سورية

قمة الأمن الدولي الخامسة تركز على مكافحة الإرهاب … موسكو: هدنة سورية تتعرض لـ«تهديدات جدية».. ومستعدون لتعزيزها مع شركائنا

| وكالات

حذرت روسيا من أن اتفاق «وقف الأعمال القتالية العدائية» في سورية يتعرض «لتهديدات جدية»، وأعربت عن استعدادها «لتعزيزه» بالتعاون مع شركائها في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية. كما جددت موسكو تشديدها على رفض استخدام «الإرهابيين كأداة من أجل تغيير النظم»، وذلك خلال المؤتمر الخامس للأمن الدولي الذي تستضيفه العاصمة الروسية وشهدت انطلاقته تركيزاً على مكافحة الإرهاب وخاصة في سورية.
وأبدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي أمس نقله موقع قناة «روسيا اليوم»: استعداد بلادها «للمساهمة، بالتعاون مع شركائها، في تعزيز الهدنة في سورية وتقديم المساعدات الإنسانية وتأمين عملية المفاوضات في جنيف بهدف وضع إطار لسورية موحدة مستقلة علمانية متجددة، وتحديد سبل الانتقال السلمي والقانوني إليها»، بعدما أكدت تمسك موسكو بالاتفاقات الروسية الأميركية حول «وقف القتال في سورية»، الذي حذرت من أنه يتعرض «لتهديدات جدية»، موضحة أن جبهة النصرة والجماعات المتعاونة معها تهدف إلى تقويض «عملية انتقال سورية إلى السلام».
وأضافت زاخاروفا: إن ممثلي ما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» للمعارضة السورية علقوا مشاركتهم في مفاوضات جنيف لكونهم لا يملكون أي اقتراحات بناءة وقاموا بتحويل جهودهم إلى تنظيم فعاليات رامية إلى تشويه صورة الحكومة السورية وعملية القوات الروسية في سورية، باستخدام تهم قديمة حول «مسؤولية (الرئيس بشار) الأسد ونظامه الدموي»، و«قتل روسيا لنساء وأطفال».
وأشارت المتحدثة إلى أن إرهابيي «النصرة» بالتعاون مع «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» يقصفون منذ بداية الأسبوع الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات السورية في حلب، مشيرة إلى أن ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة مئات المدنيين بجروح، على حين نقلت وكالة «رويترز» عنها تأكيدها: إن «بريطانيا تحمى إرهابيين يمولون تنظيم داعش». وفي سياق جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوته إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة الإرهاب الدولي بشكل فعال على أساس قواعد القانون الدولي وبرعاية منظمة الأمم المتحدة.
وقال بوتين في رسالة ترحيبية بالمشاركين في مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي قرأها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف حسب وكالة «سنا» للأنباء: «إن أعمال القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية وجهت ضربة قاصمة لتنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى وأسهمت في تعديل الوضع بشكل حاسم»، معتبراً أن تلك العملية هيأت الظروف المناسبة لتقدم الحوار السوري السوري في جنيف.
أما وزير خارجيته سيرغي لافروف فأكد في كلمته خلال المؤتمر أنه من غير المقبول استخدام الإرهابيين كأداة من أجل تغيير الأنظمة وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية، مشدداً بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني على أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي أظهرت واقعية في الأزمة السورية، وأن «خطوات القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية، بالتنسيق مع القوات الحكومية، ثم مع قوات المعارضة الوطنية، سمحت بإلحاق هزائم جدية بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق عملية التسوية السياسية، وأصبح ذلك ممكناً، بما في ذلك في سياق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة».
وفيما شدد لافروف على عدم القبول «باستخدام الإرهابيين كأداة من أجل تغيير النظم وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية، أعرب عن «قلقه» من امتلاك مجموعات إرهابية قدرات على استخدام الأسلحة الكيميائية. ودعا إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع الإرهابيين من استعمال هذه الأسلحة، كما دعا إلى ضرورة احترام التنوع الثقافي الموجود في المنطقة وحرية كل شعب بتحديد مستقبله وعدم إملاء أي قيم أو ثقافات عليه والتوقف عن استخدام المجموعات الإرهابية كأداة لتحقيق المصالح الخاصة.
من جهته دعا باتروشيف في كلمة له إلى التعاون بين الدول في مكافحة الإرهاب الدولي، معتبراً أن تحقيق هذه المهمة يتطلب إرادة سياسية جدية وتنحية الخلافات القائمة بين الدول إلى مراتب ثانوية، داعياً المجتمع الدولي للعمل من أجل الحد من انتشار الأفكار الإرهابية والمتطرفة من خلال شبكات الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو فدعا إلى توحيد جهود المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب على أساس مبادرة الرئيس بوتين التي تدعو إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الدول التي تتحمل الأعباء الأساسية في مكافحة الإرهاب والتطرف، مشدداً في كلمته خلال المؤتمر على أن أي محاولات للتعامل مع إرهابيين وتقسيمهم إلى أخيار وأشرار، وخاصة تسليحهم من أجل تحقيق أهداف سياسية خاصة، «ليست فقط قصيرة النظر بل إجرامية». وقال شويغو: إنه لا يثق بأن رحيل الرئيس بشار الأسد سيسمح بوقف إراقة الدماء في سورية، متسائلاً: «ومن عرقل إحلال السلام وبسط النظام في العراق وليبيا بعد الإطاحة بصدام حسين ومعمر القذافي؟».
من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، في كلمته أن احتلال العراق وتصفية قائده ودمقرطة البلد تحت فوهة الرشاشات أدت إلى أن يُقدِم قسم كبير من القوات المسلحة المنحلّة والنخبة السياسية التي أصبحت بلا عمل على تشكيل هيكل تنظيم داعش، على ما نقلت «سبوتنيك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن