رياضة

قاعدة الهرم

| مالك حمود 

من الحكمة بمكان استثمار خبرة اللاعبين الدوليين الكبار بالعمل الفني في مرحلة ما بعد اعتزالهم في بناء أجيال كروية قادمة.
ومن هنا كان قرار إدارة نادي الوحدة بتعيين اللاعب الدولي السابق ماهر السيد مشرفا على قواعد كرة القدم في النادي.
وأعجبتني عبارة (منحه كل الصلاحيات الفنية في عمله).
قرار الوحدة يأتي في فترة نرى فيها اللاعب حائرا في تحديد مصيره الرياضي بعد خروجه من مرحلة العطاء كلاعب، فتراه يلهث وراء مستقبله في العطاء ضمن المجالات الأخرى والمتاحة، ولكن لمن؟
فهل كل اللاعبين يجدون من يأخذ بيدهم إلى ميادين التدريب ويعطيهم فرصة العمل ضمن الظروف اللائقة والمعطيات الملبية للنجاح؟ وهل يسير العمل بعقلية استيعاب لاعبي النادي وكسب خبرتهم الطويلة بإعداد لاعبي المستقبل؟
ولما كانت المسألة مرتبطة باللاعب نفسه وبناديه أيضاً فقد كان من الطبيعي البحث عن الحلول الممكنة والمنصفة والمفيدة في وقت نرى فيه أن طموحات ورغبات معظم اللاعبين المعتزلين تتجه نحو تدريب الفريق الأول بالنادي على اعتبار أن العمل مع فرق الكبار تمنح المدرب المال والشهرة والدعم والاهتمام، بينما يعيب العمل في تدريب القواعد قلة الدعم المادي والعمل بعيداً عن الأضواء والشهرة والإعلام وبمنأى عن تأمين المتطلبات الكافية والملبية لنجاح العمل وسط غياب الإستراتيجيات.
ومن هنا تأتي قوة خطوة تكليف السيد مشرفا على القواعد البرتقالية وبالتالي فإن نجومية الكابتن ماهر السيد وخبرته وأخلاقياته تتيح مساحة كبيرة للاستفادة من معارفه وخبرته الكبيرة في تأهيل أجيال الكرة البرتقالية.
أجيال طالما استمتعت بأداء نجم الوحدة والمنتخب واعتبرته قدوتها ومثالها الأعلى وحلمت باللقاء به فكيف إذا ما صار معلما لها في الميدان، وأستاذا لتعليمها أساسيات اللعبة وفق أسس صحيحة ودقيقة.
مرحى للسيد لارتضائه العمل في الظل وتصديه لهذه المهمة الكبرى والحساسة فالعمل مع الصغار أصعب وأدق من العمل مع الكبار. ومرحى للإدارة البرتقالية ذلك الخيار والقرار.
والأهم من ذلك هو دعم القرار بتأمين كل متطلبات نجاح السيد في مهامه والتعاون معه ضمن خطوات إستراتيجية لتأمين الرافد الحقيقي والسخي للفريق الأول في عصر تغيب عبارة الإستراتيجية عن معظم أنديتنا إن لم نقل رياضتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن