شؤون محلية

الخطأ في دمشق وإصلاحه في القنيطرة … خطأ طبي كاد يودي بحياة مريضة

| القنيطرة- خالد خالد

كثير من المفاهيم الطبية لا يفهمها أو بصراحة لا تعني المواطن، ومن تلك العبارات التي باتت متداولة بكثرة مفهوم (الاختلاط الطبي)، حتى أصبح كالشماعة التي يعلق عليها الأطباء إخفاقهم في معرفة وتشخيص المرض أو الفشل في إجراء عمل جراحي، ولا ننكر على الإطلاق أن هناك تداخلات كثيرة قد تختلط على الطبيب ولكن بأي حال من الأحوال لا يمكن غفران أن يصر أي طبيب على وجود اختلاط طبي والحالة بكل أسف خطأ طبي واضح.
وقصة المريضة المهجرة التي تشكو قلة الحيلة والفقر (طلبت عدم ذكر اسمها) والتي راجعت مشفى أباظة بتاريخ 27 /4 في حالة إسعافية سيئة يمكن أن ينطبق عليها ما ذكرناه في المقدمة. فقصة تلك السيدة أنها راجعت أحد مشافي مدينة دمشق لإجراء عملية استئصال رحم، لكن شطارة الطبيب ومهارته جعلته يقوم بربط الحالب الأيسر، وخرجت المريضة من العملية وتم تقديم التهاني بنجاحها والتي كانت ممتازة بنظر الطبيب، وبعد ثلاثة أيام من إجراء العملية بدأت المريضة تعاني من آلام وتبول لا إرادي، وطلب منها البعض عدم مراجعة المشفى الذي أجرى لها العملية والحقيقة لا ندري ما هي مبرراتهم، لتقوم بمراجعة أحد المشافي التعليمية بدمشق والقيام بإجراء صور شعاعية ليظهر بالصور وجود بحصتين صغيرتين أسفل الحويضة، (وهنا نؤكد بحسب قول أحد الأطباء أن وجود هاتين البحصتين يمكن أن يؤدي إلى انسداد الحالب) من دون أن يكلف أطباء المشفى التعليمي متابعة الفحص وإجراء التشخيص اللازم.
ولدى سؤالي المريضة عن عدم مراجعتها المشفى الذي أجرى لها العمل الجراحي الأول، قالت خفت!؟ وقالوا لي لا تذكري اسم الطبيب ولا المشفى الذي أجرى لك العملية (مشان ما تشهري فيهن)، وهنا نتساءل: في حال إجراء أي عمل جراحي سواء كان كبيراً أم صغيراً، ألا يطلب الطبيب من المريض وبعد فترة معينة ضرورة مراجعته ليتأكد من أن العمل الجراحي جيد والمريض يتماثل للشفاء!؟
المهم أن المريضة راجعت مشفى أباظة بحالة إسعافية بالتاريخ المذكور أعلاه وهي مهجرة ومقيمة بريف دمشق ليطلب لها بعض التحاليل وصور أشعة وإيكو وبعد كل ذلك تم إجراء تنظير موضعي، ونذكر بالحرف ما جاء في التقرير الطبي: تم إجراء إدخال قثطرة حالبية في الحالب الأيسر ووُجد عائق على بعد 4 سم من الفوهة الحالبية اليسرى ولا يمكن تجاوزها، كما ذكر الدكتور مدير الهيئة العامة لمشفى الشهيد ممدوح أباظة نضال سطاس، ونظراً لوضع المريض السيئ فقد قرر أطباء الجراحة البولية إجراء العمل الجراحي وبالفعل تمت العملية ليلا ووجد الأطباء بعد إجراء اللازم «أن الحالب الأيسر كان مربوطاً بثلاث قطب».
لن نزيد على ما ذكرناه ولكن حياة المرضى ومنهم تلك السيدة التي بدأت كليتها تفقد عملها أليست مهمة عند بعض الأطباء الذين أقسموا على عملهم الإنساني النبيل، علما أن مشفى أباظة لم يتقاض أي مبالغ من المريضة وجميع الإجراءات بالمجان نظراً لحالتها الصحية والاجتماعية وبإمكانات المشفى الذي يمتلك الخبرات الكافية، لكنه محروم من الدعم من الجهات المعنية وأولها الكادر البشري من أطباء أخصائيين ومقيمين وفنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن