شؤون محلية

4900 مرشد نفسي لـنحو 4 ملايين طالب في مدارس التعليم الأساسي والثانوي

| رجاء يونس

رغم أن الإرشاد النفسي والاجتماعي أصبح منذ عقود جزءا رئيسيا في الأنظمة التربوية العالمية، يقدم خدماته لطلاب المدارس من خلال متخصصين في الإرشاد والتوجيه، إلا أنه حديث العهد في الواقع التعليمي بسورية، وقبل سنين الحرب لم تكن هذه المسألة تقع ضمن الأولويات والتوجهات التربوية في المدارس وإن وجدت فهي في أغلب الأحيان غير مفعّلة على أرض الواقع، وقد وجدت وزارة التربية نفسها أمام تحديات كبيرة في التعامل مع مفرزات الأزمة التي تركت آثاراً سلبية على شريحة الأطفال وطلاب المدارس الذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين طالب في كل مراحل التعليم الأساسي والثانوي نتيجة وجودهم في مناطق تعرضت لحوادث وانفجارات وأعمال عنف.
هذه الحقيقة أقرت بها مديرة البحوث في وزارة التربية السيدة سُبيت سليمان التي أكدت أن الإرشاد النفسي في المدارس كان شبه غائب ولكن ظروف الأزمة أفرزت مجموعة من الإجراءات والمصطلحات والمفاهيم الأمر الذي فرض على القائمين على الوزارة العمل بمسؤولية لتفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس وإعداد برامج عالية المستوى لتواكب منعكسات الأزمة وما نتج عنها من اضطرابات وصدمات نفسية ما يساعد الطالب على تجاوز الضغوط النفسية والتخفيف عنه.
وأشارت سليمان إلى قيام المديرية بإجراء عدد من الدورات التدريبية للمرشدين في كل المحافظات من خلال الموجه الاختصاصي للإرشاد النفسي في كل مديرية حيث يوجد في كل مديرية تربية ما بين 2- 6 موجهين بحسب الكثافة السكانية وعدد المدارس في كل محافظة يشرفون على المرشدين النفسيين في المدارس موزعين على المناطق والقطاعات في مديريات التربية لافتة إلى أن الظروف حالت دون تكثيف هذه الدورات في كل المناطق ولكن المديرية تعمل بشكل مستمر على تزويد المرشدين بالبرامج والنشرات والأفلام والكتب الإلكترونية التي تخص عملية الإرشاد النفسي والاجتماعي فضلا عن أن المديرية تعمل على إجراء تقييم دائم للقائمين على العملية الإرشادية حيث يتم تقييمهم من موجهي الاختصاص بناء على اللائحة التقويمية الخاصة بذلك كما يتم تقييم الموجهين ضمن خطة موضوعة لهذا الغرض.
وبينت سليمان أن المرشدين في المدارس ليسوا على مستوى واحد من الأداء فهناك مرشدون يطورون ذاتهم وقدراتهم بشكل مستمر وينفذون الخطة الإرشادية بشكل إيجابي كاشفة عن وجود نقص كبير في عدد المرشدين على مستوى سورية وعددهم حالياً لا يتجاوز 4900 مرشد موزعين على المدارس في جميع المحافظات وقد تناقص عددهم نتيجة تسرب الكثير منهم حيث ناهز عددهم 5300 مرشد عام 2012 مشيرة إلى أن الحل يكون بإجراء مسابقات لتعيين مرشدين نفسيين واجتماعيين ميدانيين متدربين على العمل الإرشادي يكون أداؤهم في الجامعة نوعياً لسد النقص ويفترض في ظل هذه الأزمة أن يكون البرنامج التعليمي الذي نستخدمه أعلى مما هو عليه قبل الأزمة حيث لم يكن الدعم النفسي موجوداً في المدارس بالشكل المناسب ويجب أن يتمتع المرشد بخلفية أكاديمية وعلمية تمكنه من القيام بدوره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن