سورية

إطــــلاق يـــــوم القــــدس الثقــــــافي.. شعبان تعتبره جزءاً من مقاومة المشروع الصهيوني.. وناجي يحاضر تاريحياً عن المدينة المقدسة

| وكالات

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية «فرع سورية» بثينة شعبان أن إطلاق يوم القدس الثقافي هو جزء من مقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة.
وبمحاضرة حملت عنوان «القدس بين قوة الحقيقة ووهم الأسطورة» أطلقت مؤسسة القدس الدولية «فرع سورية» أمس فعالية يوم القدس الثقافي التي ستقيمها المؤسسة دورياً في الأربعاء الأخير من كل شهر.
وقالت شعبان في تصريح صحفي عقب المحاضرة، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «تأتي هذه المحاضرة ضمن أربعاء القدس الثقافي الذي أقره مجلس أمناء مؤسسة القدس كنشاط شهري ذي طابع ثقافي وفكري يدعم قضية القدس ويلفت الأنظار إلى ضرورة الوقوف مع القدس بوجه محاولات التهويد لهذه المدينة المقدسة والعظيمة ولمقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى»، آملة أن يواصل المفكرون والباحثون جهودهم في وضع دراسات تظهر الحق للأجيال الشابة وتتصدى للأساطير الإسرائيلية التي انتهكت حقوق الشعب الفلسطيني وأخذت أرضه.
وأضافت: «ينبع اهتمام مؤسسة القدس بهذا النشاط الثقافي كجزء من مقاومة المشروع الصهيوني الذي يستهدف كل أجزاء أمتنا العربية من العراق إلى سورية وليبيا واليمن للقضاء على حضارة هذه الأمة وتاريخها وهويتها»، معتبرة أن وعي هذه الحقيقة ضرورة لمقاومة هذا المخطط الصهيوني.
وتضمنت المحاضرة التي ألقاها الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية، أمس، عرضاً تاريخياً لمدينة القدس ونشأتها والعصور التي مرت بها والحضارات التي تعاقبت عليها والتي امتزجت جميعاً لتعطي هذه المدينة طابعها الجامع.
وأوضح ناجي أن الصهيونية حاولت عبر سنوات طويلة من خلال تزوير التاريخ والآثار أن تجد دليلاً على أي إثر يهودي ملموس في القدس دون جدوى مؤكداً أن كل الحفريات التي أشرف عليها كبار قادة الاحتلال الإسرائيلي من موشيه دايان وحاييم هيرتسوغ وغيرهما تحت بناء المسجد الأقصى لم تعثر على إشارة توحي بوجود هيكل سليمان المزعوم وكانت اللقى الأثرية التي وجدتها بعثات التنقيب الصهيونية تعود للعصور الرومانية والإسلامية. واعتبر ناجي، أن الأسماء التي حملتها القدس منذ آلاف السنين تؤكد مجدداً غياب أي وجود يهودي فاعل فيها عبر التاريخ حيث إن اسم أورشليم عربي كنعاني أطلق على المدينة منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد كما أن اسم يبوس نسبة إلى اليبوسيين وهم إحدى القبائل الكنعانية أما إيلياء وهو اسمها الأخير الذي عرفت به قبل الفتح العربي الإسلامي فهو مشتق من عبارة إيليا كابيتولينا التي أطلقها على المدينة الإمبراطور الروماني هدريان.
وانتقل المحاضر إلى العصر الحديث ومحاولات تغيير التركيبة السكانية في القدس التي شرعت بها الصهيونية وداعموها في الغرب الأوروبي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مبيناً أن عدد اليهود في القدس سنة 1806 لم يكن يتعدى ألفي شخص ليتزايد عددهم بصورة مطردة نتيجة الهجرة اليهودية المنظمة وتشجيع سلطات الانتداب البريطاني إضافة إلى المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وخاصة في قرية دير ياسين القريبة من القدس لإرهاب الفلسطينيين ودفعهم للنزوح عن وطنهم.
وتطرق ناجي لواقع القدس الديمغرافي بعد نكبة 1948 عندما قسمت لجزء غربي تحت الاحتلال الإسرائيلي وشكل ما نسبته 84 بالمئة من مساحتها الإجمالية وجزء شرقي تحت السيطرة الأردنية وبلغت نسبته 11 بالمئة إضافة إلى قسم صغير تحت إشراف دولي مستعرضا الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال لتثبيت القدس كعاصمة لها عبر نقل الوزارات والكنيست إليها.
ولفت المحاضر إلى أن «أعمال تهويد القدس أخذت طابعا أوسع بعد احتلال قسمها العربي أعقاب نكسة 1967 عبر هدم الأحياء والقرى المحيطة به ولاسيما حي المغاربة وقريتي دير ياسين ولفتا وإقامة مستوطنات للاحتلال على أنقاضها وصولا إلى إقامة جدار الفصل العنصري». وحذر ناجي من أن «ضعف الدعم العربي والإسلامي للقدس وصمود أهلها سيسهل سعي الصهيونية المحموم للقضاء على طابعها العربي»، مشيراً إلى أن مؤسسة القدس الدولية اتخذت جملة توصيات لدعم أبناء القدس بوجه محاولات تهويدها تشمل الدعوة لاحتضان انتفاضة القدس ودعوة السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحث الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجان لدعم أسر القدس ودعم عائلات الشهداء والأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن