قضايا وآراء

معركة حلب والرقة والتطورات الدولية المحتمة

| تحسين الحلبي 

في 27 نيسان الماضي نشرت صحيفة (تشانيا ديلي) الصينية تحليلاً يستوجب التوقف عنده وهو أن الصين والهند وروسيا عقدت محادثات أبلغت من خلالها العالم كله رسالة قوية تقول: إن هذه الأطراف الثلاثة قررت «تكثيف التعاون والتنسيق فيما بينها على المستوى الإقليمي والدولي» وتبين أن وزير الدفاع الهندي (مانوهار باريكار) قام بزيارة استغرقت خمسة أيام أجرى خلالها محادثات مع جميع قادة الصين بشؤون عسكرية وسياسية واقتصادية وأن اجتماعاً ثلاثياً ضم وزراء خارجية روسيا والصين والهند عقد في 18 نيسان الماضي لصياغة كل أشكال التحالف الثلاثي والتنسيق تجاه جميع المشاكل الإقليمية والدولية في العالم.. ولا شك أن هذا التجمع الذي يضم أيضاً بقية دول البريكس ومجلس شانغهاي للتعاون الاقتصادي، يتصدر الآن دوراً هاماً في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب قابل للوقوف في وجه التحديات القائمة، فهو يمثل 35% من سكان البشرية ولذلك تلاحظ بعض الدراسات التي تنشرها وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الخارجية أن الولايات المتحدة لم يعد بمقدورها تثبيت كل ما تحقق لها في التسعينيات بعد انهيار كتلة الدول السوفييتية من مكاسب على حساب دول وشعوب كثيرة. وتضيف هذه الدراسات: إن أشكال التنافس التي تفرضها هذه التطورات أصبحت تتخذ اتجاهات مختلفة عما كان عليه النظام العالمي القديم في الحرب العالمية الثانية وما بعدها وأن كل بقاع الأرض أصبحت الآن قابلة لاختبارات المنافسة بين عدد متزايد من الدول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وفي ظل هذه الافتراضية والمشهد الذي تبرزه وخصوصاً على التطورات في الشرق الأوسط وتأثيرها في الدول الغنية مثل السعودية فتحت عنوان: «مستقبل غامض للسعودية» يرى (توبي ماثيزين) من مركز أبحاث (هوفر) الأميركي أن السعودية التي حاولت توجيه تطورات الربيع العربي نحو خدمة مصالح بقاء العائلة المالكة بدأت تفشل الآن وتخلق المزيد من الأعداء لها.
ويكشف (ماثيزين) أن دولاً وإمارات صغيرة في المنطقة قادرة على التمرد على السياسة السعودية التي بدأت واشنطن تعتبرها عبئاً على المستوى البعيد وحصاناً يجلب الخسارة على المستوى القريب.
ومع هذا الضعف المحتمل في الوضع السعودي من المتوقع أن يخسر كل من راهن على السعودية وخصوصاً تركيا وهذا ما سوف يؤدي إلى تراجع أهم قاعدتين للمعارضات السورية ولجميع المجموعات الإسلامية المتشددة التي تستهدف سورية.. ويزداد الاعتقاد عند بعض مراكز الأبحاث الأميركية أن التحالف السوري الإيراني مع موسكو وبكين وما ينشأ عن تحالفهما مع دول أخرى مثل الهند سيلحق خسارة بالنفوذ الأميركي في باكستان وفي العراق بطريقة تستفيد منها موسكو في دعمها لسورية وإيران ولتشكيل محور إقليمي أكثر استقلالية في قراراته وأكثر قدرة ذاتية على حماية هذه القرارات.
ولذلك ترى إسرائيل أن انتصار الجيش السوري في معركة حلب والرقة ودرعا سيوفر للعراق حليفاً سورياً تتابع من خلاله الدولتان حرباً تطهيرية على كل مجموعات داعش وأنصارها دونما حاجة للدعم الروسي في سورية أو الأميركي في العراق وهذا ما ترغب به روسيا نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن