد أبو خالد»، والشاعرة «ليندا إبراهيم» تقديم الطالبتين في مشاركتهما الشعريّة، فألقت كلّ منهما قصيدة، واختارت طالبة الطبّ «مرام» قصيدة لانتصارات شهر نيسان في الوطن بعنوان «أعياد نيسان»، ومنها نقتطف:
نيسان أقبل والأوائل عادوا
روّى التراب على المدى استشهاد
نيسان جاء مع الصباح محملاً
ببريد من حفظوا الديار وجادوا
أم من أعاد إلى الشآم ربيعها
أم من توسد صدره الأجداد
وأفاد بالزاد الوفير الربا
كمن استباح ترابه الأوغادُ؟!

في الحبّ والعشق
أما طالبة اللغة العربية «نيفين» فكانت قصيدتها في الحبّ والعشق «وصلٌ محرّم»، ومنها اقتطفنا أيضاً:
لفّ الزمان على المودّة حقده فتجرحت أنفاسنا باقي الرّمق
والحبّ مخنوقاً غداً في قلبنا والروح ينزعها المغيب بذا الشفق
ملأت خمورُ العشقِ منّا كأسها لمّا سكبنا من هوانا في الغسق
بحتُ الغرام إلى عيونك مهجتي فتنصتت أجرام ليلٍ كالحلق
وإذا رآنا حارس العشاق ما فُتنت تناجينا عيونٌ في سرق
ونثرتُ حولك من غرامٍ مدنفٍ فلملمت نثري في كلامٍ قد خفق.

من وحي المناسبة
كان بعدها نصيبنا من شاعرة المليون «ليندا إبراهيم» التي اختارت مجموعة مميزة من أشعارها لهذه المناسبة مثل: «ولي وطن»، و«أنا امرأة»، وأهدتفي هذه المناسبة قصيدة للشاعر «شفيق جبري» عميد كلية الآداب الأول في دمشق، ثم قدّمت «يوميات الأزمة السوريّة»، وقصائد «أرق»، و«زليخة» التي أهلتها للوصول إليه نهائيات برنامج «شاعر المليون» في الخليج، ونص «يسوع الناصري»، «الشينيّة»، وكان الختام في قصيدتين الأولى «وصيّة شهيد»، والثانية في نصّ خاصّ أهدته لأمها الراحلة.
ومن قصيدة مهداة «إلى شفيق جبري»:
أطفؤوا الشمس وغابوا… ثمّ ظنوا أننا نرضى الظلام!!
أيّها الشّاعر كم يغدو جميلاً وطنٌ نرفعه للشّمس حتّى نشعل الشّمس قصيداً وسنابل.
لن نساوم…
سوف نحيا بالأغاني
سوف نحيا لسلام الأرض فينا ونقاوم.
ليكون الوطن الأغلى مراحاً لليمام
ليكون الأغلى مراحاً لليمام.
تقول الشاعرة عن هذه المناسبة لـ«الوطن»: «أن أكون في جامعة دمشق هي العراقة بحد ذاتها، وأن أكون بين طلاب الجامعة شرف كبير، فهذا الجيل الذي ينمو ويتشكل ليبني وطناً في المستقبل القريب، وأيضاً الذكرى جميلة وعظيمة مرور 70 عاماً على تأسيس كلية الآداب، ولمحاسن الحظ بأن أول عميد يسمى لها هو الشاعر المعروف شفيق جبري، فهذا كله حفزني لأمتلك الشرف لأن أشارك في هذه المناسبة وهذا اليوم الشعري المخصص في رحاب هذه الجامعة». وعن انتقاء القصائد: «انتقيتها لتلامس جميع الموضوعات الإنسانية ولتلامس جميع الشرائح، وكانت بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة». وعن المشاركة مع الطالبتين الجديدتين تقول: «أثني على جهود الطالبتين وهما شاعرتان رائعتان، وعن المشاركة مع الشاعر الكبير» خالد أبو خالد «فأقول شرف كبير لي أن أقف إلى جانب المقاوم والبطل الرائع ونحن طلابه وتلامذته ونمشي على دربه».

مسك الختام
أما الشاعر الفلسطيني الكبير خالد أبو خالد فقد كان بحضوره المهيب مسكاً لختام القصائد الشعرية في اليوم الثالث للفاعليّة ومن كتاب «الشآم» اختار نصوصاً وقرأها على الحضور، ومنها نقتطف أيضاً:
يا حمام الشآم الذي لا ينام
ياحمام البيوت لا تموت
شفقٌ أو غسق
سوف تأتي الغيوم بأمطارها حين
تأتي مواعيدها سوسناً أو حبق
لا تبوح المسافات قبل نهاياتها
والينابيع قبل بداياتها بدموع القلق
لا تبوح بأسرارها
فالمناجم حتى تكابد جوهرها في الغموض
يكون الأرق…
البلاد هيأتنا لميلادها
في سماء مجرحةٍ بالتجارب
«أخرجت الأرض أثقالها» والصباح
تأخر في الوطن المستباح
فكل الحصاد الذي كان كل الحصاد بُدد
وليس لنا ما نحارب عنه سواها
الشآم الشآم الشآم
يقول الحمام.
يقول الشاعر في تصريح لـ«الوطن»: «على جيل الشباب أن يقرأ كثيراً أن يتعلم من الواقع ومن الدروس وأن يثق بنفسه أكثر وهو سيكون عملياً شجرة الخلاص للوطن». وعن مشاركة الطالبتين يقول: «لو كتبت مثلهما في البدايات لكنت أنا الآن أفضل مما أنا عليه، وأنصحهما أن تقرأا كثيراً وليس فقط في الشعر بل يقرأان كل الأنواع نزولاً بالحداثة ووصولاً للتراث وليس العكس فالتراث الشعري له سطوته ومن السلامة البدء بالحداثة وصولاً للتراث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن